أيها الموت توقف قليلا
لم يتوقف نبض أشواقي لأحبابي
ولم يألف قلبي النسيان أو التناسي
أيها الموت توقف قليلا
أريد أن أخشع قليلا
في محراب أقصانا
وأدعوا الله بنحر الأعداء كالخراف
على أعتاب القهر والظلم
وتركهم للطيور الجارحة
لتنهش أحشائهم
لم أنسى يوما جدائل المرابطات
في حياض الأقصى
حين مرغوا أنوفهن
في وحل وطين المتأمرين
ولم أنسى عيون الشمس
قبيل الأصيل
التي ذرفت دمعها مدرارا
على دماء الشهداء
وأطفالنا الأبرياء
وحقائبهم المدرسية
ملطخة بالدماء الطاهرة
ودفاترهم وكتبهم المتناثرة
ولم أنسى يوما الأرواح الأبية
المحملة على أجنحة الطيور
بأكفان الرحيل الأبدي
تمهل قليلا أيها الموت أيها الفاجعة
ما زالت روحي تطوف
في كل شوارع بلدي
وحاراتها وأتوقف قليلا
تحت ظلال أشجارها
أعيد ذكريات طفولتي
وشقوتي وتسلق أغصانها
ما زالت الروح صامدة
لا يكسرها صمت الجدران المنهارة
ولا نباح كلاب جلادها وسجان سجونها
ما زالت الروح تحلم وتحلم
بالعودةواللقاء بأطياف أحبابها
فوق ثرى أجدادنا الطاهر
لم أنسى يوما عطر الحقول
والبيادر والحصاد واناشيد الفلاحين
ولو أنني أع
لم أن كل ما أشعر به حلم
وأنني على حافة القبر إلا قليلا
ما زالت نسائم الفجر والليل الساحر
تحملني الى محطات الحنين والشوق
لاتنفس عبق أرض أجدادي ومسقط رأسي
والقي التحية وأنثر عبق الورود
على أحبابي في الله في كل أسقاع الأرض.
الشاعرة د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر