الأربعاء، 11 مايو 2011

أيهما تختار : أمك أم زوجتك


أيهما تختار : أمك أم زوجتك
_
بسم الله الرحمن الرحيـــم
حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه آله وسلم شاب يسمى علقمة ،
كان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ،
فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يارسول الله بحاله .
فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : عماراً وصهيباًوبلالاً
وقال امضوا إليه ولقنوه الشهادة ، فمضوا إليه ودخلواعليه فوجدوه في النزع الأخير،
فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ، ولسانه لاينطق بها،
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبرونه أن لسانه لا ينطق بالشهادة
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هل من أبويه من أحد حيّ ؟
قيل : يارسول الله لهأم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وقال للمرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسولالله
صلى الله عليه وآله وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك .
قال : فجاء إليها المرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقالت : نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه . فتوكأت ،وقامت على عصا ،
وأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسلَّم تفردَّ عليها السلام
وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي م نالله تعالى :
كيف كان حال ولدك علقمة ؟
قالت : يارسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فماحالك ؟
قالت : يارسول الله أنا عليه ساخطة ، قال ولما ؟
قالت : يارسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته ،ويعصيني ،
فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنسخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة
ثم قال:يابلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً ،
قالت: يارسول الله وماتصنع؟ قال : أحرقه بالنار بينيديك .
قالت : يارسول الله لايحتمل قلبي أنتحرقولدي بالنار بين يدي .
قال ياأم علقمة عذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفرالله له فارضي عنه ،
فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلا ته ولا بصيامه ولا بصدقته ماد مت عليه ساخطة ،
فقالت : يارسول الله إني أشهد الله تعالى وملا ئكته ومن حضرني من المسلمين
أني قد رضيت عن ولدي علقمة .
فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
إنطلق يابلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلاالله أم لا ؟
فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءاً مني،
فانطلق بلا ل فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله ..
فدخل بلال وقال : ياهؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ،
ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم
فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه ، وحضر دفنه . ثم قال (ص) : على شفير قبره
(( يامعشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجتـه على أمُّه
فعليه لعنـة الله والملا ئكة والناس أجمعين،لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً
إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليهاويطلب رضاها .
فرضى الله في رضاها وسخط الله فيسخطها
أتمنى من الجميع أن ينال
رضى الله والوالدة والزوجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.