الجمعة، 22 أبريل 2016

أه يا حلب الشهباء





أه يا حلب الشهباء

دمشق يا أم العروبة والأصالة وخدود التفاح
بين طيات ثراك أختفت جميع المفاهيم والحياة
وبات كل شيء يحترق بجنون
وأنقطعت عنك الأرواح التي كانت تلهم الكيان
وتلهب الشغاف وتنقش جدرانك بالجمال كنقش الحناء
أيتها الشهباء أيتها العربية أيتها الأم الحنون
لم يبقى بين روابيك وضفافك وسماءك
طير ولا نجم في السماء
إلا وناح وأن أنين الجراح وسط الأحشاء
لم يبقى بين روابيك من يتجول بذاك البهاء
سوى أرواح مرعوبة وأشباح
ودماء تسيل كسيل جارف
بالمسك والعنبر والريحان
أه يا حلب الشهباء يا حلب الوفاء
تحولت سهولك وجبالك الخضراء
وقصورك العامرة بالتاريخ والحضارة
لكومة من رمال وحجارة سوداء
كل شيء فيك يصرخ بالآه
ويرد الصدى بالآنين
يمزق الحشاء
آه يا شام يا أم الحنان يا أمنا الشهباء
الغدر والقنص من أعداءك يختبىء في روابيك كالوباء
والمرار والقهريحتل زوايا الروح والآحشاء
والخيانة العظمى من الأحبة لم تسمح باقامة بيت العزاء
فكل شيء بات واضحا للعيان
أنه إدمان على الذل والعار والسجود لتلك الأصنام بغباء
آه يا شام يا حلب الشهباء
ألا تعلمي أنه لا نخوة ولا شهامة في قلوبهم
والغدر بات يهرول ويتجول في دمائهم
كالوحوش الكاسرة وإدمانها نهش القلوب قبل الآحشاء
آه يا حلب الشهباء
لم تشفع لأطفالك عروبتك ولا قلبك المليء بالوفاء
كلهم تأمروا على جسدك الطاهر كطهر مريم العذراء
آه يا حلب الشهباء
أخبريهم أين الرجولة أين الشهامة
حين تقتل طفل وتدمر مدينة
أين الشهامة والفخامة
حين تهتك عرضك
وتنهب وطنك
وترعب طيورك
وتهجر علماؤك
آه يا حلب الشهباء
ألا تعلمي أن الشهامة ماتت والضمائر تعفنت
والأيام جارت كالبشر وأكثر
وبات الغدر ينهش الآجساد والعقول
والليل بات ظلام من ظلمهم وعقولهم الجرباء


يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.