الاثنين، 13 مايو 2019

حين يموت الضمير العربي..






حين يموت الضمير العربي..

جميع من زاروا غزة من المجتمع الآنساني والسياسيي والدولي
 على فترات بعيدة وقريبة أجمعوا على أنها غير صالحة للسكن
 منذ عقود مضت ،فكيف بها الآن بعد تدميرها بالكامل وتدمير
 بنيتها التحتية وكل مقومات الحياة فيها باتت مفقودة لا تصلح للعيش ولا للسكن الأدمي وغير الأدمي ..

هذه الحقيقة المرة معظم ساسة شعوبنا وشياطينها لا يحبون أن
 يذكرهم بها أحد لينعموا ويتنعمون بقصورهم وهم جالسون على
كراسي العاروالخذلان والذل..
 والحمد لله أنهم لا يحبون أن ينافسهم عليها أحد ..
 إنهم يغلقون الأبواب على أنفسهم كيما يشاهدون عالمنا الفقير كيف بات أافقر بسبب رجعيتهم وتصلب أرائهم وعدوانيتهم لشعوبهم وأوطانهم..
إن دل على شيء ما نحن فيه من ظلام وقسوة وقهر وعبودية وأحتلال وعذاب وقتل وتدمير إنما يدل على موت الضمير العربي والآنساني والدولي والسياسي برمته ..

كيف تصحو ضمائرهم من نومها العميق وكلهم يتنعمون برغد العيش والسعادة بعيدا عن المآسي التي صدعت وما زالت تصدع الروؤس البائسة الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة.
لا أتخيل أننا بتنا نعيش كأننا في ملهاة وملاهي ونرقص فوق جثث شهداؤنا دون إكتراث لآي ما يحصل حولنا .
هل بتنا ندخل الملهاة في مآسينا وأحزان قلوبنا؟!! ..
 أين نحن مما يحصل في غزة أم المقاومين والمرابطين أاين الضمير العربي والإنساني من القتل والتهجير والذبح والدمار والخراب الذي يحصل لكل أركان غزة ؟!

أين الضمير السياسي والدولي ؟!
لا أدري هل كتب على قطاع غزة الشقاء والعذاب مدى الحياة وكأنها ولدت ملعونة أكثر من الأقوام الذين سبقوها بآلاف المرات ..
لا حول ولا قوة إلا بالله .. فمن توكل على الله فهو حسبه .غزة تقاوم ألد الأعداء وما علينا إلا الدعاء لها بالنصر والقوة والتحرير لكافة ترابها ..

إن غزة باتت محرومة من الآمال والأحلام ،ومستقبل أطفالها والأجيال القادمة في علم الغيب كل شيء مجهول الهوية والعنوان،كل يوم تفقد كل مقومات الحياة ، حتى باتت فاقدة لأبسسط حقوقها وهو العيش بحرية وكرامة على أرضها تنهل من بحرها وتزرع أرضها وتتنشق هواء سمائها... باتت غزة وأهلها غاضبة منزعجة من جميع القوى والفصائل السياسية وغير السياسية ،ومن كل طير يحلق في سمائها بعد أن خذلها الجميع وتركوها وتركوا أطفالها الأبرياء لقمة سائغة لفم العدو المتغطرس اللعين ..

أرى منذ أزمان أن أطفال غزة هرمت قبل الآوان دون أن تعرف معنى الطفولة وكيف يكون شكل الآلعاب، وأن شيوخها شاخت كخشب الدار والشبابيك منتصبة القامة، ونسائها وحرائرها ماتت دون أن تعلم ما هي رغباتها في الحياة وما هي أحلامها وأحلام أطفالها الذين يوأدون في مهدهم قبل أن يطلقون عليهم الأسماء ..

 ولكن وليعلم الجميع أن غزة كانت وما زالت أم الحرائر وأم الشهداء وأم أطفال الحجارة ستبقى فوق جميع الرغبات والمتطلبات ستبقى أمتنا شامخة بها وبعزيمة رجالها الأبطال شامخة الرأس بالمقاومة والمقاومين الأحرار ..
لعنة الله على كل من أغلق في وجة المدينة البائسة وأطفالها أبواب الخير والسعادة  وحرمها من كل مقومات الحياة الشريفة الحرة النقية الطاهرة .وجعلها تبدو فاقدة للضمير والآنسانية ، لعنة الله ستطال كل من أغلق في وجهها أبواب ونوافذ الضياء والعلم والمعرفة وفتح عليها أبواب الجهل والظلام والبؤس والفقروالعذاب وجحيم قنابل الأعداء ..

 لعنة الله ستطال كل من مزق ثوبها وحاول تعريتها على الملأ وهي من كانت الوجه المضيء لهذه الأمة والستر الواقي والثوب الفضفاض لكثير من خستهم وخذلانهم..
تبدو لي غزة اليوم وكأن أبواب السماء السابعة أغلقت في وجهها ووجه أطفالها الفقراء البائسين الفاقدين لكل شيء إلامن النخوة والشهامة فبقيت مفتوحة لها أبواب الضريبة التي تدفعها لبقائها على قيد الحياة كريمة حرة أبية ألا وهي دماء أطفالها الأبرياء وشرفائها الأحرار ومقاومتها الشريفة الحرة في وجه الأعداء ..

حينما تفقد الإنسانية مضمونها تفقد البشرية وجهها وملامحها وحيويتها ونضارتها ..فتصبح عقل بلا ضمير وفكر ضحل بلا ثقافة ..ومشاعر بلا إحساس ، بتنا وكأن مشاعرنا تسير خارج أجسادنا لا تمت لنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد ..

وللأسف الشديد حينما يمزقون ثوب المروئة عن جسد أختهم العفيفة الطاهرة ويتطاولون عليها ويتسابقون إلى تقسيمها ليعتل جسدها أكثر
ويجعلونها كمسرح لعملياتهم وتجاربهم الخسيسة ، للأسف جعلوها كشاخص لرمايتهم وإصاباتهم العقيمة خسؤا جميعا لقد تمزق ثوبها وجسدها من كثرة ما أصابها من تآمر أخوانها اللذين باتوا أالد أعدائها وخصمها وأقسى من عدوها اللدود إسرائيل أبناء القردة والخنازير ..

خسىء كل من ظن أنه نال منهاا بخنجره وقسم جسدها وبات ينتظر موتها ببطىء ليقرأ عليها فاتحة الكتاب .. خسئتم جميعا ماتت قلوبكم ولم تمت بقيت سامقة شامخة أمام رياحكم  الهوجاء، صامدة في وجه شرذمة أقوامكم وساستكم وعقليتكم المنحطة وضمائركم الميتة المتعفنة ..

ستبقى هذه البقعة الطاهرة العفيفة المقاومة الحرة لكل الشرفاء أرض خصبة بالآنجاب والولادة مهما كانت صعبة وعسيرة ستبقى حاملة لواء التحرير و المقاومة على أكتافها ،سيسجل التاريخ أنها حاربت لوحدها وأنتصرت على الأعداء وعليكم ياشرذمة الأقوام ..سيسجل التاريخ أنها لم تمت كما تمنيتم لها الموت البطيء بل ضمائركم هي من مات منذ أزمان وتعفنت ..
ستبقى غزة تلك القوة الضاربة الجذورفي فلسطين والعالم أجمع رغم أنف 
الجميع ..

د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.