الخميس، 14 فبراير 2013

التوبة من مفاتيح الرزق والهداية والرحمة

 
التوبة من مفاتيح الرزق والهداية والرحمة

اذا أراد الأنسان أن يطول عمره وأن يعيش سعيدا ويلقى ربه سعيدا فاليعلم أن الله ما أغلق الباب على العاصين والتعساء  ، ليعودوا اليه وليهنئوا بطول العمر معه  وفي رحابه ، فشرع لعبادة التوبة التي هي واجبة على كل مسلم ومسلمة .. يقول الله في كتابه الكريم في سورة التحريم ( الآية 8 ) ( وتوبوا الى الله توبة نصوحا )..وقال صلى الله عليه وسلم : (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه  ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) وفي ذلك اشارة الى العاصين الناقضين عهدهم الخارجين عن طريق الهداية والرحمة والمغفرة . فالفاسق على نوعين  فاسق كافر وفاسق خارج والأول هو من لم يؤمن بالله ورسوله وخرج عن الهداية ودخل الضلالة . كما قال تعالى : (( ففسق عن أمر ربه)) .يعني خرج عن طاعة أمر ربه  بلأيمان . أما الفاسق الفاجر فهو الذي يغضب ربه كمن يشرب المحرمات ويأكل من الحرام ويزني والعياذ بالله ، ويعصي الله تعالى فيخرج من طريق العبادة ويدخل في المعصية ولكنه لا يأتي بالشرك ويغلق أبواب الرزق أمامه ..قال صلى الله عليه وسلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) وحكي أن رجلا كان كلما أذنب يكتب ذنبه في ديوان ، فأذنب يوما ما ذنبا ولكنه أعلن التوبة فنشر ديوانه ليكتب فيه فلم يجد الا قوله سبحانه وتعالى (( الا  من تاب وآمن وعمل صالحا فأو لئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )).  الفرقان الآية 70 - يعني يبدل الله مكان الشرك ايمانا ومكان الزنا العفو ، ومكان المعصية العصمة والطاعة .
وحكى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه  أنه مر في وقت من الأوقات من سكك المدينة فاستقبله شاب وهو حامل قارورة تحت ثيابه فقال عمر أيها الشاب ما الذي تحمله تحت ثيابك وكان فيها خمرا فخجل الشاب أن يقول خمرا وقال في سره الهي لا تخجلني عند عمر ولا تفضحني واسترني عنده فلا أشرب الخمر أبدا ، ثم قال : يا أمير المؤمنين الذي أحمله هو خل فقال : أرني حتى أراها وكشفها بين يديه فرأها عمر صارت خلا . فانظر الى مخلوق  تاب
من خوف مخلوق . فبدل الله سبحانه وتعالى خمره بالخل لما علم منه اخلاص التوبة فلو تاب العاصي المفلس عن الأعمال الفاسدة توبة نصوحا وندم على ذنبه بدل الله سبحانه وتعالى سيئاته حسنات .
كما ذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرجت ذات ليلة بعدما صليت العشا ءمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا بأمرأة في الطريق فقالت : يا أبا هريرة اني ارتكبت ذنبا فهل لي من توبة : فقلت وما ذنبك ، قالت ، اني زنيت وقتلت ولدي من الزنا ، فقلت لها هلكت وأهلكت . والله مالك من توبة فخر ت مغشيا عليها . فمضيتفقلت في نفسي أأفتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فرجعت اليه وأخبرته بذلك فقال : هلكت وأهلكت فأين أنت من هذه الآية من ( سورة الفرقان أية 68 )( والذين لا يدعون مع الله الها آخر ) الى قوله سبحانه وتعالى في الآية 70 ( الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) فخرجت وقلت من يدلني على امرأة سألتني مسألة حتى أدركتها وأخبرتها بذلك فتابت وحمدت ربها من السرور وقالت ان لي حديقة جعلتها صدقة لله ورسوله …ان الله لايضيع أجر من تاب وعمل عملا صالحا .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.