الجمعة، 6 مايو 2011

وشوشة للوطن الحبيب


مشاركة Yosra Ali Hussein في تاريخ 14 تشرين أول، 2008



 وشوشة للوطن الحبيب
يا بلدي فينا من الوجع لروحك بحجم الكون واكثر 
يا بلدي أنت بلا نبضهم موجعة وقتالة 
بلا انفاسهم فضاء ضيق يخنق الآنفاس 
يا بلدي يكثر فيك الظمأ
لو غابت عيونهم خلف جبالك
وغاصت ارواحهم تحت ترابك 
يا بلدي لو سمحتي اريد اسألك كم سؤال
ما قيمة الثرى دون نبض الشجروعروقها 
ما قيمة الارض بلا زيتونها 
ما قيمة البلد بلا مساجدها ومآذنها 
ما قيمة البلد بلا اقصانا وزهرة المدائن 
ما قيمة البلد بلا نبعاتها وعيونها 
ما قيمة بحارها دون نبض الاشرعة 
ومحاكاة عيونهم وسط امواجها
ما قيمة حدائقها والعابها بلا أطفالها
وشقاوتهم في حاراتها
ما قيمة المدارس والجامعات 
بلا طلابك وعباقرتك
بسألك يا بلدي 
ماذا يفعل من فارق الآحباب والخلان 
حاملا بجعبته جراح سنين نازفة 
وعلى اكتافه حقائب مليئة بالآهات والآنين
وبسألك وما أكتفي من الاسئلة
ماذا يفعل بأحلامة وأمانيه 
وزوابع الاحزان وسط صدره واحشائه متربعة 
يا بلدي الحبيبة هل عندك خبر ؟!
اني كنت اشاهدهم جميعا في رمالك 
فـي جمالك 
فـي جبالك 
في جهاتك الأربعة 
في ليلك و قمرك ونجومك
وكنت أشمهم في ليل شوارعك
وأزقة حاراتك المتعرجة 
كنت احتسيهم كالقهوة
في عطر وشذى مزارعك وسهولك
وحقولك وتلالك وديانك ...
وفي صمت المواجع والسكون ...
يا بلدي هوني عليكي ولا تحزني 
اخبرك وما أخفي عليكي
كنت أمسكهم في الحنين واغطيهم بالاشواق
الذي في جوفي بذرته وزرعته من آلاف السنين
كنت أسمعهم فـ زيارات الغيوم ..
فـــــــي ضحكات المطر وزخاته ..
فـــي دموع الأرض المجبولة بالثرى ...
ولواندفن فيها الشجر بكامل أغصانه ..
في عزف الرياح و زمجرتها
في عز الشتا وبردها القارص
وفي السحر المباح ومواويل الفجر مع طيوره
وفي الألم الذي جعل قلبي مسرحه ومرتعه 
وآآآآآآآآآآه يا بلد ..عند ك خبر وعلوم ..
إني كنت ..
أحسهم وأشعر فيهم 
في الجفا والنور 
في ذكريات الطفولة في ريحة الطبشور ..
وفي زحمة القدس ورام الله ..
وفي خجل بيت دقو كالعروسة في خدرها ليلة عرسها ..
في الجبال العالية وانهارها وينابيعها الفياضة
وفي بقايا دموع الراحلين والمغادرين ...
في الجنون والهذيان الذي يحملني على أجنحته لعيونهم
وكنت أحاول أمنعه بكل قوتي وأصراري ..
عندك خبر يا بلد ..
إنهم كانوا نقطة ضعفي في حياتي ..
وذكرياتي ..
وكل أمنياتي ..
عندك خبر يا بلد صرت أشوفهم ..
 وأشمهم
 وأحس فيهم ..وأسمعهم ..
 لأنهم كل آهاتي وآناتي ..كل أفراحي وسعاتي
عندك خبر يا بلد .. أن من غيرهم الحياة كوابيس ..
لها أنياب ومخالب متل التعالب والذئاب ..
مفزعة مرعبة كلها قلق وخوف 
تجتث جذورهم من أعماقي وجوفي
وتنزع مني الأمل بلا رحمة ..
وتدور كل طفل للفرح في داخلي وبقسوة تصرعة ..!!
وآآآآه يابلد .. عندك خبر ..
أحلامي مكسورة الخاطر
لونها باهت كالورد الذابل على أغصانه 
أمنياتي تعبانة هزيلة مرهقة 
واصبحت اشاهد بيني وبين الفرح
مسافات ودروب طويلة ومتعرجة
وجدأ ساحقة ومريرة 
تعبت يا بلد من لعب دور الفرح والسعادة والسرور..
تعبت تعبت أدورعن الوعد والوفاء بلون الورد والزهر
البسه مثل العقد في الجيد وأخبيه عن عيون الهم والغم سنين
لكنه بلحظة عني يخطفه ويسرقه..
وأعود وأنسجن في وحدتي بين أهاتي وتنهيداتي..
وينسجن معي همي وحزني وكل آحلامي ..
كأنه خايف أغيب عنه وأفارقه لحظة من الزمن ...
عندك خبر يابلد حجم ومقدار التعب
الذي سكن مقلي وتربع وسط صدري
وآآآآآه يا بلد اصبحت
أتوسد خد السراب وأدور عن قطرة حنان ودفىء
تروي الظمأ في داخلي وأعماقي ..
وتجرف من دربها كل العذابات والألم
تعبت من بعدي عنك يا بلد
ومن كل من لبس وتقنع بالأقنعة
وقال أنه يهوى الوطن ويعشقه
ويعمل ما هو ليس لصالح الوطن ..!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.