الثلاثاء، 21 يناير 2020

مقالات عن الحوار والنقاش وأختلاف وجهات النظر ..3






مقالات عن الحوار والنقاش وأختلاف وجهات النظر ..

(3)

الحوار والنقاش بصوت هادىء يدل على رقي وحضارة المحاور
ويحدث من حولك عنك أنك من جذور أصيلة ذات معدن لا يصدأ
ويخبرهم من قدوتك وما هي أساليب تربيتك ونهجك بين أسوار منزلك بشكل خاص وبين  الحياة بشكل عام .
فكن واعيا ملما بما يدور حولك قبل أن تنطق وتتصرف ، حاول آلا تقضم أصابعك ندما فأنياب الندم لا ترحم صاحبها ..
فالحوار والنقاش بهدوء هو عصب حياتنا اليومية رغم الضغوط وضجيج اللحظات  فلا زال كل منا يرى الأمور من زاويته الخاصة التي تخدم مصالحه وأهدافه ولا يلتفت إلى مصالح الأخرين ..فقليلا وليس دائما تتفق جميع الأطراف على مبدأ معين يخدم المصالح وينهي الأشكالات وأختلاف الراي بينهم ، ولا بد هناك من أختلاف في وجهات النظر .. ولكن هذا الأختلاف لا يفسد للود قضية ..
فالآختلافات في وجهات النظر موجودة منذ الأزل كأختلاف الليل والنهار
وأختلاف الآلوان في حياتنا وقلما تجد أثنان يتفقان على لون يجمع قلوبهم على حبه .
والآختلاف واضح جدا أيضا حولنا في الأنتماءات والديانات والسياسة وأحزابها
والطبقات الأجتماعية  بكل أطيافها.. ولكن تلاقي أفكارنا وتبادل خبراتنا والحوار والنقاش الآيجابي والتعايش الجميل والسلمي والتسامح والرحمة بين القلوب والحوار الذي يجمع القلوب على هدف ومصلحة واحدة تخدم الوطن والمجتمع الذي نتعايش فيه ومن خلاله .. آلا وهو هدف الجميع العيش بكرامة وحرية وديموقراطية . فأختلاف وجهات النظر الدائم يضغط الأعصاب ويزلزل الكيان وينافر الجميع من بعضهم .فأتخذ من رسولنا الكريم العظيم قدوة فربي نفسك وذاتك على حسن الخلق والحوار الهادىء الأخلاقي فلا تتعصب لنفسك ورأيك ، إنما إحترم رأي من تحاورهم وافهم منهم أكثر لتسير الأمور على مايرام ..فلا نقول أننا على كمال فالكمال لله وحده فلا تقحم نفسك في أنك مثالي في كل شيء وانك لا تخطىء ابدا
فتحمل نقد من حولك ليتحملوك حين تنقدهم لآهداف إنسانية لتسير القافلة بكم جميعا في طريق الحق والصواب ..دون خسائر  ..
فوجب على من يناقش ويحاور آلا يتشبث برآيه وعنادة لان ذلك يفسد أستكمال الآجراءات والحوار بنزاهة ويغلق الأبواب في وجه الحلول التي ترضي الجميع .
وجب على المحاور أثناء النقاش أن يفرش بساط المرونة والتسامح والمحبة ليكون سلسا في جميع تعاملاته ، ولنتعظ ونأخذ العبرة من تعاملات رسولنا الكريم
فلو كنت فظا غليظ القلب لآنفضو من حولك ..
وجب على الجميع أستيعاب بعضهم ويتخذون لغة للحوار والنقاش يفهمها الجميع لغة اللين والتساهل والتسامح والمحبة .. والصبر والهدوء .. فهذه أخلاق النبلاء
ونجد الكثيرون من المحاورين اثناء النقاش لبعض الأمور الهامة والمصيرية يفتقدونها لغة الحوار فلسفة وفن وذوق وأخلاق .. وهذا يقودنا إلى نضج الشخص المحاور وثقافته أو عدمه .. ليكون الحوار بناء وهادف  حوار يتصف ويتسم بالآنسانية والنضج الفكري .. أذا وجب على كل محاور أن يكون عنده أنفتاح ذاتي على العالم الآخر لنتقبل الراي الأخر بكل رحابة صدر لآن هذا الأنفتاح من شأنه تعزيز أواصر المحبة والانسانية والآخلاقية بين جميع الأطراف والشعوب والفئات المجتمعية .. فلا تكن من ذوات الأخلاق العقيمة التي لا يمكن إصلاحها أو تحملها على علاتها ..  كن أنسيابي في محاوراتك ونقاشك مع الجميع سلس تعمق بحجتك وبرهانك وأثبت أنك على حق بهدوء وبالتالي تثبت أنك أنسان عظيم بأخلاقك وقدوتك نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام ..

الشاعرة والفنانة التشكيلية
د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.