تل
الزعتر * ذكرى مجزرة تل الزعتر المؤلمة
ياأنفاس
الفجرالغافي كأغنية حزينة
كغيمة
غريبة سقطت فوق أهداب أطفالنا
ما
حصل في آب الموت لتل زعترنا
أذهلنا
..صدمنا.. صعق أفئدتنا
أمات
القبلة فوق قطرات المطر في سماءنا
وجمد
قطرات الندى على وجنات ورودنا
أسقط
أوراقنا وكسر أقلامنا
وجمد
الحناجر ولجم أنفاسنا
من
نزف وطعن بأيدي بني جلدتنا
حتى
فراشات الفجر المزخرفة كمزهرية جداتنا
بألوان الربيع والفرح في أوطاننا
كسنابل
قمح ذهبية كانت مبتسمة
توشحت بالسواد القاتم إلى يومنا ..
ودرج بأقدامه على ثرى صمودنا
وصبرنا
وتفيأ في ظل زيتوننا
ومات خارج أسوار القدس العتيقة
وتبعثرت أشلائه على أرصفة تهجيرنا
ماذا
نقول وماذا تكتب أقلامنا
وعلى
شفاه فجره البسمة مبتورة
والنظرة
مقهورة كأعماق قلوبنا..
وطيور
السلام ويمامات حينا
باتت تحلق بأجنحة مبتورة في سماءنا
تحوم
وتسأل عن بسمة أطفالنا ..
لتلك اللحظات المؤرخة بدماءنا
وكل أرجاء
المعمورة المنكوبة مثلنا
بعد
كل هذه السنين الراكضة واللاهثة
وفي
هذا التاريخ المؤلم ماذا نكتب وماذا نقول
وما
زالت قلوبنا تتساقط منها
مكلومة
مقهورة ملونة بالسواد القاتم
كوجه
من فعل فعلته الشنيعة
ودروبنا المكلومة كأفئدتنا
وهي
تصدح بالفجر والتهليل لخالقنا
مات
الجمال ومات الفرح بقسوة
بعد أن كان تل الزعتر يذكر قلوبنا
بفطيرة جدتي في طابون بلدتنا
والزعتر
في براري حيفا ويافا
وجبل المكبر وروابي أقصانا
بات تل الزعتر يدمي قلوبنا
ولا
ننسى تلك اللحظات المؤلمة
لمن
قال أننا نسينا مجزرة تل الزعتر
ودسنا
بأقدامنا فوق دماء شهداءنا
ما
زال جرح تل الزعتر مفتوحا
ينزف بغزارة أمطارمنهمرة من سماءنا
ونبتت
له أقدام قوية طويلة
تجوب كل حارة من حاراته سرا وعلنا
وله
أجنحه كطيورالسلام فوق قبابنا
وله
ذاكرة قوية تحكي حكايا
مساءاته
ومأساته ودمع أهلنا
ما
زال تل الزعتر ينزف وجعا ودما
كأنه الآن طعن بأيد خسيسة من جبناء أمتنا
أننا نسينا دماء شهداءنا أو تناسينا
كم
وكم من تل زعتر هدم وقتل
وشرد من فيه وبات كأنه لم يكن يوما
طالت تلك القلوب المنتهكة لحرياتنا
اللعنة
اللعنة ليوم يبعثون
لكل من كان سببا في مأساتنا
والحرية
الحرية لكامل فلسطيننا وأقصانا
والمجد
والخلود لشهداء زعترنا