الأربعاء، 11 مايو 2011

السعادة الزوجية على طبق من ذهب



السعادة الزوجية على طبق من ذهب

أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما ازداد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه، وكثيرون منّا يتساءلون، كيف يصنعون السعادة في بيوتهم، ولماذا يفشل البعض في تحقيق هناء الأسرة واستقرارها
لا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين، فلا بد من وجود المحبة بين الزوجين. المحبة القائمة على التبادل العاطفي والمعنوي بينهما، وليس المقصود بالمحبة ذلك الشعور الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين .

ولا يقف البيت السعيد على المحبة وحدها، بل لا بد أن يصاحبها روح التسامح بين الزوجين، والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين ومحاولتهما معاً أن يذوب كل منهما في بوتقة الآخر .
أمّا التعاون فهو عامل رئيسي في تهيئة بيت الزوجية، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح. ويكون التعاون بينهما على وجهين: أدبياً ومادياً. ويتمثل ذلك في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض للأسرة من مشكلات، فمعظم الشقاق ينشأ عن عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر، أو عدم إنصاف حقوق شريكه
ونرى أنه من المفيد ذكر ما كتبه أحد علماء الاجتماع: "لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق، هو أنه لا يوجد حريق يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من ماء … ذلك لأن أكثر الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق ترجع إلى أشياء تافهة تتطور تدريجياً حتى يتعذر إصلاحها".

وتقع على الوالدين مسئولية كبيرة في تهيئة الأبناء وإعدادهم للزواج وبناء أسرة مستقرة سعيدة، فكثيراً ما يهدم البيت لسان لاذع، أو طبع حاد يسرع إلى الخصام، أو جارة متطفلة تزرع الشقاق والفتنة بين الزوجين، وكثيراً ما يهدم أركان السعادة حب التسلط أو عدم الإخلاص من قبل أحد الوالدين وأمور صغيرة في المبنى عظيمة في المعنى، ولا أرى هنا أبلغُ وأجدى مما قالته امرأة متزنة عاقلة لابنتها توصيها بعشر وصايا عشية مغادرتها بيت أمها إلى بيت زوجها: (أي بنية: إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشّك الذي فيه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني له أَمةً يكُن لكِ عبداً، واحفظي له عشر خصالٍ تكن لك ذخراً
الخصلة الأولى والثانية

: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة

. وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع أنفه وعينه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منكِ إلاّ أطيبَ ريح!

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة!

وأما الخصلة السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله والانتباه على حشمه وعياله،

وأما التاسعة والعاشرة: فإن ملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير …
ولا يخفى على عاقل أنّ هذه الوصايا العشر إذا طبقتها كل عروس مقبلة على الزواج ستشعر بطعم الراحة مع زوجها، هذا وتختلف هذه الوصايا تماماً عن الوصايا العشر التي اعتدنا على سماعها من كثير من الأمهات والتي تتلخص في أن تقوم البنت عند زواجها بتفتيش جيوب الزوج، وشم ملابسه وتفقدها عند عودته إلى البيت وغير ذلك من الوصايا التي تهدم البيت قبل بنائه….

هذا بالإضافة لإخضاعه للتحقيق عند عودته متأخراً

. فمن صفات الزوجة التي تريد أن تستمر حياتها مع زوجها وبين أبنائها أن تكون: صالحة: تعمل الخير وتؤدي حق ربها.

مطيعة: لزوجها فيما لا يسخط ربها.

محافظة: على نفسها خاصة في غيبة زوجها.

حريصة: على أن لا يرى منها زوجها إلا ما يسره من جمال المظهر بالتزين له وطلاقة الوجه.

حريصة: على أن ترضي زوجها إذا غضب منها

حريصة: على أن لا تمنع نفسها منه إذا طلبها فإذا فعلت المرأة هذا فلها وعدٌ على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة

ونذكر في هذا المقام أهم العوامل التي تساعد على السعادة الزوجية ….

ـ لا تُهنْ زوجتك، لأنّ الإهانة تظل راسخة في قلبها وعقلها. وأخطر الإهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك بقلبها ـ حتى ولو غفرتها بلسانها ـ هي أن تنفعل فتضرها أو تؤذيها في جسدها، أو تشتمها فتلعن أباها أو أمها، أو تتهمها في عرضها وطهارتها.

وعلى الزوجة بالمقابل ألاّ تحاول إيذاء زوجها بقول أو بفعل: لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذي المرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا" .

ـ أحسِنْ معاملتك لزوجتك تُحسنْ إليك، حاول أن تشعرها أنك تفضلها على نفسك، وأنك حريص على إسعادها، ومستعد للتضحية من أجلها بما تقدر عليه. وعلى الزوجة أن تحرص كذلك على حسن معاملة زوجها وعدم إهانته وإحراجه أو إسخاطه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمامُ قومٍ وهم له كارهون …

ـ تذكر أن زوجتك تحب أن تجلس لتتحدث معها وإليها في كل ما يخطر ببالك من شؤون الحياة.

لا تعد إلى بيتك مقطب الوجه عابساً صامتاً أخرساً، فإن ذلك يثير فيها القلق والشك وتحرص الزوجة على حسن مظهرها وطيب ريحها عند عودة زوجها، وأن تختار وقتاً مناسباً للحديث معه بعد أن يكون أخذ قسطاً من الراحة
ـ لا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك، فإن كنت أستاذاً في الفلك مثلاً فلا تتوقع أن يكون لها نفس اهتمامك بالنجوم والأفلاك !! وعلى الزوجة أن تحاول تثقيف نفسها حتى لا يكون بينهما فارق كبير في العلم والمعرفة …
ـ احرص على الصدق وكن مستقيماً في حياتك، تكن زوجتك كذلك.

فقد جاء في الأثر: "عفوا تعف نساؤكم" . وحذار من أن تمُدّنّ عينيك إلى ما لا يحل لك، سواء كان ذلك خارج البيت أو أمام شاشة التلفاز، وما أسوأ ما أتت به الفضائيات من مشاكل زوجية !!

وكما يحرص الزوج على الاستقامة تحرص عليها الزوجة أيضاً، وألاّ تُدخل أحداً في بيته إلا بإذنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه …"
ـ إياك ثمّ إياك أن تثير غيرة زوجتك، بأن تذكِّرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج من أ***، أو تبدي إعجابك بإحدى النساء، فإن ذلك يطعنها في الصميم، ويقلب مودتها إلى موجة من القلق والشكوك والظنون.

وكثيراً ما تتظاهر تلك المشاعر بأعراض جسدية مختلفة، من صداع إلى آلام هنا وهناك، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من مستشفى إلى آخر، ومن طبيب إلى طبيب

ـ لا تُذكِّر زوجتك بعيوب أو هفوات صدرت منها في مواقف معينة، ولا تعـيِّرها بتلك الأخطاء، وخاصة أمام الآخرين، أو تذكرها دوماً بأنّك تتحمل عبء الإنفاق عليها، أمّا الزوجة فينبغي لها عدم كفران نعمة الزوج والتنكر له: قال صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه". وقوله كذلك عن النساء: "يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيتُ منكَ خيراً قط …"
ـ حاول أخي الزوج تعديل سلوكك من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجتك بتعديل سلوكها، وتستمر أنت متشبثاً بما أنت عليه، وتجنّب ما يثير غيظ زوجتك أو غضبها ولو كان مزاحاً.

ولا يحق للمرأة أن تثير غضب زوجها كذلك أو تغيظه وخاصة أنّ كثيراً من النساء يطلبن الطلاق من غير بأس أو سبب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرامٌ عليها رائحة الجنة …"
ـ اكتسب من صفات زوجتك الحميدة، فذلك ليس عيباً أو انتقاصاً من الرجولة، فكم من الرجال ازداد التزاماً بدينه حين رأى تمسك زوجته بدينها وأخلاقها، وما يصدر عنها من تصرفات سامية …

ـ الزم الهدوء ولا تغضب فالغضب أساس الشحناء والتباغض.

وإن أخطأت تجاه زوجتك فاعتذر إليها، لا تنم ليلتك وأنت غاضب من زوجتك وهي حزينة باكية …

. تذكَّر أن ما غضبْتَ منه في الغالب أمرٌ تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية، ولا يحتاج إلى كل ذلك الانفعال.

استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهدئ ثورتك، وتذكر أن ما بينك وبين زوجتك من روابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.

ووصيتا هذه كذلك لأختنا الزوجة أن تطيع زوجها في غير المعصية، وألاّ تُغضب زوجها لأتفه الأسباب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى". وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره .."
ـ امنح زوجتك الثقة بنفسها، ولا تجعلها مجرّد تابعة لك تدور في مجرَّتك وخادمة منفِّذةً لأوامرك دون أن تنبس ببنت شفة.

بل شجِّعها على أن يكون لها كيانها وتفكيرها وقرارها.

استشرها في كل أمورك، وحاورها بالتي هي أحسن، خُذ بقرارها عندما يكون صواباً، وأخبرها بذلك، أمّا إن خالفتها الرأي فاصرفها إلى رأيك برفق ولباقة …

:
patch_lov:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.