السبت، 26 سبتمبر 2020

قراءة ونقد تحليلي لقصيدة / ذاكرتي سيصيبها الزهايمر بعدك/ بقلم د. والأديب والشاعر والكاتب والقاص/ زياد اللوباني / قلم العروبة

 


قراءة ونقد تحليلي لقصيدة / ذاكرتي سيصيبها الزهايمر بعدك/

بقلم د. والأديب والشاعر والكاتب والقاص/ زياد اللوباني / قلم العروبة / الأردن.

ذاكرتي سيصيبها الزهايمر بعدك* بقلم الشاعرةد. يسرى الرفاعي 

يامن عزم على مغادرة

 ضفاف روحي

 وبساتين أشواقي

 ستذبل بعدك حقول وجدي 

وتموت بسم غيابك ..

لا تتركني وحيدة 

بين أكوام ذكرياتي

فمن يتوجني أميرة

 ويرسم طيفي بعدك..

من سيلون حياتي المتصحرة

 بلون الربيع النضر

 وتلك الفراشة العاشقة لظلي

بعد مغادرتك  ..

لاتتركني وحيدة يا ظل عمري

فبسمتك نورالفجر الغجري

 ونظرتك الساحرة بهاء مسائي 

فمن يلحن لمسائي

 ألحان شجون عشقك 

وترانيم صبرك..

لا تتركني وحيدة

 بين أنياب الماضي

 أقلب دفاتري المليئة

 بتنهيدات روحي 

فعناكب الغياب المرير

 ستنسج خيوطها القوية

 على نوافذ كياني

 وشرفات حنيني

 وأغصان هيامي بعد رحيلك..

لا ترحل بعيدا فذاكرتي

 سيصيبها الزهايمر بعدك

والقلب سيصدأ كحديد بيتي

 والشريان بقسوة سينزفني

وطيفك لا يقبل إحتضاري

 وأنا جفن فؤادك وبسمة عمرك


الشاعرة د. يسرى الرفاعي

سوسنة بنت المهجر

*******

يعد الشعر من أهم وسائل التعبير عن الشعور الإنساني... ويرتبط بوجود مشاعر خاصة في وجدان الشاعر الذي، يكتب هذه القصائد... ويكتظ الشعر على وجه التحديد بأبيات تم فيها ذكر فراق المحبين... وكيف انتهت الحكايات الجميلة التي كانت تجمعهم...فهو من الموضوعات المطروقة التي يتناولها الشعراء... وتتخلل معانيها معظم قصائدهم وكل منهم يتناول الفراق من وجهة نظره ويحلل في القصيدة أسباب الفراق ونتائجه. 


لو تفحصنا هذا النص لوجدنا العبارات أكثرها تنطوي تحت مزاج انثوي عانى من الفراق...الشاعرة الدكتورة يسرى الرفاعي( ريحانة الأقصى) ترسم الكثير من الصور الشعرية بعبارات مطرزة بمسميات كثيرة... بحيث تأتي ملائمة ومتواضعة مع القصد والفكرة... ولها قدرة تصويرية هائلة في وصف الذات... وهذا قلما نجده في شعر الرجل الذي ينوب عن المرأة في الغزل.


ذاكرتي سيصيبها الزهايمر بعدك... من هنا بدأت شاعرتنا بعزف إيقاع منفرد يدل على مدى معاناة فراق الحبيب ( يا من عزم على مغادرة ضفاف روحي وبساتين أشواقي ستذبل بعدك حقول وجدي وتموت بسم غيابك) ملحمة أعلنتها شاعرتنا في تاريخ الشعر وانفردت بأسلوبها النادر الذي من خلاله استطاعت ان تكون قامة أدبية كبيرة على مستوى الوطن العربي.


سأتوقف عند صورة تشبيهية رائعة وهي ( ستذبل بعدك حقول وجدي وتموت بسم غيابك) حيث هذا النوع من التشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة... اي من غير أركان التشبيه بل يلمحان من السياق والمعنى والتركيب... حين تشبه شاعرتنا الفراق بسم سيقتل  مشاعرها واحاسيسها والذي سيقضي على كل شيء... هنا نجد مدى المعاناة ومدى الشوق الذي تربع على عرش الجسد... ولا نجاة الا بعودة الحبيب حتى تحيا وتتحرك المشاعر والأحاسيس من جديد.


ونقف هنا على دقة الوصف وجمال السرد ( لا ترحل بعيدا فذاكرتي سيصيبها الزهايمر بعدك) ما هذه المعاناة... ما هذا النداء الذي يجعل الصخر ينطق... والجبال تنحني خشية منه... والطيور تهاجر عشها... والسماء تمطر دما... فرحيلك سيفقدني ذاكرتي... سأكون كطفلة شقية... وسافقد هويتي ووطني... فكما للشعر سطوته الجمالية كذلك للنقد سلطته الجمالية التي تجعل النص الشعري يكتسب قيمته وأهميته... فأمنحيني يا سيدتي ان يكون لي نصيبا في هذه الملحمة الشعرية قائلا... سيدتي ارحمي قلمي... قد جف حبره وعجز عن وصف القمم... جئت سائرا إليك ابحث عن ديني ولغتي... بدأت أسطري تتراقص تعلو تدنو اجلالا لك وتنحني.


الدكتور والاديب والشاعر والكاتب القاص... زياد اللوباني

قلم العروبه

الجمعة، 25 سبتمبر 2020

قراءة نقدية وتحليلية لقصيدة يا سيد شجوني للشاعرة د. يسرى الرفاعي / سوسنة بنت المهجر المناقشة والنقد والتحليل بقلم /عزت ضراغمة / كاتب ومحلل / فلسطين


قراءة نقدية وتحليلية لقصيدة يا سيد شجوني

 للشاعرة د. يسرى الرفاعي / سوسنة بنت المهجر 

____________________

المناقشة والنقد والتحليل بقلم /عزت ضراغمة / كاتب ومحلل / فلسطين 

 يا سيد شجوني *

 يا أمير أحزاني وسيد شجوني 

 ياسهد حنيني وأشواقي 

تعلقت بك لذروة الوجع

 ففاض تحناني..

وضجيج الفراق لامس فؤادي

 وسواد الرحيل أحتل أعماقي

 قبل أن يرحل غروبي

فتعثرت ببياض قلبك البهي

على أرصفة المنافي وغربتي

وحين يعجز اللسان

 عن البوح يثكلني صمتي

 كآهة طيور فجري 

 تمزقني نظرتك من 

خلف خيام وجدي..

يا نور فؤادي  وسيد أشجاني 

 قبل أن يتصدع السبيل إليك

  تنهدت  بهدوء في معابد روحي 

  وصومعتي

وتجرأت بقول هبني

 ما تبقى منك ومني

 قبل أن تتهاوى ذاكرتي

 فأنساك وتنساني

 كحكاية نسي راويها أن

 يقصها على أطفال أحلامي..

عجزت أبجديتي أن توصل لك

 ما بداخلي من بوح شجوني

كعجزي وانتشار الضباب في سمائي

 ووقفت متسمرة حائرة

 عن البوح لآهدابك ..

فتلعثمت أقلامي

 وجفت محابر صبري

 فشكرا لصمت الحديث بيننا

 أيام وليال 

 لقدعبر عن مكنوناتي وشجوني 

شكرا لصمت الكلام 

 حين يصمت كصمت أقلامي 

 و تبوح النظرات  الحارقة

والبسمة على شفاه فجري

 بما يخالج لواعجي 

الشاعره د. يسرى الرفاعي

سوسنة بنت المهجر

________________

بداية لا يسعني إلا أن أصف هذا النص الفني الجميل بابداع مترف يفيض بمكنونات مشاعر خلاقة تلامس مركز الإحساس في الوجدان .

والنص الفني الجميل هذا   يصنف بالشعر حتى لو تحرر من التفعيلة كميزان للنغمة والموسيقى التي تمتاز بها هذه القصيدة الرائعة .

ولغة النص والقصيدة وان امتازت في بعضها بالقوة والرصانة ، وعمق المعنى ، فهذا لا يمنع من  وجود بعض المفردات الركيكة وحتى الألفاظ المحكية الدارجة ، ولكن بالإجماع فإن التراكيب اللغوية قد تمتاز بأسلوب السهل الممتنع ، و هي عصية على الكثيرين من الكتاب ، ما يعني أن أديبتنا الدكتورة يسرى لديها ينبوع رصيد لغوي نتمنى أن توظفه في إبداعات ومنتجات كثيرة قادمة .

وعندما نتمعن في بلاغة الكثير من المقاطع والتراكيب التي بنيت عليها القصيدة مقدمة ومتن وخاتمة ، تأخذنا لمشاهد إنسانية فيها البلاغة تتفوق على مسارات النحو واحيانا نجد العكس ، ما يعني أن الهيكل العام للقصيدة من مفردات ومعاني وتركيب وبلاغة كانت منسجمة ومنظمة لبعضها حتى خرج هذا النص بالشكل والصورة التي بين أيدينا .

وختاما اتمنى على مبدعتنا الدكتورة يسرى أن تتفوق على ذاتها ومكونات وجدها ومشاعرها الفياضة ، ان ترسم الأمل بالوان أكثر بهجة للروح والقلب والواقع وحتى الحلم الخجول ، وفقك الله ورعاك وننتظر من فيض عطاءاك المزيد من الإبداعات والتألق .

خالص التحيات واصدقها

عزت ضراغمة / كاتب ومحلل

فلسطين



الخميس، 24 سبتمبر 2020

قراءة نقدية تحليلية في قصيدة/ أشتغل بالفنون والسريالية

 

 

 قراءة نقدية تحليلية في قصيدة/ أشتغل بالفنون والسريالية 

أتقدم بجزيل الشكروالتقديروالإمتنان

 للدكتوروالأديب والشاعرالكاتب القاص/ زياد اللوباني / الأردن

على جميل قراءته النقدية التحليلية لقصيدتي( أشتغل بالفنون والسريالية)

_______________

أشتغل بالفنون والسريالية*  بقلم الشاعرة د. يسرى الرفاعي / سوسنة بنت المهجر

سألوني عن حالي

وعن إسمي  ومن أكون؟ّ!

فقلت لهم : أنا شاعرة

 أكتب عن وطني

 وعن برتقاله وليمونه

 ونجومه الساهدة

عن أطفاله وحرائره المرابطة

عن الشهامة والنخوة  في قلب رجاله

عن الأقصى والمرابطين حوله

وأسكب أحباري سكبا عن شهدائه

و صبر أسراه وصمود زيتونه

 وحمائم السلام الحاضنة

 لأنفاسي المحترقة

وفراشات الربيع الخائفة

وفي أوقات فراغي الكئيبة المليئة

بالهموم والأحزان الولودة

أشتغل بالفنون والسريالية

وألون كما لون بيكاسو لوحاته

 التجريدية بإتقان ومهارة

لم يعلموا أن أشعاري مليئة

بذكرياتي في ظل التوتة

 والزيتونة الشامخة

 واللعب بين حارته

والتسلق بشقوة أعلى أشجاره

والخربشة بالطباشيرعلى السبورة

 فأنا رغم غربتي الطويلة

 لم أزل بدمائي الأبية

ابنة بيت دقو الصامدة

في وجه الطغيان والهمجية

وقبل رحيلي منك يا قريتي الحبيبة

 نقشت خواطري على عرق التوتة

وسنابل القمح الخضراء والذهبية

و كدست أوراقي ودفاتري الكثيرة

على عروق التين والليمونة

 كمادة سماد مفيدة ومغذية

خشية أن تتحول أوراقها الناصعة

ومضامينها العديدة

 لمعاهدات وتقاريرعلى الطاولة

وجعلت أشعاري تغني للحرية

تحلق في سماءك تبدد الغيمة العقيمة

تجري في عروقي تغتال الذكريات الأليمة

كماء عذب يطهرعيونك من قسوتهم الهمجية

وتكون لفؤادك كمكنسة كهربائية

تشفط همومك وأحزانك المتراكمة

 لتترك فؤادك كطفل البراءة يغني للحرية

تعتز بأشعاري وتكون عندك مقدسة

بعضهم سخر من خواطري السلسة

 وأبجديتي المليئة بالعفوية

لا أنكر أن بعضهم نصب لي

 شباك العداء القوية

وبعضهم حاول بقسوة

 أغلاق الدروب الطويلة

 أمام خطواتي الواثقة

ولا يعلمون أن خواطري

 وأبجديتي عندي مقدسة

وأنها صّدى لفؤادي وروحي العاشقة

ولعشقك يا وطني مفسرة وشارحة

حفظت كل ركن فيك يا وطني بعفوية

كما حفظ بعضهم أبجديتي وحفظته

فكانت لك ولهم في الليالي المظلمة

الحارس الأمين بكل معاني الكلمة

خسئت قلوبهم العابثة المتآمرة

وخسئت قلوبهم الساخرة

بما أنقشه لآهدابك المقدسة

ولشجاعة أطفال الحجارة والمقليعة

يا وطن الجبارين والأمهات الصابرة

لن نضل الطريق إليك يا ومض الحياة

يا وهج أرواحنا وأشعة صيفنا الدافئة

ولا تخشى من مؤامراتهم المسيسة

نحن جاهزون لإعدام هؤلاء الطغاة

سنأتيك ولو حبوا كل لحظة

فأطفالك جاهزون بالحجارة والمقليعة

ولن تكون بعد اليوم الأبجدية مخرسة

أعلناها حربا على كل المتآمرين والطغاة

سنقتلهم بدماء باردة

كما قتلوا أطفالك والسنونو العاشقة

فلن تسيل الدماء بعد اليوم برائحة موجعة

سنعيد إليك بهجة الصيف وأناشيد فجرهدل

ولياليه العاشقة الساهرة

سنعيد لصيفك عيونه

 ومواسم حصاده ونسائم غروبة

وتغريد الطيورعلى أغصان فجره .

الشاعرة د. يسرى الرفاعي

سوسنة بنت المهجر


القصيدة موثقة في ديوان حروف الوطن

سيصدر قريبا إن شاء الله

____________

بيد تزرع زيتونة... وبيد تهدل قصيدة... وتملأ القلم من دماء الشهداء... تعشق الحرية وتعشق تراب الوطن... وترتمي في أحضان أشجار زيتونة الضاربة في عمق الزمن... تنظر نحو الطيور حين تصدح على الأغصان... الدكتورة والشاعرة يسرى الرفاعي ثائرة وأم ربت أبناءها على العزة والكرامة وعلى حب الوطن قائلة لهم... فلسطين أم تجمعنا... تتألم حين سقوط كل شهيد ودموعها لا تطفئ لهيب قلبها االنازف... حالها كحال المرابطة التي تقف في وجه أعداء الله... تدافع عن كرامة أمة متخاذلة... بين حروفها يرقد شيخا مسنا ما زال متمسكا بأرضه رافضا الانحناء الا لله سبحانه وتعالى... وطفل يحمل بيده حجرا يقف في وجه دبابة... هذه الكلمات ليست الا آهات وزفرات دفينة تأججت بين جوانحها وقذفت بمكنونات لاهبة تصهر الصخر وتذيب الحديد... هي صيحة ورسالة مدوية تخرج من جوف انسانة حرة رضعت المجد والسؤدد من حليب أمها.

 

هذه المقطوعة جاءت في زمن التخاذل والنفاق والتطبيع... جاءت في زمن الأقنعة المزيفة التي تمزق جسد الوطن إلى أشلاء... شاعرتنا تمتاز بحس وطني عالي ومميز فإن وجد مثله فهم قلة... اناملها تدغدغ قلما معجز... وفكرها ينجب حروف من ذهب... من خلال قرأتي لهذا النص تركز شاعرتنا على مدى حنينها للوطن الأم... وتخاطب أمة نائمة قائلة لهم... القدس كرامتكم وعرضكم أين أنتم منها... شاعرتنا تطرح أمامنا سيمفونية رائعة كأنها موسيقار أبدع في التأليف الموسيقي والإنتاج... كرسامة رسمت لنا لوحة فنية عجز عن تفسيرها العلماء... قلم معجز وحرف ثائر وسرد اكثر من رائع فاق كل وصف وتعبير... وكسدت أوراقي ودفاتري الكثيرة على عروق التين والليمونة كمادة سماد مفيدة... ومغذية خشية أن تتحول أوراقها الناصعة ومضامينها لمعاهدات وتقارير على الطاولة... ستبقى أوراقك تحلق في سماء الوطن تدغدغها الطيور تطوف حول أرواح الشهداء... يا سليلة الرقي والمجد والكرامة لن تلوث اوراقك بعهرهم ونفاقهم سيحفظها التاريخ لك وستشهد عليها كل حفنة تراب من أرض الوطن... يا ريحانة الأقصى استحلفك بالله ان تمنحيني خيطا من حذائك لاخيط به أفواه نجسة تنافق أمريكا وترقص لاسرائيل.

 

مقدمة رائعة تتجلى عبقرية الشاعرة بطرح سؤال مليئ بالعتب على هذه الأمة النائمة قائلة... سألوني كيف حالي... فكيف يكون حالي يا سادة... وانا التي رضعت من ثدي فلسطين... انا التي تخرج الصيحة من أعماقي على فراق أمي... انا التي ترعرعت بين سنابل القمح وأشجار الزيتون التي نقشت عليها حروفي... انا التي توضأت بدماء الشهداء... انا التي ما زلت احتفظ بحفنة تراب كرائحة المسك والعنبر... وتسألوني عن حالي... فكيف حالكم أنتم... أما زالت قلوبكم تنبض... وتملكون عقلا يفكر... تنازلتم عن دينكم وجعلتم ترامب إماما لكم .. وملأتم الأرض خرابا ودمارا... لا أراكم بعيني الا كقطيعا من الخراف ختم على جبينها نجمة الذل والخزي والعار... يا سماسرة الدين والتاريخ... أعلنوا الاف الصفقات واعقدوا آلاف المؤتمرات فكل ذلك لن يسعفكم من غضب الرب...

ولن تكون فلسطين الا مقبرة لكم.