الجمعة، 27 مايو 2011

جرح غزة ما زال ينزف








جرح غزة ما زال ينزف

آه يا غزة حزنكم عميق مزق أوردتكم
وقلبي يعتصره ألم شديد من سوء أحوالكم
و يطلق الآهات تلوالأهات كأزيز
 رصاص أخترق ذاك الجدار
 وأستقر في شراينهم
والفؤاد  ينفث الآنين تلوالآنين
على حال أهلنا في غزة الهاشم
 الذين أضناهم الحصار وطوقهم  
 وأوجعهم الأنقسام كما أوجعنا
أتمنى أن يعود القطاع
 معافا سليما مما أصابهم
لتعود الألفة واللحمة بين قلوبهم
يا أختاه..
عرجت على غزة بكل قواي
 فشاهدتها كيئبة حزينة !
قلت لها يا ابنة الهاشم
 ما بالك كالرهينة قالت :
ونبرات صوتها تكاد تسمع يا أختاه ..!
هذا وقت الوليمة ذبحونا وسلخوا جلودنا ..
 وأقاموا من لحومنا ولحوم أطفالنا
 العزيمة والوليمة على موائدهم
وعلى فتات أولادنا أفطروا
وتريقواوتركوا أجسادهم
 هزيلة ضعيفة
 تتلوى على أرض
مخضبة بمسك الشهداء
والمرضى والجرحى
في دروبي وأزقتي
 يموتون ويستشهدون
 دون أدنى رحمة ترجى
يصعب إحصاء أعدادهم..
 يا أختاه أهمهم لك أنه
 أصبحت ذكريات أطفالي حزينة ..
ونساء أحيائي ثكلى وكيئبة ..
أبناء العمومة والأخوة تناحروا
وأستباحوا دماء بعضهم
 بكل وقاحة  بدماء باردة
آلا يكفيهم أن أعداء ديني ووطني
 تركوا الجرح ينزف
 حتى قص أجنحة أطفالي
 ومزق قميص أمانيهم من قائمة الأيام
لم يبقى لهم شرفات ولا أحلام
ولا دفاتر ولا محابر
 ينقشون بها مأساتي
على الجدران
أخبريهم يا أختاه..
 من يجمع شظايا عظام العنفوان
والكبرياء المكسور
ومن يرمم مقل مثقلة
 بالدمع المتجمد في الأطراف
من ينهي حكاية شعب الجبارين

@@@

غزة لم تعد فخورة
ياأختاه..!
أخبريهم أن غزة الهاشم
 لم تعد فخورة بأبناء جلدتها
 كما عهدتموها سابقا
ومع ذلك لن تفقد عزيمتها
 ولاشجاعتها ولا شهامتها
بالرغم من جراحها النازفة..
هناك الله الأحد الصمد
 أدعوه بكل خشوع
لتنتهي المهزلة
والأحداث الأليمة ..
يا أختاه..
أردت أن أبشركم أنه
 هناك رجال أقوياء
لا يهابون الخطوب
 ولا يعرفون الهزيمة
 حملوا حياتهم على أكتافهم
 وأكفهم أنهم أسود الوغى ..
لا يقبلون أبدا بالهزيمة
كلهم أباء وشكيمة..
لا يقبلون الذل والعاروالخذلان
كفوفهم طاهرة أمينة بريئة ..
لا تحب سفك الدماء
حملوا الأمانة على أعناقهم
بقلوب نقية صافية
خالية من الغل والحقد
عل الزمان يوصلهم
 إلى ضفاف حريتهم
ويضيء بنقاء سريرتهم
وجه قصيدتي الخجلى من دمائهم
فتنجبني الحقيقة المرة من أجلهم
وأشرق في حياتهم وأمانيهم
 كنورالشمس المشرقة من خلف تلالهم
ياسمينا مقدسي الأحلام
 فالفجرحتما قادم لينصرالأيتام
فلن تؤرق أجفانهم الأوهام
وأنقشها في قصائدي خالدة مخلدة
 قبل أن تصيبنا لعنة السلم والسلام
وسيبقى الحلم بالتحرير والنصر قائم
 حيا في قلوبنا وأذهاننا فلا نضام
فلن ندع اليأس يتسلل لآحلامهم
ولو تبعثرت خناجر أعدائهم
في متاهات الأنتظارالعقيم
لمساعدات جوارهم وعربانهم
حتى تشرق شمس الحرية لآقصانا
وترتدي طرحتها البيضاءغزة الهاشم

@@@@@

 آهٍ يا جرح غزة الهاشم..
 أما زلت تنزف وتئن !..
أما زلت شلال ينهمركالأمطار
 والمزن  الطاهرمن السماء
لم أقاوم فيك حبي وهيامي ..
لم أجافِ فيك عشقي وغرامي
كم حمتني جفونك الناعسة ..
واحتواني ذراعك الدافئ
وضمتني شجونك الشجية...
آهٍ يا جرح غزة الهاشم
هذه الأشجار منك ترتوي ري الظمآن
هذه الأزهار فيك تحتوي عبير الهيمان
مدادنا شوق ينتظر ساعة الخلاص
وحنين لقهرالعتمة وتبديد الظلام..
 تركت الحرية لكلماتي تناجي
 جميع الضمائراليقظة
كما تناجي شعبا قدّس الحرية والأنتماء
وأختار الصبح وبزوغ الشمس
ليرى درب النصر والنجاح
فسيري بهم يا سفينة النجاة
 يا مراكب العودة والفلاح
ان القيود لا تمنع عناق الشمس
 للأزهار والورود وبياض الياسمين..
ولا الحقد والغل يمنع عن الأرض
 تساقط حبات المطروالمزن
يا أختاه إدعي لهم بالنصر
والتوفيق ودحرالأعداء
أنهم الأسود حماة الدار ومسرى الأنبياء

 في زمن الذل والخنوع والأستسلام

27/5/2009



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.