الاثنين، 16 مايو 2011

انا الصمت الرهيب الذي قيد القلوب



انا الصمت الرهيب الذي قيد القلوب


هل تعلمون أنه لكل منا فترة طفولة وأحلام  إلا ذاك الطفل
 القابع هناك بين الركام وحجارة منزله المهدوم ؟؟
 فطفولته كانت  كلوحة مفاتيح مقفولة  
برمز حماية وأرقامها منفية  في غربة طويلة..
حلم طفولته تلاشى من بين أصابع يديه كالخيال العابر
وأصبح الواقع  بين عينيه مرحلة الرجولة المبكرة
قابع بين منشآت الألم  والأحزان من ورق مهزوم ..وحاضر مهزوم
 وطموحات كثيرة مهزومة ومكسورة الخاطر بلا أمل ولاإشراقة
ومستقبله مهزوم في طور الكهولة التي شاخت مبكرا ..
شاهدت  ورأت عيوني ذلك الطفل دامع المآقي
 يشيع والدته إلى مثواها الأخير
ولكني للحق يقال سالت نفسي من أعماقها  !!
لماذا ولما لمْ اهتز ولم تختلج أواصري للمشهد المروع
لم أبدي واظهر حراكا ولا نبست شفاهي باي كلمة   
غريب ورب الكعبة !! ألا تستغربون ذلك معي!!
 مشاعر لا تتحرك لمشاهد عنيفة ومليئة بالحزن والقهر والظلم والألم؟؟!!
ااعجبني المنظر والمشاهد  يا ترى؟؟
 أم نفسي وأعماقي تبلدت وتحجرت؟ !!
 أم  أستطابت وتلذذت نفسي  بما رأت ؟؟!!
لا لا لا وألف مليون لالالا
لقد مزق وقطع قلبي وأعماقي وجميع أوصالي منظر نحيبه ودموعه االمدرارة  كزخات المطر على وجناته المحفورة ..
كنت أود وأحب أن أهمس وابوح ببعض العبرات على مسامعه
 ولكني سالت نفسي  وروحي ؟؟
ماذا اقول له من حروف وعبارات في هكذا مواقف؟
وما فائدة  الكلام والأسراف فيه بعد فوات الأوان
قد تقولون لي  : غيرك خيم الصمت والسكون على محياهم
نعم   نعم هم صمتوا  صمت القبور وانا تفوهت وتكلمت أخيرا
فماذا فعلت وماذا قدمت ؟؟ !! وكاني ما فعلت شيئا
اجل لا شيء يذكر ولا شيء ذا قيمة  او أهمية
تجمدت دمعات ملتهبة حارقة في  مقلتي
ارادت  النزول فراودها الالم
فتجمدت مقهورة لتعلن عن وجودها وتضامنها
ارادت الانتصار للالم والأحزان والآهات
 والقهرالمقيت الذي أستوطن واستعمر اركان وزوايا قلبي وفؤادي
لتقول انه حاضر و موجود في جميع المساءات والصباحات الحزينة
لكنني خجلت وخفت خوفا رهيبا  وأرتعبت رعبا مقيتا !
اجل خجلت من دمعة ٍ واحدة ذرفتها مأقي وأحداقي
وهذا الطفل قد ذرف الاف الدمعات كل صباح ومساء
ماذا يفيده ان بكيت أو لم ابكي من اجله
ماذا يفيده ان تالمت او لم أعتصر الما وحزنا
 ماذا ؟ اجيبوني!!
فمن أجلك يا أرضنا يا عزتنا يا وطنا يا كرامتنا
يقاومون ... يناضلون .. يجاهدون .يرابطون ليل نهار
وهم هناك جالسون  وقابعون خلف التلال يتربصون عدوهم
على أرضك وثراك صامدون  صمود الأسود بعيون الصقور
لا يغشون  ولا يخدعون ولا يستسلمون ولا يتهاونون
نعم نعم ..هم مقيدون .. ومحاصرون لكنهم  بالأمل غارقون
وصابرون ..صبر أيوب على البلاء
من أجلك يا أرض العزة يا ارض الشهداء يا ارض المحبة  
يستشهدون .. ويشردون .. ويقتلون ويصلبون
من أجلك يا أم المومنين يجوعون ويعرون  ويمرضون
حاصروهم  من جميع الأتجاهات  .. وسكنوا الخيام في العراء ..
بعد تشريدهم من المنازل .. والقصور ..
 اصبحوا على قارعة الطريق يتجولون
 وما زالوا صامدون ..
وسيكونوا مقاومين ومجاهدين
جيل بعد جيل من أجلك يا أرض فلسطين
 يا ارض الأنبياء والصديقين
تلفت ونظرت حولي رايت مواكب الشهداء كلمى
 كانت تسير ُ وقد بدت منها المدامع مقهورة  والوجنات محفورة
ليس على ارواحهم !! بل على حال أمتهم من بعدهم
 كانوا يشهقو ن  وينتحبون  ببكاء مرير
اردت ُ ان افعل  شيئا أن اقدم شيئا لكنني صمت وأكتفيت بذلك !!
اجل صمت صمت مقيت جفف حلقي ونشف دمعاتي  !!
اصابني وتملكني ياس واحباط شديد
هزيمة اخرى !! صمت وسكنت روحي  معلنة خيبة أخرى
يا للعار يا للعار الذي اصبح يسكنني كغيري ويحتل أجزائي
فماذا اختلف ُ عن الجميع ؟
بماذا أختلف عن من يحيطون بي من حولي ؟؟!!
كلهم يبكون ويتالمون ويأنون من جميع الأوصال
حتى القاتل والمجرم يتالم لرؤيةالدم القاني
فماذا عني انا ؟
 انطلقت ُ اسير وأخطو بخطوات حثيثة علني أحظى بشيء افعلة واقدمه ،، فرايت ُ من بعيد زهرة حمراء يانعة
ملقاه في احدى الجوانب هرولت وركضت مسرعة
اردت ان التقطها لاقدمها لاحد ما من حولي لرسم ابتسامة على محياه..
 اه ..لقد داسها   احدهم بقدميه ، نظرت الى القدمين اللتان داستا هذه الورده لابعدهما عنها  قبل ان تموت وتذبل وتحتضر كما يحتضر  غيرها ثم نظرت الى الجاني فوجدته عجوز ٌ يبكي وينتحب !!
ماذا حدث له وماذا ألم به هدا الشيخ العجوز؟؟!!
 آآه هدموا بيته فوق اولاده وزوجته العجوز!!
 نظرت اليه  بصمت وسكون ومشيت وأنا أحملق في عينيه ..
دون أن أنطق بحرف واحد لانضم الى كوكبة المتخاذلين الصامتين
اعلن انهزامي وأنكساري كما انهزمت قلوبهم وأركانها
اعلن خسارتي الفادحة الكبيرة لألوذ بالصمت المقيت
تحرقني الدموع لكنني اكبتها وأسجنها في داخل محاجري
لاكبت وأقيد الافعال  والتصرفات معها
ولاستنكر  واشجب وأندد فقط كما يستنكر غيري ويشجب ويندد
احيانا افضل ان استنكر بصمت وسكون وبكل هدوووووء
مراعاة لشعور الطرف الاخر!!
فلا تكونوا مثلي ولا تفعلوا فعلتي وصنيعي..
وتذكروا أن دموعنا الأليمة الحارقة الحزينة لا تقدم ولا تؤخر
سا محيني يا أرضنا الحبيبة
سامحيني يا أمنا  فلسطين //
فانا الصمت الرهيب الذي قيد القلوب ..


سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.