الاثنين، 25 فبراير 2013

كن واقعيا ..





كن واقعيا ..
كن واقعيا لا تجزع من حكم الله وضغوط الحياة المسلطة على رقبتك كحد السيف .
فحينما تواجهك مشاكل وتعقيدات وصعوبات وضغوط في الحياة وهموم وأحزان يومية ونكران لما تصنعه من جميل وتقدمه لمن حولك، والكثير منهم يحاول إسقاطك في بحارالفساد والفسوق، أكيد تلجأ إلى الله رافعا أكف التضرع بالدعاء بشدة. وحينما تجد عدم الإستجابة الفورية لدعواتك فإنك تشك في حالك وفي صلاتك وتضرعك ، وخشوعك ،وتهمس لنفسك على الفور. 
ماذا يحصل معي ولماذا أنا بالذات لا تستجاب دعوتي وتضرعي ؟!
 ولماذا ينكرون صنيعي ومعروفي؟!
ولماذا يتعاملون معي بهذا الشكل وهذا الحال ؟!

أحب أن أطمئنك أنك بخير وأن كل شيء يجري معك وحولك طبيعي فهذه طبيعة معظم البشر النكران والجحود وعدم الشكر والأمتنان لمن يقدم لهم معروفا ، ومهمتهم دفع الشخص اليائس إلى منحدرالسقوط والأنتحار.. والتقليل من شأن الإنسان النجاح وتفشيلة في ما نجح به .. لآنهم لا يحبون أن يشاهدوا من هو أفضل منهم في عمل ولو كان بسيطا ..

إنهم ينكرون نعم الله عليهم التي لا تعد ولا تحصى أفلا ينكرون معروف البشر معهم ولو كان من أعز أصدقائهم وأحب القلوب إليهم. كن ذا مبدأ واضح وصريح وسر عليه ولو وقف العالم ضدك ولو جعلوك تسير وحدك في أتجاه وهم جمعيا في أتجاه مخالف لرايك .. كن ذا معدن أصيل نقي لا يصدأ ولا يتغير كما تتغير الكثير من المعادن لتكن فخورا بمعدنك وآصالتك التي لا تغيرها الظروف مهما أعتليت منصات النجاح والتفوق ولامست بيدك النجوم ..
كن واقعيا صبورا لا يتذمر من إبتلاءات الله له فإنها في معظم الأحيان إمتحان لنا على مدى صبرنا وتقبلنا لما يجري لنا ممن أحببناهم ، واسكناهم مهجة القلب .ومن غيرهم ومن ضغوط الحياة برمتها ..

تجلد بالصبر ثم الصبر وغلف روحك به وتدثر به كمعطف شتوي يقيك شر أعمالك وأعمالهم .. بالصبر يبنى لك بيت في الجنة وتسكن مساكن الأبرار.
كن حامدا شاكرا ولا تبالي بمن حولك وما صنعت لهم وما قدمته لهم فأنت تصنع المعروف وتقدم الجميل لوجه الله ولا تنتظرا ردا للجميل ، أولتسمع كلمات الشكر والثناء على ما قدمت لهم.. إن الله يجازي المعروف بالمعروف والإحسان بالإحسان فالجزاء من جنس العمل .. توكل على الله ولا تبالي بأفعالهم وتصرفاتهم ..

كن عاقلا لبيبا يفهم بالإشارة وساير سنن الله في أرضه ولا تتصادم معها ،ترفع عن هؤلاء اللذين يحاولون إسقاطك ،وقتل فرحتك بأنجازاتك وتخريب ما قدمته وصنعته من أجل الإنسانية والسلام في وطنك .
فلا تشغل نفسك وقلبك وفكرك في توافه الأمور وتهدر وقتك الثمين من أجل الأشياء العقيمة ، فهذا كله يوهن النفس والروح ويقلل من نفعها لنفسها ولمن حولها ويجعلها تتقاعس عن فعل الخير .. فصول الحياة كثيرة فلو توقفت عند كل فصل وتأملت جميع جوانبه لوجدت أنك أنهيت عمرك ويلزمك عمر فوق عمرك لتتأمل ما بقي من تلك الفصول ..

فلو تعمق كل منا في آيات القرآن الكريم.. القتل والأحسان والنهي عن المنكر
والبر والصبر والتقوى لما بقي فينا جاحد أو قاتل أو عاق لوالديه أو نافذ الصبر.، لآنه كل منهم سيأخد أجره من جنس عمله ..
كن واقعيا ولا تجعل الخيال يسيطر على فكرك وعقلك ويتملك من قلبك .. ويدفعك للسير مع السائرين على هوى أرواحهم ونفسياتهم دون التفكر والتعمق بما يفعلونه أصحيح هو أم خطأ ؟!
الشاعرة والأديبة / يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر