الجمعة، 10 أبريل 2020

كل شيء يحتلني *




  

كل شيء يحتلني *

ويتناسل مني كأزماتي

كل شيء يتسحب مني

 كظل خيبتي ومأساتي

من بين مسامت جلدي

إلا آلام أحزاني وقضيتي

 أبت وظلت قابعة في أعماقي

كل الأشياء حولي

 بصمت مقيت تؤرجحني

كطفلة على مرجوحة

 أفراح الماضي

ولا شيء يحول بيني

 وبين أمنياتي

سوى منفاي

 الذي يتسع بحجم سمائي

كل يوم تتسع الهوة

 بيني وبين أعدائي

 بحجم قضية وطني

لا شيء في حوزتي

ولا شيء يقدر حجم ألمي

 وأحزاني

فأنا منفية

على أرصفة معاناتي

لم يبقى في جعبتي

 سوى أفكاري

كيف أهرب من دمع أغرقني

وكيف أتخلص من مأساتي

لا تتعجب يا وطني

حين أهرب من ذاتي

 وأعود لداخل أعماقي

فقلبي لم يذق طعم الفرح

 في حياتي

عاثر حظي

 وحلمي وهم

 نقشته على أوراقي

فكيف أعود لثراك

يا طهرأجدادي

وكلي مجموعة أحزان

 هاربة من أقداري

فهل ستكون نهايتي

 على أرضك وبين ثراك

وكلي فارغ إلا من هم قضيتي

فأنا إنسان يؤمن بالحرية والسلام

لكل شيء يتحرك على ثرى وطني

أعدني لذاتي يا وطن أجدادي

 فقدت ذاتي وهويتي

 وأنا أبحث عن ظلك يا وطني

ولا تنسى أن تعدني إليك يا وطني

 ولو في أحلامي..

الشاعرة د. يسرى الرفاعي

سوسنة بنت المهجر

الأحد، 5 أبريل 2020

تبخر أملي يا وطني


تبخر أملي يا وطني

أعلمتك منذ الأزل يا وطني
قبل أن تتكالب علي أحزاني
وتغرقني في لجة همومي وأنين ليلي
لم يعد هناك ما يؤنس فؤادي في وحدتي
فلا صمتي ولا صخب صوتي
ولا ضجيج أطيار فجري تسعدني
ولا التسطير لغيرك يرضيني أو يفرحني
ولا شيء في حياتي 
يجعل مبسم الزهر يبتسم كمبسمك يا وطني
طال أنتظاري لمقلتيك وتبخر أملي
فكل من رأني جالسة أخط رسائلي
يسألني بتهكم وإستغراب ويستعجل جوابي
لمن هذه الدموع المنهمرة على خدك
ولمن هذه الرسائل المتراكمة على مكتبك
هل تبكين على وطن تفارقينه منذ الأزل
أم على دنيا فانية لن تدم لآحد منا يا سيدتي
أم على حبيب غدر وبين الأفياء ضاعت ملامحه؟!
آه يا وطني ليتهم يعلمون
أن الأرض من شوقي إليك
باتت كالأشواق في صدري
تضطرب وتهرول كأفراس حقلي
وتتصارع كموج البحرعلى ضفافك يا وطني 
أخبرهم يا وطني يا مهجتي
من أجل عشقك والتفكير بك في ليلي ونهاري
تراكمت فوق الخدود أزمنة طويلة
لها بدايات وليس لها نهاية
وعلى الجبين ارتسمت دروب متعرجة
خطها تعب وشقاء السنين وجفاء الغربة
وكلما حاولت أنتفض وأعود إليك من الهموم خالية
تنتفض في وجهي جميع الهموم والأحزان غير مبالية
فتنتابني موجة الأنين والآه فتثور في وجه العاصفة
ودائما أذكر نفسي بالزيتونة الراسخة 
وأم الشهداء الصابرة وتلك المحتسبة
وأحصي على نفسي الكم الهائل
من المغتربين وتلك التنهيدة الساهدة
وأمهات الشهداء والأسرى وتلك المكلومة
لآخفف على فؤادي لواعج الدهر المؤلمة

الشاعرة د.يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر