يا وطني هؤلاء اعدائك
أسفة اقولها يا وطني
يا سيدي
ان …
جميع أعدائك قابعون بين زواياك وخارج ثراك
وراس الأفعى الأحتلال الغاشم يرتع في رباك
كل يوم يشيد المستوطنات ويهدم قراك
سياسيون يقفون على ابواب التسول بإسمك
حكام ظالمون وفاسدون يتأمرون على ثراك
وينظرون بعيون ليست غيورة على مقدساتك
تهان تدنس في الصباح والمساء
واصفاد تقيد الأعناق والمعاصم حتى الأختناق
قوانين أمريكا وقطتها المدللة إسرائيل تحكمنا وتطبق علينا الخناق
وجوقة تعزف الحانك الحزينة وتخفي أغانيك السعيدة
هم من كان سبب نكبتنا وهجرتنا خارج ثراك
هم من باعوك وكانوا سبب نكبة أطفالك
ورميهم على ارصفة البترول
وبين دروب الغربة المتعرجة طوال
الــــ اربع وستون عاما مضت كانت كالزمهرير ..
كل هؤلاء أعدائك يا سيدي..
يا سيدي اسفة اقولها وأتشدق بها
(1)
آآآآآه والف آآه يا وطني جميع هؤلاء اعداءك
لم أتوقع هذا الكم الهائل من الطعنات في الخواصر
تعالوا اسرابا كالطيورالبيضاء النقية
تعالوا كالنوارس البحرية المهاجرة
ننصب محاكمة عادلة
تعالوا نحكم على ارواحنا أمام صحرائنا الجرباء
ونزرع بين كل دبابة ومدفعية ولغم شبل فدائي
وسنرى كيف ينجوا منها ولا يركع
(2)
يا سيدي اسفة
قالوا كيف نكون شرفاء في الصباح والمساء
ومناخير حكومتنا ممدودة كاسطوانة المدفع
في كل شبر من أجسادنا
تقتلع الأخضر واليابس من أعماقنا
وتجفف آبار ارواحنا
ولا تبقي لنا ما يروي الظمأ بعد صيامنا
(3)
يا سيدي اسفة
أخبرونا ذات مساء غير عادي
أن القادم سيكون هوالأخطر والأعظم
فكيف بنا نزج بايدينا قبل بزوغ الفجر
فلذات أكبادنا في آلات العصير
لنعصر منهم نفطا وقطرانا
ولنخرج من بطونهم ذهبا وتبرا
وبعدها نشرب الكاس ولا نثمل
(4)
يا سيدي اسفة
هناك من باعوا الأخضر واليابس
وسط النهار ولا رمشت لهم الجفون
ولا تقلبت جوانبهم في السرير فوق الحرير
وفي الصباح يقفوا مدافعين عن قضايا الكون بكل أمانة
وينسون قضية الوطن مدفونه بين طبقات الطين
ويقولوا بعدها نحن فداك يا وطن العشرة مليون
(5)
يا سيدي اسفة
اصبحت أحزان قلبي بالأطنان
تجمعت مشكلة جبال وهضاب
وتوسدت أعمدة صدري
مستغربة متعجبة
مما تبقى في كؤوس
أواخر الليل الحزين
فالمآذن بكت كالأطفال
وزهرة المدائن
ناحت كالأرامل والثكالى
والمسجد الأقصى يئن ويناجي
كالتي تعاني ولادة عسرة
ولا هناك من سامعين
(6)
يا سيدي اسفة
اصبحنا نزني دون ان يمسنا أنس ولا جان
القهر اصبح يمسنا في الصميم
والعذاب طول المساء يزني بنا دون أدنى مبالاة
والألم ساعدنا في التلقيح
فأنجبنا قردة وسعادين
لا تشبع إلا من قلوب الأطفال والحرائر المساكين
(7)
يا سيدي اسفة
أصبح الصمت حليفنا وصديقنا الحميم
يشاركنا الهذيان والجنون والأحبار الملونة
ولا نعرف كيف ننقش لوحة فريدة لنخلدها أجمعين
(8)
يا سيدي اسفة
مسائنا افرغ جميع قناني الخمر الأحمر
ولم يبقي لنا سوى الحروف الأبجدية
علنا نبني منها وطنا
أو نصنع منها مجدا
ولكن اسفي على عقولنا التي تحجرت
واصبحت كعقول العجول
وقلوبنا اقسى من الصوان
وعيوننا غفلت عن الفاسدين
(9)
يا سيدي اسفة
يا سيدي اسفة من أعماقي
لقد سقط فينا أخر معاقل الحياء
وجفت عروق الدماء
وتقطعت الشرايين التي تغذي الكبرياء
وقبلنا بروح مرحة سلام الجبناء
ولم يعد يرعبنا مشاهدة الدماء
ولا النزف الجاري في جميع الجوار
(10)
يا سيدي اسفة
يا سيدي اسفة اصبحنا نضحك
ونبتسم في وجه قاتلنا
دون اقل عناء
ونركض نقبل فردة الحذاء
ونمسك بيدنا الأخرى قنينة الوسكي
لنسكر ونثمل وننام دون تأنيب للضمير
(11)
يا سيدي اسفة
جيراننا في محن وقهر والصدورعاريات
يا سيدي اسفة لقد فضوا عذريتهن آلاف المرات
ونحن نتفرج بعيون وقحة ونقبض الدولارات
واصبحنا نسوقهن بايدينا إلى بيوتهم مومسات
(12)
يا سيدي اسفة
يا سيدي اسفة لقد سقطت جميع المباديء
وسقطت معها الأقنعة وتطايرت القبعات
ولم يبقى بايدينا ما ندافع عنه
واصبحنا نلهث كالكلاب نقبل الأيادي
من أجل حفنة دولارات وليلة حمرا في افخم الأوتيلات
(13)
يا سيدي اسفة
يا سيدي اسفة سقطت أعمدة ارواحنا
وأنهارت الخيام على رؤوسنا
ولم يبقى لنا ذاكرة ولا ذكريات ولا جدران
لننقش عليها ما هو آت
وحذف ما كان في الماضي مدون
على دفاتر من اوراق تين جافات
كل شيء تلاشى وتسرب من بين أناملنا
كما تتسرب المياه وحبات الرمل من الغربال
ولم يبقى لنا وطن ننام به بلا تعذيب أو ويلات
(14)
يا سيدي اسفة
اصبحنا كاسطوانة علقت في الجهاز
تتكلم ولا تصمت
اصبحنا كالببغاء نتكلم ونقول
كان لنا أوطان
وكان لنا تاريخ
وكان لنا أمجاد
وكان لنا حضارة
تناثرت مع الرياح
(15)
يا سيدي اسفة
لم يبقى لنا ولو حفنة سراب
اصبحنا كقطط الشوارع بلا مأوى
والوطن قابع بالصدور كحجم السماء
واليوم جاؤوا بصك من الأمم المتحدة يقولون اصبح لنا دولة
والوطن ما زال يغفوا تحت وطأة الأحتلال
تحياتي
سوسنة بنت المهجر