الأحد، 5 أبريل 2020

تبخر أملي يا وطني


تبخر أملي يا وطني

أعلمتك منذ الأزل يا وطني
قبل أن تتكالب علي أحزاني
وتغرقني في لجة همومي وأنين ليلي
لم يعد هناك ما يؤنس فؤادي في وحدتي
فلا صمتي ولا صخب صوتي
ولا ضجيج أطيار فجري تسعدني
ولا التسطير لغيرك يرضيني أو يفرحني
ولا شيء في حياتي 
يجعل مبسم الزهر يبتسم كمبسمك يا وطني
طال أنتظاري لمقلتيك وتبخر أملي
فكل من رأني جالسة أخط رسائلي
يسألني بتهكم وإستغراب ويستعجل جوابي
لمن هذه الدموع المنهمرة على خدك
ولمن هذه الرسائل المتراكمة على مكتبك
هل تبكين على وطن تفارقينه منذ الأزل
أم على دنيا فانية لن تدم لآحد منا يا سيدتي
أم على حبيب غدر وبين الأفياء ضاعت ملامحه؟!
آه يا وطني ليتهم يعلمون
أن الأرض من شوقي إليك
باتت كالأشواق في صدري
تضطرب وتهرول كأفراس حقلي
وتتصارع كموج البحرعلى ضفافك يا وطني 
أخبرهم يا وطني يا مهجتي
من أجل عشقك والتفكير بك في ليلي ونهاري
تراكمت فوق الخدود أزمنة طويلة
لها بدايات وليس لها نهاية
وعلى الجبين ارتسمت دروب متعرجة
خطها تعب وشقاء السنين وجفاء الغربة
وكلما حاولت أنتفض وأعود إليك من الهموم خالية
تنتفض في وجهي جميع الهموم والأحزان غير مبالية
فتنتابني موجة الأنين والآه فتثور في وجه العاصفة
ودائما أذكر نفسي بالزيتونة الراسخة 
وأم الشهداء الصابرة وتلك المحتسبة
وأحصي على نفسي الكم الهائل
من المغتربين وتلك التنهيدة الساهدة
وأمهات الشهداء والأسرى وتلك المكلومة
لآخفف على فؤادي لواعج الدهر المؤلمة

الشاعرة د.يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.