الجمعة، 8 فبراير 2013

شجرة الزيتون في الديانات السماوية

شجرة الزيتون في الديانات السماوية ..

كتبهاسوسنة ، في 25 شباط 2012 الساعة: 21:58 م


شجرة الزيتون خلفيات-متنوع-صور عامه-شجرة الزيتون -طبيعه

شجرة الزيتون في الديانات السماوية

لقد ذكرت قصة الطوفان والذي يعرف بطوفان نوح في كل الكتب السماوية ( الأسلامية ، المسيحية ، اليهودية ، والصابئية المندائية ) ، ان المياه قد غمرت الأرض قاطبة وبعد هدوء الفيضان أرسل النبي نوح الطيور ليفتشوا عن مكان ظهور اليابسة فكانت الطيور تغادر السفينة عدة مرات وتعود دون جدوى وفي النهاية أتت الحمامة وهي تحمل بفمها غصن زيتون مبشرة بالسلام رمزا" لأنتهاء غضب الله عن الأرض فعلم ان الطوفان قد انتهى وإن بأستطاعته أن يعود بسفينته الى الأرض . وتعتبر شجرة الزيتون أ ول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، ونبتت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة ، ودعا لها سبعون نبياً بالبركة منهم النبي إبراهيم والنبي محمد ( ص ) حيث قال : ( اللهم بارك في الزيت والزيتون ) .
ومنذ ذلك الوقت أعتبرغصن الزيتون شعار من شعارات السلام والأمان ومازالت الشعوب تتناقل هذا الرمز جيلاً بعد جيل حتى جعلته الأمم المتحدة شعارها .‏ أما اليونانيون فجعلوها رمزا" للقوة والعظمة والحكوة والنصر .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة الاسلامية
شجرة الزيتون شجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة منها التين والزيتون فقد عرف الناس شجرة الزيتون منذ أقدم العصور فقدسها الأقدمون وتباركوا بزيتها في طقوسهم الدينية وأستوقدوا عيدانها وأكلوا ثمرها ، وقد أشار كلٌ من القرآن الكريم والحديث الشريف إلى قيمة زيت الزيتون عدة مرات . ففي أحد الأحاديث ، رُوي بأن النبي محمد( ص ) قال بأن في زيت الزيتون علاجاً لـ 70 علة .
وقد ورد الزيتون في القرآن الكريم : { التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الأنسان في احسن تقويم } .
وفي مكان آخر : { انا صببنا الماء صبا" ، ثم شققنا الأرض شقا ، فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا" وقصبا" وزيتونا" ونخلا }. لذلك قال الرسول محمد ( ص ) ( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ) .
والزيت المذكور هنا هو زيت الزيتون فقد جاء في لسان العرب لابن منظور أن الزيت : عصارة الزيتون .
وغالبا" ما يطلق العرب والمسلمون على شجرة الزيتون بالشجرة المباركة أو شجرة النور ، حيث ذكرت في أكثر من سورة في القرآن الكريم ، ومنها سورة سورة النور .
(
الله نور السماوات والأرض مثل نوره ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري ، يوقد من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ) .
ولا عجب أن يقسم بها الفلاحون أحيانا"على هذا الشكل ( وحياة شجرة النور ) لأعتقادهم أن الشجرة مقدسة ومباركة ، وان كل إنسان يقطع إياه منها سيعاقبه الله ولن ينعم بأي سلام بعد ذلك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيتها ( كلوا من الزيت وادهنوا به فانه شفاء من سبعين داء منها الجذام ) .
ويعتقد المسلمون بأنه في ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان ، تفتح أبواب السماوات ، والشخص المحظوظ يمكن أن يرى من خلالها ، وفي هذه الليلة تنحني شجرة الزيتون كما الأشجار الأخرى إجلالاً حتى لا تنظر إلى وجه الله . ويقول الباحث المربي د. شكري عراف في انتقائه لغذاء النبي محمد فيقول كان النبي ( يغمس قطعة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل ) .
ولقد سماها النبي محمد ( ص ) بالشجرة المباركة لما فيها ما نفع الناس من نبتها وخشبها وورقها وثمرها ودهنها وهو الزيت وأوصى بشجرة الزيتون حيث روى عمر بن الخطاب ( ائتدموا بالزيت وأدهنوا به فانه من شجرة مباركة ) ، وروى الترمذي ( كلوا الزيت وأدهنوا به ) . ومما تقدم يمكن القول إن شجرة الزيتون حظيت بمكانة مرموقة في القرآن الكريم حيث أمد لنا أنها من نعم الله على العباد في الدنيا لما لها من منافع كثيرة وأستخدامات عديدة في المجالات الطبية وأنها الصديق الحميم للأنسان وطبيبه الملازم له .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة اليهودية
كان زيت الزيتون يستعمل في مراسيم تتويج ملوك اليهود القدماء ، وقد أمر أبناء إسرائيل بإحضار زيت زيتون مرصوص ( إلى خيمة الاجتماع السرج دائماً ) كذلك عندما مسح صموئيل كأول ملك على إسرائيل كان الزيت يملا القارورة .
كذلك تستعمل أغصـان شجرو الزيتون للزينة فاستعملها المسيحيون لتزيين شموع أطفالهم في أحد الشعانين .
وأستعملت شجرة الزيتون وزيتها في تفسير الأحلام فعند تفسيرهم لحلم شخص رأى في منامه أن يزرع شجرة زيتون أو يقطفها أو يستعمل زيت الزيتون وما إلى ذلك ، وتفسير الحلم يعني انه ينتظر ضوء أمل وفرج أكيد .
وفي استعراض كتاب تأريخ القدس / الجزء الأول الذي يتحدث عن العهد القديم فانه يؤكد عندما جاءوا اليهود إليها أي الى القدس كان في البلاد أنواع عديدة من الفواكه والثمار ذكر بها التين والزيتون والخوخ والعنب والرمان . وتشير البحوث الى ان اليهود أستعملوا أغصان الزيتون لبناء العرش في عيد المظلة . أما أغصان الزيتون اللينة فتصنع منها سلال حتى يومنا هذا في العيد من القرى العربية . أما أوراق شجر الزيتون فاستعملت كغذاء للحيوانات واليابسة منها للتدفئة والكتابة


قدسية شجرة الزيتون في الديانة المسيحية
يكرر الإنجيل ذكر زيت الزيتون في 140 موضعاً ، وجعل المسيحيين شجرة الزيتون رمزاً للدين والآلام لأن السيد المسيح عيسى تألم على جبل الزيتون ، وأخيراً جعلت رمزاً للصحة والطعام اللذيذ ، ولم تهمل الكتب المقدسة الأخرى ومنها الإنجيل شجرة الزيتون وفضلها ، بل أشارت بذكرها في مواضع كثيرة فيها تعبير بديع يشبه الزيت بروح الله وذلك في مثل العشر عذاري الحكيمات والجاهلات ، واعتبر الزيتون البري في الإنجيل وأعمال الرسل دلالة عن الرجل الوثني ، أما الزيتون المزروع فدلالة عن المسيح عيسى عليه السلام الذي اكد استعمال زيت الزيتون في شفاء المرض في رسالة يعقوب الرسول بقوله ( أمريض أحد منكم ، فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب ) . وورد في إنجيل مرقص ما يشعر بذلك ( واخرجوا شياطين كثيرة ، ودهنوا بزيت مرض كثيرون تشفوهم ) .
كما ويقوم المسيحيون يمسح أطفالهم بزيت الزيتون اثناء عمادهم ، كما استقبل سكان القدس المسيح عيسى بأغصانها يوم دخل المدينة قبل موعد صلبه بأسبوع ، وما زال الأطفال حتى يومنا هذا يحملون مجموعه من نفس الأغصان ، يزينوها بالورود والبيض والبالونات في مثل هذه الذكرى ( أحد الشعانين ). ولكون شجرة الزيتون مباركه ومقدسه فأن أمهاتنا يبخرن بأوراقها أولادهن وحيواناتهن عند الشك بإصابتهم بالحسد والعين الشريرة .وللمسيحين اعتقاد عن شجرة الزيتون ففي عيد الصليب المقدس في 13 أيلول وفي عيد الغطاس في 6 كانون الثاني فإن شجرة الزيتون تنحني احتراماً لوجه الله .

قدسية شجرة الزيتون في الديانة المندائية
شجرة الزيتون شجرة مقدسة في الديانة الصابئية المندائية التي تعتبر من أقدم الديانات التوحيدية والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي سور الحج والمائدة والبقرة ، ومن طقوسهم اثناء التعميد والزواج يلف غصن الزيتون قمة الدرفش وهو الرمز الديني للصابئة المندائيين رمزا" للمحبة والسلام والتعبد لله ، ولا ننسى ان هيكل الدرفش المتعامد الذي يلف عليه الوشاح هو مصنوع من اغصان شجرة الزيتون . وتؤكد الكتب الدينية المندائية انه عند نزول الملاك جبرائيل ( هيبل زيوا ) الى عالم الظلام كان غذاءه الروحي هو التمر والسمسم والزيتون .
ويمر المرشح لنيل الدرجة الاولى من سلم رجال الدين في الديانة الصابئية المندائية ، بجملة من الأختبارات الدينية و الطقوس التي تستمر لمدة اسبوع واحد يلبس خلالها المرشح مع استاذه المشرف ، الملابس الدينية البيضاء الخاصة.. يتبعها فترة اعتكاف للصلاة والتأمل والدراسة لمدة ستون يوما" من العزلة التامة ، حينها يستلم هداياه واسلحته الكهنوتية وهي (( خاتم الحياة وهو من الذهب الخالص ويجب ان يرتديه مادام حيا" في خنصر يده الايمن ، وعصا الكهنوت أو رجل الدين المستعملة من قبله في اثناء اداءه الطقوس الدينية هي من أغصان الزيتون لصلابتها وعمرها الطويل وامكانية التحكم بشكلها المطلوب ، والتاج الذي يحاك من الحرير الخالص ، وباقة من اغصان شجرة الاس التي ترمز لخلود عطر الحياة الطيب )) بعدها يصبح المرشح برتبة ترميذا .

شجرة الزيتون في التراث العربي
قال ابن منظور في كتابه لسان العرب والشجرة المباركة هي شجرة الزيتون .
وقال ابن سينا في كتابه ( القانون في الطب ) الزيتون شجرة عظيمة توجد في بعض البلاد وقد يعتصر من الزيتون الفج الزيت ، وقد يعتصر من الزيتون المدرك ، وزيت الإنفاق هو الزيت المعتصر من الفج ، والزيت قد يكون من الزيتون البستاني وقد يكون من الزيتون البري .
جاء في كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية : الزيت حار رطب في الأول , وغلط من قال يابس .
وجميع أصنافه ملينة للبشرة , وتبطيء الشيب . وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار , وبشد اللثة , وورقه ينفع من الحمرة والقروح الوسخة والشرى , ويمنع العرق , ومنافعه أضعاف ما ذكره
ذكر إمام الحافظ محمد بن أحمد الذهبي في كتابه ( الطب النبوي ) عن الزيتون :
زيت الزيتون هو المعتصر من الزيتون الفج وهو بارد يابس .. والمتخذ من الزيتون المدرك حار باعتدال مائل الى الرطوبة , وكلما عتق قويت حرارته , والادهان به يقوي الشعر والأعضاء , ويبطيء الشيب , وشربه ينفع السموم ويطلق البطن , ويسكن وجعها , ويخرج الدود , ومنافعه جمة , وجميع الادهان تضعف المعدة إلا الزيت .
وجاء في كتاب ( حديقة الأزهار والعقار ) لأبي القاسم بن محمد بن إبراهيم العسالي : أن شجرة الزيتون من جنس الشجر العظام المعمر , وهو نوعان :
بستاني , وبري , فالبستاني يعظم كثيراً وثمره أعظم من ثمر البري ال**وج ويعتصر من الزيتون الفج يقال له زيت الانفاق
قال الشاعر داود المعلا …..
يا شجرة الزيتون ما اقتربت من صدرك العاري سكاكيني
الا لارسم فيك ما عجزت عنـه رسـومات الملاييـن
وهناك اغنية شعبية تقول كلماتها:
على دلعونا على دلعونا فلاح بلادي زارع زيتونا
فلاح بلادي تسلملي ايدو ويا ربي الهادي من عندك زيدو
نازل ع الوادي والمعول بيدو ينكش زرعاتو ينال اللي يريدو
وأغنية أخرى :
يا شجرة الزيتون يا زينة الاشجار
يا امـــنا الحنون يا بهجة الانظار
فيك لنا طعــام في الزيت والثمر
ومنك كم جنينا ما ينفع البشر
يا شجرة الزيتون يا راية السلام
الله حقاً فيك قد بارك الانام
لقد ذكرت شجرة الزيتون في التراث الفلسطيني فقيل في الزيتون وزيته :
كل زيت بتناطح الحيط ، القمح والزيت سبعين بالبيت ، الزيت نور على نور ، اللي عنده زيت بعمر البيت .
وقد تغنى الفلسطيني بالزيتون قائلاً
على دلعونا على دلـعونا بي.. الغربة الوطن حنونا
بالله إن متت يامّا اقبروني بأرض بلدنا بفيّ الزيتونا
للزيتون منافع كثيرة منها يسرج الزيت ، وهو إدام ودهان ، ودباغ ووقود يوقد بحطبه وتفله ، وليس في شيء إلا فيه منفعة ، حتى الرماد يغسل به الإبريسم .
قال داوود : الزيتون من الأشجار الجلية القدر، العظيمة النفع، تغرس من تشرين (أكتوبر) إلى كانون (ديسمبر، فتبقى أربع سنين ثم يثمر فيدوم ألف عام .
قال الدكتور صبري القباني في كتابه الغذاء لا الدواء " لقد عرف الإنسان شجرة الزيتون منذ أقدم العصور فاستغلها خير استغلال إذا ائتدم بثمرها واستضاء بزيتها واستوقد وجزل حطبها.
قال الدوس هكسلي في كتابه شجرة الزيتون " لو كنت استطيع الرسم ، وكان لدي الوقت الكافي لقضيت عدة سنوات وأنا أرسم لوحات تصور شجرة الزيتون ، فكم هناك من أشكال مختلفة لشجرة واحدة ؟ هي شجرة الزيتون . وهناك قصة كسرى والفلاح الشيخ الذي غرس زيتونا ، وقصة التينة الكئيبة على رحيل النبي محمد ( ص ) ، حين قالت للزيتونة بنوع من التحدي : ما بك لا تحدّين على رحيل ابننا الكريم ! فقالت الزيتونة : ( الحداد ليس بسقوط الورق، لكن قلبي من جوّا احترق…) وغير ذلك الكثير من الحكايات الشعبية الرائدة .
يقول الفلاح : زيتونتي اطيب عروس ، ما بتتثمن بالفلوس ، تحميني من الفقر والبؤس ، ومن شر يوم عبوس ، الزيتون مصيبي لقاطو بشيب بس زيتو طيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.