السبت، 23 فبراير 2013

الذرية الصالحة والطفولة..




الذرية الصالحة والطفولة..

أيها الأخوة والأخوات هبة الذرية الصالحة من الله لنا هي من ضمن الهبات والنعم الكثيرة التي وهبنا إياها من ضمن النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى . فكانت هبة الذرية من أحب النعم وأجملها وأزكاها على قلوبنا جميعا فلنحرص عليها كحرصنا على عيوننا .

تمعنوا في قول الله سبحانه وتعالى: "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور*أو يزوجهم ذكرانا وأناثا ويجعل من يشاء عقيما أنه عليم قدير". سورة الشورى

فهذه الهبات ليست في كل بيت موجودة ومعظمنا يتمناها فمن وهبه الله هبة الأولاد سواء من الذكور أم من الإناث حافظوا عليها محافظتكم على عيونكم علموهم وربوهم أحسن التربية جعلهم الله لكم قرة عين في حياتكم حتى الكبر
لا تميزوا بين الذكور والآناث في المعاملة والتربية والتعليم والمنح والعطاء والمكافأت.. كلهم هبة الله غيركم محروم من هذه الهبة ..الحمد والشكر على جميع هباته وعطاياه لنا ولكم ..

لا ترسلوهم إلى الشوارع والحارات يضيعون أوقاتهم بل أصنعوا منهم ومن مواهبهم ما يحبون وما تحبون لهم من الخير والمسرات ..سواء من الذكور أم من الإناث.. فلا تجعلوا منهم أضحوكة بين أقرانهم ومجتمعهم ليقوموا ببعض الأعمال البهلوانية لجلب بعض المال لتكمل حياتك فواجبهم منذ الصغر عليك أيها الأب وأيتها الأم وعليكم تقع مسؤولية تأمين طلباتهم مهما كانت .. لا تدفعه دفعا للشارع بل إدفع به للمدارس ليتعلم ويصبح في المستقبل شيء تفخر به إدفع به لمدارس حفظة القرآن ليتعلم القرآن ويعلمه بدل دفعه بقسوتك وتعاملك الخشن للأرصفة الشوارع والأنحراف والتهور.
فمن أطفالكم من هم مبدعون متميزون عن أقرانهم ساعدوهم على تنمية مواهبهم لينجحوا ويعتلوا منصة النجاح والتفوق والأبداع . لا تتركوهم للشوارع لهدر وقتهم وضياعهم لترتاحوا من شقاوتهم ومشاغباتهم في البيت.. أنهم فلذات أكبادكم ..
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.

لا تغرسوا في نفوسهم عدم الثقة بالنفس وفي مقدراتهم ومواهبهم.فلا تنظروا إليهم بعين واحدة بل دعو عيونكم تمتلىء بهم وتعرفوا حقيقتهم وما هي مواهبهم وما هي مقدراتهم وما هي أمالهم وأحلامهم .لتساعدوهم على تحقيقها والوصول إليها بكل يسروسهولة . لتفخروا بهم ويفخر بهم مجتمعكم والوطن.

لا تجعلوا من غيرتكم عليهم وخوفكم عليهم العائق الأساسي لموت إبداعهم ودفن مواهبهم في تربة الخوف والرعب من المجهول
بل أنهضوا بهم واغرسوا الأمل في حناياهم وعززوا من ثقتهم بأنفسهم قبل كل شيء فاأي عمل وأبداع يحتاج منكم للمتابعة ومتابعة مدارسهم والقائمين على تعليمهم من أجل الرقي والأرتقاء بهم في تعليمهم وتنمية هواياتهم ومواهبهم في شتى مناحي الحياة .
فلا تجعلوا من أطفالكم يعشقون التسكع على أرصفة الضياع والتهور والطيش والضياع ليصلوا إلى أرصفة البطالة عند الكبر بسبب خوفكم عليهم أو بسبب التكاليف المادية التي تكلفكم نظير رقيهم ومتابعتهم فلا تجعلوا من أطفالكم مدية للتسول والتهوروالأنكسارالنفسي والروحي والإجتماعي .. وأنتم قادرون على الآرتقاء بكم وبهم في ذات الوقت.

افخروا بأي مجهود أوعمل يقوم به أطفالكم وأثنوا عليه بالشكر والمديح لا تقتلوا الفرحة في أعماقهم ولا توئدوا البسمة على الشفاه ولا تجمدوا القلوب من شدة الخوف والرعب منكم لو فشلوا في عمل بسيط ولم يرقى بمستوى تفكيركم أنتم
فلا تنسوا أنهم أطفال يلزمهم الوقت الكافي والجهد من الطرفين ليكونوا كما تريدوا وتفخروا بهم ويفخر بهم مجتمعهم ووطنهم ، يؤلمني جدا مشاهدة طفل يبيع في الشارع وباقي أقرانه في ذات الوقت على مقاعد الدراسة ينهلون من منابع العلم .
فأكرموا عطايا الله لكم كما أكرمكم بهم.

الشاعرة والكاتبة / يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.