الجمعة، 16 مارس 2012

قمة العطاء





قمة العطاء  

قمة العطاء  في بيت لم يعرف الحزن

في ظل الحياه ذات الرتم السريع و التي يغلب عليها نمط الحياه الماديه
اصبح كل انسان مهتم بالدرجه الاولى
بأن يأخذ و أن يستفيد و أن يحقق مطالبه و طموحاته و اهدافه سواء
اختلفت مع طموحات و رغبات من حوله أم لا !!!!
اصبحنا جميعا اسرى لسجون حب الذات و ايثارها .ربما بقصد او بدون قصد.
و كثيرا ما نرى انماط من البشر يرون ان كل الدنيا تتمركز حولهم و انهم اهم اشخاص و انهم يجب
ان يمدحوا دوما و ان يعاملوا بطريقه افضل من الاخرين ؟؟!!!
فكلمة العطاء كثيرا ما تتردد على مسامعنا وفي كلامنا و حديثنا و لكن
هل نعطي جميعا كما ينبغي ان نعطي؟!
الحقيقه ربما اصاب كل شخص منا بعضا من هذا و لو بدون ان نشعر.
فكل منا يحس انه دوما على صواب
و انه يريد ان يحصل على كل شئ بدون تعب ولا عناء ودون خسارة أي شيء.
و ربما لا نهتم احيانا
بمصالح الاخرين مثلما نهتم بمصالحنا الشخصيه تماما …
و لو رجعنا لديننا الحنيف لوجدنا انه يدعونا للعطاء و لإيثار الاخرين
فقد قال النبي صلي الله عليه و سلم:
"حب لاخيك ما تحب لنفسك" و قال عليه افضل الصلاه 

و السلام ان المسلمون
هم كالبنيان اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء

 بالسهر و الحمي فيما معنى الحديث…
و الحقيقه ان الانسان حينما يرى الابتلاءات الكبرى 
التي يراها بعض المسلمون في مختلف بقاع الارض
من امراض و مجاعات و استضعاف و تشريد و قتل و تعذيب و اهانات

 و تدمير للمنازل و اغتصاب
الاعراض و الممتلكات يحزن بل و يبكي كمدا.
و لكننا بعد قليل ننسي و نأكل و ننام و نضحك
و نحس بالملل بعدها و ان حياتنا سيئه و ننسي ما فيه اخواننا المستضعون في كل مكان
و انهم لا يملكون نصف و لا حتى ربع ما نملكه نحن.. فأول ما نحن مطالبون به
هو العطاء لاخواننا المسلمين في كل مكان.
قد يقول البعض كيف يكون ذلك؟ !!!
نقول فلنبدأ: بان نعبد الله حق عبادته فلو اننا أدينا حق الله علينا

 لربما رفع البلاء عنهم ..
ان ندعو لهم في اوقات الاجابه و نتوسل لله العزيز الرحيم

 ان يعينهم و يرزقهم الصبر
و يخفف عنهم البلاء والمصائب والحروب والقتل والدمار …
ان نقدم ما نستطيعه لهم من مساعدات ماديه و نفسيه
و اجتماعيه ان امكن لنا ذلك و كل حسب ما يستطيع ….

أحبتي في الله …..
العطاء.. أن تقدم لغيرك ما تجود به نفسك .. من غير سؤالهم إياك
وأن تبادر بتقديم كل ما تستطيع لمن تحب ، لتعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر ..
لتعلمه بمدى مكانته عندك ومدى تقديرك وحبك له..

 ولا تعيش لأجل نفسك فقط
و تمنح الآخرين مما لديك. و لا تنظر لقيمة ما ستعطي .. ولكن أن تنظر إلى مقدار
ما سيحدثه ومدى تأثيره في نفس المتلقي العطاء
العطاء .. مادي ومعنوي ، والتنويع بينهما أمر جميل 

ولكن الأجمل لو قدمت كل منهما بفن ..
فتعطي عطاءً مادياً بقالب معنوي صادق
فالعطاء..نهر لا يتوقف جريانه ..وبحر لا ينضب مائه وزاده..

و أن تفرح بفرح من حولك
لما قدمته لهم و حينما تعطي لا تنتظر أي مقابل
و تعطي دون أن تشعر أنك مرغم ومجبر على ذلك العطاء بل بكامل إرادتك …

أحبتي في الله …..
يمكننا أن نعطي دون حب ، و لكن لا يمكننا أن نحب دون عطاء !!!!!
قرأت هذه الجملة في إحدى الوريقات المترامية على مكتبي ،، ولا أعلم لها
تاريخ ولا وقت ؟؟
ولم أتذكر متى ولماذا سطرت تلك الحروف ؟
لكني جلست أفكر فيها مليا وأتأمل تفاصيل الحروف والعبارة
هل فعلا هي حقيقة ما تتضمن الكلمات من معنى؟؟!! ،

 أم هي مجرد فلسفة
قالها الحكماء من زمن بعيد ؟؟!!
إرتشفت قهوتي ، وأنا أعيد وأدور شريط حياتي ..

 لربما أستطيع إستعادة
موقف يثبت لي صحة هذه الحكمة من عدمها ..
فهناك أناس يمرون في حياتنا مرور العابرين الكرام ..

 لكننا أيضا نعطيهم بعض ما نستطيع دون حب …
أشخاص نتعامل معهم لكن لا تربطنا بهم سوى بعض اللقاءات ،،

 لكن أيضا
نعطيهم الإبتسامة و الوقفة القصيرة ، والتحية ، دون أن نحبهم ؟
ولكن حين نحب شخصا معينا ..

 فإننا نعطيه كل ما لدينا دون أن نحسب ما
أعطينا ه … نهديه كل ما نملك من فرح وسعادة

 لكي ترتسم إبتسامة خفيفة على وجهه ومحياه ..
حين نحب نضحي ، و نتحمل الكثير ..في مقابل وجوده بجانبنا ..
من نحبه نعطيه دون توقف ، ودون أن نحس أننا نعطي ؟
ونجد أننا لم نعطي شيئا بعد ..
والعطاء دون انتظار المقابل ، صفة من صفات الله عز وجل
وبالفعل ، نحن نعطي أناساً لا ناقة لنا معهم ولا بعير…
كيف سيكون عطاءنا مع من سكنوا تجاويف وتلافيف أعماقنا .. ؟


أحبتي في الله ….

حقيقة العطاء شيء جميل .. لكن الأخذ كذلك جميل ..
 ولعبة الحياة السليمه أخذ وعطاء .
لذا فإن الانسان الذي يمارس العطاء الكثير في مقابل الأخذ القليل

 يشعر باختلال الميزان ..
انعدام العداله .. وبعدم الاشباع
وهناك في الواقع فئه تكمن سعادتها العظمى في الحياة في العطاء بلا مقابل

 لكنها نماذج روحانيه نادره .
إلا أن الانسان العام يشعر بخلل الميزان إن أعطى دون أن يلقى عدالة الأخذ …
أكبر مثال للعطاء في الحياة عطاء الوالدين فهو مادي ومعنوي كله
تضحية وتفاني وحب في نفس الوقت بلا دوافع ..
بلا أسباب .. بلا مقابل .. نابع من أعماق وحنايا قلوبهم…

 فهوشلال عطاء بلا توقف 


أحبتي في الله ….

أن تقدم النصح بكل صراحة لصديقك ورفيق دربك وحياتك عندما يحتاج

أن تقدم له
وجودك معه في أصعب الللحظات وأقساها على النفس ..
أن لا تجعله يبحث عنك عندما يحتاجك .. ولكن أن تكون بجانبه وقت حاجته لك،
أن تكون وقت فرحه أول المهنئين…
ووقت حزنه أول المستندين تسانده تساعده أن تجعل وجودك معه

 يغنيه عن كل شيء..
أن تعطيه أذناً وقلباً ينصت لهمومه ومشاكله . .
وفكراً يعينه على حل تلك المشكلات أن لا تنتظر مناسبة لتعبر 

عن مكانته عندك وحبك له ..
فاجئه دائماً .. بهدية، رسالة ، موقف لا ينساه ،

 خاطرة تكتبها فيه ،أو حتى ( مسج) تدخل به السرور
على قلبه أ ن تقترح المساعدة وتبادر بها قبل أن يطلبها منك فهذا قمة العطاء ..

أحبتي في الله …
نحاول دائما ان نتغير دوما للافضل.و ان نفهم انفسنا و نعزز نقاط قوتنا
 و نعالج نقاط ضعفنا.
و ان نعطي لانفسنا ايضا وقت لعمل اعمال الخير.

ويجب ان نعرف ان الانسان حينما يكون راضيا
عن نفسه دينيا و خلقيا و حياتيا فانه يعيش افضل حياه 

يمكن ان يتخيلها بشر.فعمل الخير يعود
على الفرد بالرضي النفسي والسلام الروحي بدرجه كبيره جدا.

فلذا الاهتمام به هو في الحقيقه
ليس عطاءا للاخرين فقط بل لانفسنا ايضا وبالدرجة الأولى …
كما يجب ان نعطي انفسنا الفرصه لاستغلال ايام حياتنا فلا تتسلل الايام

 من بين ايدينا كما
يتسرب الماء من الغربال، ولم نفعل شيئا ينفعنا في اخرتنا او ينتفع
به احد من حولنا اثناء حياتنا او بعد مماتنا
و لا ننسي ان نذكر ان نعطي لمن حولنا و للمقربون منا.نعطيهم الوقت و الحب
و الحنان و الاهتمام و نغدق عليهم بكل ما نملك و نسعدهم بكل ما نملك و نتذكر ان
لا نعتبر وجودهم في حياتنا مضمونا او دائما .فلا نشعر بقيمتهم
الا بعد أن يضيعوا من بين ايدينا ونخسرهم للأبد ….
أحسن إلى الناس تملك قلوبهم فالقلوب مفطورة على حب من أحسن إليها
يعني العطاء يولد الحب وليس الحب هو الذي يولد العطاء والله أعلم …

فالقلوب التي تعودت على العطاء بلهفة دون أن تحدد مقدارا للعطاء 
 لن يقف الحزن والآلم على أعتابها أو يدخل تجاويف فؤادها
ولن يبيت في أسرتها أبدا ..