الجمعة، 6 مايو 2011

وشوشات للوطن الحبيب...( بيت دقو )



( بيت دقو )

 وشوشات للوطن الحبيب

(1)
هل عندك خبر يا بلد
أنه فينا من الوجع والشوق
 لروحك وعيونك بحجم الكون وأكثر
يا بلد وجدتك موجعة وقتالة
وبسمة عيونهم القتالة  بلا نبض الأحبة
شوارعك بلا أنفاسهم
 فضاء ضيق يخنق الآنفاس
ويثير في الأعماق الضجيج والضجر
يا بلدي يكثر فيك الظمأ
لو غابت عيونهم خلف جبالك
وغاصت أرواحهم تحت ترابك

(2)
أريد اسألك كم سؤال يا بلدي
ما قيمة الثرى دون النبض في عروق الشجر
ما قيمة الارض بلا زيتونها
ما قيمة البلد بلا مساجدها ومآذنها
ما قيمة البلد بلا أقصانا وزهرة المدائن
ما قيمة البلد بلا نبعاتها وعيونها الساحرة
ما قيمة بحارها دون نبض الأشرعة
ومحاكاة عيونهم وسط أمواجها
ما قيمة حدائقها والعابها بلا أطفالها
وشقاوتهم في حاراتها
ما قيمة المدارس والجامعات
بلا طلابها وعباقرتها

(3)

يا بلدي أسئلة كثيرة  حيرتني ولم أجد لها إجابة
ماذا يفعل من فارق الآحباب والخلان
حاملا بجعبته جراح سنين نازفة
وعلى أكتافه وظهره حزم حقائب مليئة
 بالآهات والآنين وسط صدره ثائره
وبسألك وما أكتفي من الاسئلة
ماذا يفعل بأحلامة وأمانيه
التي كسرتها أمواج الفراق والهجرة
وزوابع الاحزان وسط احشائه متربعة وثائرة

(4)

  هل عندك خبر يا بلدي ؟
أني كنت أشاهدهم جميعا في رمالك
فـي جمالك
فـي جبالك
في جهاتك الأربعة
في ليلك وقمرك ونجومك الساطعة
وكنت أشمهم في ليل شوارعك
وأزقة حاراتك المتعرجة
كنت أحتسيهم كالقهوةفي صباحك
وأتنشقهم في عطر وشذى مزارعك بالجمال مترعة
وأركض خلفهم في سهولك
وحقولك ونتسلق جبالك الشاهقة
ونغوص في مياه وديانك
ونغفو في صمت المواجع والسكون والروح مبعثرة

(5)
هل عندك خبر يا بلد

يا بلدي هوني عليكي ولا تحزني
أخبرك وما أخفي عليكي
كنت اسكنهم حجرات الشغاف وأرويهم من ندى الروح
وأمسكهم في خوابي الحنين وأغطيهم بالأشواق

الذي في جوفي بذرته وزرعته كما تزرع السنبلة
كنت أسمعهم فـ زيارات الغيوم
فـــــــي ضحكات المطر وزخاته
فـــي دموع الأرض المجبولة بالثرى
ولواندفن فيها الشجر بكامل أغصانه
في عزف الرياح و زمجرتها
في عز الشتاء وبردها القارص
وفي السحر المباح ومواويل الفجر مع طيوره
وفي الألم الذي جعل قلبي مسرحه ومرتعه

(6)

وآآآآآآآآآآه يا بلد ..هل عندك خبر  
أني كنت أحسهم وأشعر فيهم
بين دروب الجفاء ونوافذ النور
في ذكريات الطفولة ورائحة الطبشور
في زحمة القدس ورام الله
وفي خجل بيت دقو كالعروس في خدرها ليلة عرسها
في الجبال العالية وانهارها وينابيعها الفياضة
وفي بقايا دموع الراحلين والمغادرين
في الجنون والهذيان الذي يحملني على أجنحه لعيونهم
وكنت أحاول أمنعه بكل قوتي وأصراري وكلي حذر

(7)
 
هل عندك خبر يا بلد
إنهم كانوا نقطة ضعفي في حياتي
وذكرياتي وكل أمنياتي
وأصبحت أشوفهم .. وأشمهم .. وأتنفسهم
 وأحس فيهم ..وأسمعهم ..
 لأنهم جل آهاتي وآناتي ..
جل أفراحي وسعاتي
و البسمة على شفاتي
ونظرة الآمل في قلبي

(8)
هل عندك خبر يا بلد ..
 أن الحياة من غيرهم كوابيس وأحلام مزعجة
لها أنياب ومخالب متل التعالب والذئاب
مفزعة مرعبة كلها قلق وخوف ورعب
اصبحت تجتث جذورهم من أعماقي وجوفي
وتنزع من أعماقي الأمل بلا رحمة
وتبحث عن كل طفل يبتسم للفرح في داخلي
وبقسوة تصرعة

(9)
 
هل عندك خبر يا بلد  
أحلامي مكسورة الخاطر كالعاشق الذليل بدون محبوبته
لونها باهت كالورد الذابل على أغصانه
أمنياتي تعبانة هزيلة مرهقة
وأصبحت أشاهد بيني وبين الفرح
مسافات ودروب طويلة ومتعرجة
وجدأ ساحقة ومريرة كالفراق والهجرة

(10)
هل عندك خبر يابلد
أنني تعبت من لعب دور الفرح والسعادة
على روحي وعلى عيونك الساحرة
تعبت تعبت أدورعن الوعد والوفاء بلون الورد والزهر
كيماألبسه مثل العقد في جيد العروسه
وأخبيه عن عيون الهم والغم سنين
لكن بلحظة عني يخطفه ويسرقه
وأعود اسجن روحي في وحدتي بين أهاتي وتنهيداتي
وينسجن معي همي وحزني وكل آحلامي
كأنه خايف أغيب عنه وأفارقه لحظة

(11)
هل عندك خبر يابلد
ما هو حجم ومقدار التعب والقهر
الذي سكن مقلي وتربع وسط صدري
لو فردته أو وزعته على الكون والبشر
 لما تحملته قلوبهم مجتمعة
وآآآآآه يا بلد أصبحت
أتوسد خد السراب وأدورعن ظل أستظل بظله
عن قطرة حنان ودفىء
تروي الظمأ في داخلي وأعماقي
وتجرف من دربي كل العذابات والألم
تعبت من بعدي عنك يا بلد
ومن كل من لبس وتقنع بالأقنعة
وقال أنه يهوى الوطن ويعشقه
ويعمل كل ما هو مخالف لشريعة الوطن ومصالحه

يسرى
 سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.