الخميس، 14 فبراير 2013

كن الزوج الحنون ولا تكن السجان

كن الزوج الحنون ولا تكن السجان 

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أنت زوج أم سجان؟؟
كنا صغاراً نلهو ونلعب ، لم يجر علينا القلم ، ولم تجر في دمائنا الغرائز ، ولم نكن نحتاج إلى ما يحتاج إليه الكبار من أمر الزواج ، وكنا نرى أن الله قد أراحنا الله وابتلاهم ، و شُرحت صدورنا لخلونا مما به أشقاهم ،ثم ما لبثنا أن دارت بنا عجلة الأيام ، وجرجرتنا قاطرة السنين ، حتى صار الغلمان اليافعين شباباً ناضجين ، وسرى فينا ما سرى في آدم عليه السلام وهو في الجنة من قبل خلق حواء من الوحشة وطلب الأنس والمودة والرحمة ، فعلمنا أنه شيءٌ خارج ٌ عن نطاق الاختيار ، وأنه رُكِّبَ في الإنسان تركيبا ، زُين له تزيينا وحبب إليه تحبيبا ، وذلك لتعمر الحياة .
وكنت أقول لصاحبي :
أرأيت لو أن للواحد منا أزراراً يتحكم بها في غرائز نفسه ، فيبطل هذه ويسمح لتلك على ما يسول له عقله ، وتبدي له مصالحه ، فلا تطالبه هذه بكثير مهر ، ولا ترمي به الأخرى إلى أتون قهر ؟!
فكان يقول لي :
لا تقدم بين يدي الله ولا تقترح عليه ، وقد خلقك في أحسن تقويم ، وتأدب معه ، فوالله إنه بخلقه لسميع عليم ، وما أدراك إن هو أعطاك ما تطلب من أزرارٍ تتحكم بها في نفسك لتستغني عن شقائق الرجال ألا يعطيهن ما يشغلنك به عن بعد كما تفعل أنت مع الأجهزة الالكترونية ؟!
ومرت الأيام ولم يكن لدينا بدٌ من السعي إلى الزواج كما فعل الذين من قبلنا ، وخضنا بحره كالذي خاضوا ، فمنا ظالم لنفسه وأهله ، ومنا مقتصدٌ في أمره ، ومنا سابقٌ بالخيرات ، سعد وأسعد ، وابتهج وأبهج ، وملأ الحياةَ حوله سرورا ، وهدىً ونورا .
ثم إنَّ صنفاً من المحسنين فترت همته ، وقلت عزيمته ، فما هي إلا سنواتٌ معدودات حتى ضجر ، هجر عسل اللسان ، ولمسة الحنان ، وألهاه كسب العيش والانشغال به عن طلب حسن العشرة ، ونسي أن جبهته الداخلية هذه ليست من حجارةٍ ومتاريس ، ولكن من دمٍ ولحمٍ وأحاسيس .
وما أدرك هذا الصنف أنه إنما يقوى كاهلُ الزوجة على تحمل المشاق والهموم بالتربيت ، ويضعف بالهجر والتبكيت ، وأن لمسة الحنان تنير الوجه وتقدح الجنان ، وأن الكلمة الطيبة تشفي الصدر وتريح القلب ، وأن نظرة الحب تُشعل وقود التضحية وتزيد العطاء .
فيا له من غبيٍ من يرفض وظيفة الزوج ليعمل سجاناً على أنثى لا حول لها ولا قوة ، وهل هو إن تخلى عن المودة والرحمة إلا سجانٌ أو آسر لها مسترق ، يستخدمها استخدام الجواري ، ثم ينهشها نهش الضواري ؟!
فاتقِ الله يا أخي فيمن أعطتك ما أعطتك بكلمة الله ، ولم يكن لك عليها فضلٌ إلا برحمته وتفضيله ، ثم إنفاقك من حسن خلقك قبل طيب مالك ، واعلم أن بيديك سعادتك وشقاءك ، وأن من تستضعف اليومَ قد يقوى عليك بحجة الله غداً في يومٍ أنت أحوج فيه إلى النصير ، تُحاسب فيه على الفتيل والقطمير .
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }غافر44

هناك تعليق واحد:

  1. التصنيفات : عام، وكل ما يهم الأسرة, غير مصنف | أرسل الإدراج | دوّن الإدراج
    6 تعليق

    6 تعليق على “كن الزوج الحنون ولا تكن السجان”

    خديجة حامد قال:
    يناير 31st, 2012 at 3:46 م

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أختي الغالية جدا سوسنةأشكر لك تعليقاتك المباركة
    وأدعو الله أن تكون تعليقات ناصرات لك في الدنيا والآخرة
    حفظك ربي مع كل الطيبين الصالحين الصابرين المتقين العاملين المحسنين المنفقين في سبيل الله
    خديجة حامد قال:
    يناير 31st, 2012 at 3:59 م

    لك عناقيد من السكر
    وينابيع من العنبر
    ومصابيح من البنجر
    تجري لك كأنهار
    وبحار وشجر
    بك يفخر
    حبيبتي سوسنة يا أحلى من السكر
    خديجة حامد قال:
    يناير 31st, 2012 at 4:11 م

    زين الله قلبك بنور وأنوار
    وملأ حياتك بزهور وأزهار
    وأبهج روحك بطهر وأطهار
    ورزقك السعادة والاستقرار
    حبيبتي سوسنة يا لؤلؤة الليل والنهار
    خديجة حامد قال:
    يناير 31st, 2012 at 4:18 م

    الرحماء يرحهم الرحمن
    والرحمة بين الناس وبين الأزواج مطلوبة
    فهي روح الحياة
    بارك الله فيك حبيبتي سوسنة
    داليا قال:
    فبراير 1st, 2012 at 2:42 م

    ثقافة الهزيمة .. عصابة البقرة الضاحكة 6‏

    و فى حوار مع القيادى الأخوانى إبراهيم صلاح المقيم فى سويسرا منذ عام 1957 و نشرته جريدة المصرى اليوم فى 23 إبريل 2011 جاء فيه

    وما صحة ما نشرته بعض المواقع من أخبار عن رفض سويسرا عرضاً مصرياً لشراء بنادق قناصة وقت الثورة؟
    - حدث بالفعل وحكاها لى أحد رجال المخابرات السويسريين فى حضور عدد من الشخصيات العامة، وقال أنه بعد أندلاع الثورة بيومين تقدم السفير المصرى فى سويسرا مجدى شعراوى، وهو صديق مقرب من «مبارك»، بطلب للحكومة السويسرية لشراء عدة آلاف من بنادق القناصة سويسرية الصنع بها تليسكوب يقرب لمسافة 1000 - 1500 متر، وجهاز يحدد المنطقة المطلوب أصابتها، وجهاز رؤية ليلية ويتم التصويب بدقة الليزر، وذخيرة مخصوصة وهى لا تُحمل باليد، ولكن لابد من تثبيتها على قاعدة ويُقدر سعر البندقية الواحدة بنحو 4000 دولار، ولكن الحكومة السويسرية رفضت الطلب.

    الحكومة السويسرية أدركت كيف سيتم أستخدام تلك البنادق، وبالتالى رفضت أن يكون لها أى دور فى تلك العملية. و تحت عنوان ” لواء شرطة : مبارك كان يتسلى بالشرائط الجنسية للفنانات” …

    باقى المقال فى الرابط التالى http://www.ouregypt.us

    و المقال به معلومات هامة عن عمر سليمان.
    رزان قال:
    فبراير 1st, 2012 at 9:24 م

    ما السبب وراء غياب المودة والرحمه بين الزوجين ومن المسؤل عن هذة الكارثه ؟
    وهل البر يجب أن يكون من قبل الزوج أم أن البر متبادل بين الزوجين
    وعلى هذا الاساس ينبغى أن تبنى الحياة الزوجية على المودة والرحمة
    كقولة تعالى (ومن أياتة أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه )
    وقال الحافظ أبن كثير رحمة الله :المودةهى المحبة والرحمه هى :الرأفة ،فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبة لها او لرحمه بها بأن يكون له منها ولد
    -فيجب على الزوجة أن تكسب قلبه وتنعش فى داخله المودة والرحمه
    -وقد قال رسول الله (ص):(لوكنت آمرا احدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من حق)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.