أيها العام الحزين
يبدوا لي أن العام ٢٠٢٠ لم يحب الرحيل
قبل أن يهمس لي ويغرق فؤادي بالوجع والحزن على رحيل الكثير من الأحبة وقبل أن يهمس
في أذني أنك كالأخرين سترحلين يوما ما
أيتها الحسناء صبرا صبرا علك تتوهجين ولا يعلم أنني أتنفس الصديد من جرحي الدفين
أبكي وطني وثراها يبكيني وجرحي يتجدد كالزهر في نيسان ولا يفوح منه الأريج .
أيها العام الحزين ليتك تعلم أنني اتقنت عزاء روحي
ونفسي وأتقنت هدهدة آلامي بهدوء حتى
بات
قلبي مبطن بوخزات مؤلمة حد آنين
الثكالى
والأعماق كجوف بئر جف فيه الماء وبات
مهجورا
عشقت جميع الألوان الأخضر
لون سهول وطني والأحمر لون دماء الأوفياء وشهداء النخوة والمقاومة والأبيض
لون النقاء والصفاء وفاقهن الأسود حتى
تلونت حياتي
وتوشحت بالسواد حتى سكن حنجرتي مرار
العلقم وانحدرت من عيني قطرات دمع كزمهرير كانون
وتلك الليالي الشتوية الطويلة حتى بات
فؤادي كالبنفسج الحزين ..يتفتح ويذبل ولا يزهو الا مع الاحزان والأنين .
آه يا زماني باتت أنفاسي وروحي مليئة
بجراح
أشبه بجراح الوطن مخضبة بأنين الثكالى
وتلك المكلومة في عشيرتها حين سقطت
الخيمة
فوق رأسها فكسرت عمودها الفقاري .
وسنابل القمح تتأوه في سفوح الروح
والآشواك قد نبتت في كف البراءة وطعنت الخاصرة
بنصل الصبر وكسرت جسور الأمل ..
والروح قد أمتلآت بأكواب طفحت من
تجاعيد الألم
و القهر وأنين المساء وهي تصرخ وتصيح والصوت غير مسموع من نوافذ الروح الموصدة ..
كيف السبيل لكنسها وغسل الروح مما
اعتراها
وكل شيء بالجوار ينذر بالخطر والأفول
وذبول الربيع وشحوب الخريف
..
الدماء من العروق والشرايين نزفت وسالت
كأنها أودية من مطر الشتاء انهمرت
وكل شيء تجمد في الآطراف
وأصبح يعزف تراتيل الفراق و الرحيل ..
القادم أصعب لا يستحمله عقل ولا قلب
اجعلوا لي من زادكم والتضرع الى الله
قليلا
علني أعود وأرتل لوطن سكنني ولم أسكنه
سوى بضع سنين من طفولتي ..
الشاعرة
والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد
الرفاعي
سوسنة بنت
المهجر
عضو إتحاد
الكتاب الأردنيين
عضو إتحاد
كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية
عضو الاتحاد
الدولي للأدباء والشعراء العرب
عضو مجلس
الإعلام الفلسطيني