السبت، 4 يونيو 2011

ابن الأرض أنا

في حوار مع أحد المثقفين كان له هذا التعليق على مطلب تعديل اسس الإنتخابات النيابيه

أن مطلب الإنتخاب حسب الكثافة السكانية هو خطر شديد وهو متسق مع مؤامرة التوطين قلباً وقالباً، فكيف تريد أن نحمي الأمة من مؤامرة الوطن البديل في بلد سيكون معظم النواب فيه من فلسطين المحتلة؟ وسيكون فيه رئيس الوزراء المنتخب من فلسطين أيضاً؟ \  أليس هذا يطر للمؤامرة؟، خصوصاً أنك تعلم أن 70% من سكان الأردن هم من فلسطين المحتلة!\ طبعاً، أنا مع حق المواطنة كاملة ومع حق التجنيس من أجل الحصول على حقوق بقية المواطنين في العمل والخدمات وغيرها.\ وهذه حقوق لا يعترض عليها أي أحد

وهذه القصيده ردي حول نفس الموضوع

ابن الأرض أنا
 
في ذاتِ صباحٍ
وَقَفَتْ قُبّرةٌ تَطْرُقُ شُباكي
ففتحتُ الدّرْفةََ مُبْتهِجاً
أهلاً أهلاً
فَزِعَتْ مِنْ أهلاً
وَجِفَتْ خافتْ طارتْ
ثمّ بِسُرعةِ طيرٍ جَبَليٍّ
عادتْ حَطّتْ عَنْ بُعدٍ مني
قالت وَالْرَيْبَةُ في عينيها
مَنْ أنتَ أجبني ؟؟
فَأَجَبْتُ بِصوتٍ مُنخَفِضٍ
كَي أُخفي الدَّهْشَةَ مِنْ عيني
إذْ كيفَ لِقُبَّرَةٍ لا تعرفُ أصْلي
لا تعرفُ عني
ابنُ الأرضِ أنا
وَكَذلكَ صاحِبُ هذي الدارْ
 وهنا عمي وأخي وابني
فَهُنا عِشنا وهُنا نِمْنا وَهُنا قُمْنا
 وهنا يَرْقُدُ جَدّي
وهناكَ تَرى بَعضَ قبورٍ
تَحكي قِصَتنا
وتقولُ القصةُ لوْ تُصْغي
 
كانتْ هذي الأرضُ لنا
 مُذْ خلقَ اللهُ الكَوْن
فَلقدْ كُنّا بَعضَ بُذورٍ في تُربتها
وَامْتزَجَتْ روحُ البَذِراتِ بِطينَتِها
وَيُقالُ بِأنّ الروحَ لَها
مَقْدِرَةٌ في الإخْصابِ بِلا عَون
فَانْبَثَقَتْ مِنْ رَحَمِ البَذِراتِ جُذور
وَسَقاها اللهُ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ مِنْ مُزْن
وَيُقالُ بأنّ الغيثَ أتَى
مَحْمولاً بِغُيومٍ تَحْمِلُ أسْماءَ الْذاتْ
إذْ أوْحَى اللهُ إليها
أنْ تَسْقِيَ تلكَ الأرض وتلكَ البَذِراتْ
وكذلكَ كانَ الأمْرُ وما شاءَ الرحمنُ يكونْ
ويقالُ بأنّ البذرات انْشَقّتْ نِصفينْ
خَرَجَتْ أُولاها فوقَ الأرضِ بهيئةِ إنْسانْ
وَتَجَلّى الخالقُ في خَلْقه
وَحَباها لوناً حِنْطياً مِنْ لونِ الأرضْ
لوناً أَخّاذاً فاقَ جَمالاً كُل الألوانْ
هَوَ ذاكَ أنا ابْنُ الأرض
هو ذاكَ أَنا الإنسانْ
 
وَهُنا أُنْهِي سَرْدَ الجزء الأول من فصلي
 
وَنَظرْتُ إلى قُبَرَتي أسألها
أَتَُرانِي أَسْهَبْتُ كثيراً في قولي
فرأيتُ الدّّهْشَةَ لا زالت في عينيها
فأجابت لا بأسَ ولكن !!!
فَعَرَفْتُ بِأَنّي وَلَعَلّي
لا بُدَّ لِتوضيحٍ آخرْ
 إذْ كيفَ لِقُبرَةٍ أنْ تَعرفَ تاريخي
أو بَعضَ أُصولِيَ إنْ لمْ تَشهَدْ
 مَوْلِدَ أولَ فَصْلٍ مِنْ فَصْلي
 
ويقالُ بِأنّ النصفَ الثانِيَ مِنْ تلكَ البَذِراتْ
امْتَدّتْ أذرعها في الطولِ وفي العرضِ مِنَ الأرضْ
ثُمّ انبثقتْ خَرجَتْ في شكلِ نَباتْ
مِنها مَنْ صارَ وُروداً زهراً أو فُلاً
وَتَشَكَّلَ في أجملِ ألوانْ
 مِنها مَنْ صارَ جِناناً أفنانْ
مِنها مَنْ خَرجتْ وَنَمَتْ أشجارا صِنوانْ
 وهنا أوحى اللهُ لنا بِرِعايتها
لوْ كُنّا نَرْغَبُ فيها
لِتكونَ لنا أوطانْ
 
 فبقينا فوقَ الأرضِ لِنحميها
 نزرعها حَباً حُباً نسقيها
فَهُنا قامَ أبي بِزراعةِ ذاكَ الوادي
زيتوناً دُراقاً كُمّثرى
وَتَرى أيضاً فيها أنواعاً أُخرى
أشْجارُ الوادي كَبُرَتْ
عاشتْ في حُبٍ وحنانْ
ومَرَرْتُ بِها في ذاتِ صباحٍ مِنْ ذاكَ الصيفْ
فرأيتُ الأشجارَ تَميلُ بِلا ريحٍ تَحْنيها
فعرفتُ بأنّ الإيماءَ تَحِيَّةُ أشجارٍ
كانت في الموسمِ تُحْييها
للقادمِ مِنْ أصْلِ البذرات لِيَسقيها
 
ونظرتُ جَلِياً فإذا بي أعْرِفها
وَتَشابَهَ فينا في الشكلِ وفي الأصْلِ صِفاتْ
إذْ خَرَجَتْ لِكِلانا مِنْ روح البَذِراتِ حياةْ
ويقالُ سَنبقى في بَوْتَقَةٍ تَجْمَعُنا
إنْ أحياءاً في الدنيا
 أو حتى إنْ صرنا بَعْضَ رُفاتْ
 
فَلِذا أيْقَنتُ بِأنَّ الأشجارَ كذلك تَعرفني
ولذلك لا تعجبْ إذْ قُلتُ بِأنّي
بَعضُ الأحيانِ أُخاطِبها
فَتردُّ عَليَّ الأغصانُ عَلى اسْتِحْياءْ
وإذا هاجتْ فيَّ الأشواقُ أعانقها
فَتَمُدّ إليَُّ ذراعيها وبلطفٍ تحضنني
 فأُحِسُّ بِدفءٍ أَبَويٍ يَسْري فيّ
تغمرني حباً عِرفاناً ووفاءْ
وتقولُ بِأُذنِيَ في هَمْسٍ
 أبُنيّ
مَنْ كانَ يعيشُ بِلا حُبٍ
أو يُمْضيها هَجْراً وَجَفاءْ
فَلْيَعلَمْ فَلِكُلِ حياة موعِدها
سَتَؤولُ نِهايتها
وَبِلا شَكٍّ لِزَوالٍ وَفَناءْ
 
 وَهُنا سَأزيدُ بشيءٍ مِنْ بعض القولْ
وَأفيضُ بآخِرِ َشرْحٍ للفَصلْ
يا هذا القابِعَ في صَوْمَعَةٍ من ْوَهمْ
وَتُحيطُ بِنَفسكَ في ظُلماتِ الليلْ
وتخافُ بِأنَّ الأرضَ تَضيقُ عَليكَ بِما رَحُبَتْ
لوْ جائَكَ طيرٌ يبحثُ عَنْ قوتٍ
 لِصِغارٍ ما عَرفوا مِنْ جوعٍ
 طعمَ النومْ
فَتشيحُ بِوجْهِكَ مِنْ بُخلٍ أوْ جَهلْ
وتصيبك حالةُ هَمٍّ أو غَمْ
وتخافُ مِنَ الطيرِ إذا هاجرَ مَسْكَنهُ
لِيَحُطَّ بِأرضِكَ أو يسكُن في قِنٍ أو خُمّْ
عَجَبي أَوَلا تدري كيفَ الأشجارُ تُعَلِمُنا
كيف يكونُ الحُبُ عَطاءاً وبِلا مَنٍّ أو ذمْ
أوَلَمْ تَسْمَع مِمَنْ يَملِكها مِنْ فوقِ سَماءٍ عُليا
 هذي الأرض لَهُ أَوْرَثَنا إِياها
لِتَصيرَ لنا ولكمْ
أعراباً إخوانناً وَبَنوْ عَمْ
 
مازن الصالح 
                                                         
20/4/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.