الاثنين، 9 مايو 2011

لقمان الحكيم



لقمان الحكيم

كتبهاسوسنة ، في 26 كانون الأول 2010 الساعة: 20:39 م

هذه الرسالة من كتاب سيرة لقمان الحكيم

أتمنى لكم قراءة ممتعة .


لقمان الحكيم
اسمه : لقمان بن باعوراء ، ولقمان اسم أعجمي .
وكان عبدا أسود حبشيا من سودان مصر ، عظيم الشفتين والمنخرين ، قصيرا أفطس مشقق القدمين ، 

وليس يضره ذلك عند الله عز وجل ؛ لأنه شرفه بالحكمة  :

{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }.لقمان الآية 12

وقيل : خير السودان أربعة رجال : لقمان بن باعوراء . وبلال بن رباح المؤذن : الذي عذب في الله ما لم يعذبه أحد ، وهو يقول : أحد أحد . والنجاشي : ملك الحبشة . ومهجع : مولى عمر يقال أنه من أهل اليمن ، وهو من المهاجرين الأولين وهو أول من استشهد يوم بدر .
وأول ما ظهر من حكمته : أنه كان مع مولاه ، فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس ، فناداه لقمان ، إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد ، ويورث الباسور ، ويصعد الحرارة إلى الرأس ، فاقعد هوينا وقم . فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء .
وقيل : كان مولاه يقامر ، وكان على بابه نهر جار ، فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان ، فقال له القامر : اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟ قال : عينيك افقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟ قال لك ذلك .


قال : فأمسى كئيبا حزينا ، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده ، وكان سيده إذا راه عبث به فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه ، فلما جلس إليه قال لسيده : ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك ، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه ، فقال له : أخبرني فلعل لك عندي فرجا ؟ فقص عليه القصة ، فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عندي فرجا ، قال : وما هو ؟ قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر ، فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين ، فإذا قال لك ذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين ، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد ، وتكون قد خرجت مما ضمنت له . فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه ، فأعتقه .
— 
وهذه بعض من نصائح ومواعظ لقمان لابنه :


1 - يا بني : إياك والدين ، فإنه ذل النهار ، وهم الليل .

2 - يا بني : كان الناس قديما يراؤون بما يفعلون ، فصاروا اليوم يراؤون بما لايفعلون .

3 - يا بني : إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه .

4 - يا بني : كذب من قال : إن الشر يطفئ الشر ، فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنب نار فلينظر

هل تطفئ إحداهما الأخرى ؟ وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار .

5 - يا بني : لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة .

6 - يا بني : إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك ، وإن كنت على الطعام فاحفظ حلقك ،

وإن كنت في بيت الغير فاحفظ بصرك ، وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك .

7 - يا بني : احذر الحسد فإنه يفسد الدين ، ويضعف النفس ، ويعقب الندم .

8 - يا بني : أول الغضب جنون ، وآخره ندم .

9 - يا بني : الرفق رأس الحكمة .

10 - يا بني : إياك وصاحب السوء فإنه كالسيف يحسن منظره ، ويقبح أثره .

11 - يا بني : لا تطلب العلم لتباهي به العلماء ، وتماري به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس .

ولا تدع العلم زهاده فيه

ورغبة في الجهالة ، فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم ، فإن تك عالما ينفعك علمك 

وإن تك جاهلا يعلموك . ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم .

12 - يا بني : لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم .

13 - يا بني : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ، وشاور في أمرك العلماء .

14 - يا بني : لا تمارينّ حكيما ، ولا تجادلنّ لجوجا ، ولا تعشرنّ ظلوما ، ولا تصاحبنّ متهما .

15 - يا بني : إني قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت .

16 - يا بني : إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه قبل ذلك ، فإن أنصفك عند غضبه وإلا فأحذره .

17 - يا بني : من كتم سره كان الخيار بيده .

18 - يا بني : لا تكن حلو فتبلع ، ولا مرّا فتلفظ .

19 - يا بني : لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحابك ، قاله لابنه يعظه حين سافر .

20 - يا بني : مثل المرأة الصالحة مثل التاج على رأس الملك ،

ومثل المرأة السوء كمثل الحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.