الأحد، 17 فبراير 2019

جدران الزنزانة صامتة بكماء

 



 جدران الزنزانة صامتة بكماء

جدران الزنزانة صامتة بكماء

جدران الزنزانة صامتة بكماء لا حياة فيها باردة مثل جبل من جليد  متراكم على قلب حر شريف ..أيها الكتاب الأعزاء اكتبوا عن أسراكم عن معاناتهم فأنتم ما زلتم أحرار ومحابركم  ملونة كالربيع النضر مشعة كنورالشمس الساطعة ،تملك الحرية تسكب بالقدرالذي تريدونه من الحرية والكرامة والنخوة، أما الأسير كل يوم يتجرع المر والهوان والألم والتعذيب على أيدي بني صهيون وكل ظالم متجبر، ومع تلك القيود الجائرة والظالمة وتلك المعاناة صدروا لواقعنا من خلف ستائر العتمة وقهر السجان واثروا الساحة الأدبية بمئات الإصدارات الأدبية الشعرية التي تشعرنا بإنسانيتهم  المهدورة ومعاناتهم والقهر الذي يطال أجسادهم وأرواحهم وكيف قتلت أحلامهم ودفنت داخل السجون ..

 يا أحرارالعالم أنتم خارج السجون تسمعون وتشاهدون معاناتهم اليومية مع إحتلال يبطش بهم كل يوم أشد البطش ، ولا حراك ولا مساعدات لهم ولا أهتمام ،هيا إصنعوا لهم من أحباركم وأقلامكم أطواق النصر وسطروا لهم كلمات الحرية والنصروأغرسوا فيهم ياسمين الأمل ،بالرغم من قيد السجان تصلهم كلماتنا ويشعرون بمن يناصرهم ويعاني من أجلهم  إن قيد الأسرالجائر والظالم يكبل المعصم ويقيد فكرالمتخاذل والخائن والمنافق ولا يكبل معصم الحرالشريف المناضل من أجل وطنه وفكره وحريته فكل أسرانا أحرار شرفاء مناضلين صامدين خلف قضبان السجون وغياهب الظلام .. فكن أنت معصم ذاك الأسير الذي لا يكبل خارج السجن وكن ذاك المعصم الذي لا يكبله إلا الضمير ، فاجعل من ضميرك يقظ لا ينامولا يصمت عن مناصرة الحق ودحر الظلم ، كن ذاك الأنسان الذي يخدم الأنسانية لتكون على قدرمن المسؤولية وتكتب عن ذاك الأسيروعن معاناته وعن أحلامه التي طارت وتبعثرت مع الريح ولم ترجع ..

كن كاتبا حرا يتحمل مسؤوليته تجاه قلمه فلا تريق أحبارك وتسكبها في مكان لا يحافظ على أمانة الكلمة التي يدونها قلمك فيراق ماء وجهه ووجهك .. كن منصفا عادلا وانصر المظلوم أينما كان ..

فلا تخذل قلمك ومحابرك وابقى الكاتب الملتزم بالقيم والمبادىء والأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقك تجاه قضايا مجتمعك ووطنك  وأسراه  والمرابطين في حياضه، فأنقل الصورة الحقيقية للواقع كما تراها دون رتوش حتى لا يسقط قلمك في وحل التزييف والنفاق والرغبة والشهوات والمزاج. فلك الحرية  بعد ذلك أن تضع نفسك أينما تشاء إما في مستنقع المتخاذلين المطبلين والمدافعين عن الباطل والفساد، أو تلقي بنفسك في نبع العذوبة والوفاء والشرفاء الذي لاينضب من السعادة والصلاح والسلام والمحبة  فيروي أمته ووطنه فيزهرون به بكل إباء ونقاء نخوة وشهامة وإنسانية..

الشاعرة والفنانة التشكيلية

يسرى محمد الرفاعي

سوسنة بنت المهجر