هل الإنسان مخير أم مسير ؟
♥
♥
♥
♥
♥
و إذا كان مسيرا فلماذا يحاسب على
أشياء قد كُتبت عليه ؟
الإنسان مسير فى بعض الحالات ، مخير فى
بعض الحالات الأخرى ، ذلك لأن الإنسان
كائن يمتاز عن بقية الكائنات بالعقل
و الفكر و هو مناط الاختيار بين
البدائل ، وعليه فإن الشىء الذى لا
بديل له ، لا فكر و لا اختيار فيه ، لأن
العقل هو مناط اختيار البدائل
والشىء الذى لا بديل له لا اختيار
فيه .
فما معنى الفكر ؟
الفكر هو المقياس الذى يميز به بين
البدائل و الأمور الاختيارية ، من
الممكن أن تفعلها ، أو لا تفعلها ،
وما دام البديل موجودا وعقلك حاضرا ،
فلك أن تفعل أو لا تفعل .
و محل التخيير و انتقاء البدائل منوط
بالعقل ، لذلك فإن فاقد العقل لا يكلف
من الله ، و كذلك المجنون و المعتوه
( إذ التكليف و الحرج مرفوع عنه لأنه
لا محل و لا موجب له ) .
لقد خلق الله الإنسان و لا حيلة له فى خلق
نفسه و يميته أيضا و لا حيلة له فى
موته ، لأن هذا قدر الله ، و ذاك قدر الله
أيضا ، و لا ينفصل قدر عن قدر ، و
إنما جعل الله الإيمان اختياريا .
ذلك لأن الله سبحانه و تعالى يحب أن يحبه
عبده ، و يقبل عليه مختارا غير مجبر
، و يتمنى الحق تبارك و تعالى أن
يحبه عبده ويتعلق به ، و هو قادر على
عصيانه ، و الابتعاد عن جادته .
الإنسان مخير و مسير ، أما كونه مخيرا
فلأن الله سبحانه أعطاه عقلا و سمعا و
بصرا و إرادة فهو يعرف بذلك الخير من
الشر ، و النافع من الضار و يختار ما
يناسبه ، و بذلك تعلقت به التكاليف
من الأمر و النهى ، و استحق الثواب
على طاعة الله ورسوله ، و العقاب على
معصية الله ورسوله .
و أما كونه مسيرا فلأنه لا يخرج
بأفعاله و أقواله عن قدر الله و مشيئته
، كما قال سبحانه :-
" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "
و قال سبحانه :- " لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ
يَسْتَقِيمَ " —— " وَ مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ
يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " —– و قال
سبحانه :- " هُوَ الَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ
وَ الْبَحْرِ " . و في الباب آيات كثيرة
و أحاديث صحيحة كلها تدل على ما
ذكرنا لمن تأمل الكتاب و السنة .
وبالله التوفيق . و صل الله على نبينا
محمد ، وآله و صحبه وسلم
—– لـ فضيلة الشيخ متولى الشعراوى
—– رحمه الله ^^
♥
♥
♥
♥
♥
و إذا كان مسيرا فلماذا يحاسب على
أشياء قد كُتبت عليه ؟
الإنسان مسير فى بعض الحالات ، مخير فى
بعض الحالات الأخرى ، ذلك لأن الإنسان
كائن يمتاز عن بقية الكائنات بالعقل
و الفكر و هو مناط الاختيار بين
البدائل ، وعليه فإن الشىء الذى لا
بديل له ، لا فكر و لا اختيار فيه ، لأن
العقل هو مناط اختيار البدائل
والشىء الذى لا بديل له لا اختيار
فيه .
فما معنى الفكر ؟
الفكر هو المقياس الذى يميز به بين
البدائل و الأمور الاختيارية ، من
الممكن أن تفعلها ، أو لا تفعلها ،
وما دام البديل موجودا وعقلك حاضرا ،
فلك أن تفعل أو لا تفعل .
و محل التخيير و انتقاء البدائل منوط
بالعقل ، لذلك فإن فاقد العقل لا يكلف
من الله ، و كذلك المجنون و المعتوه
( إذ التكليف و الحرج مرفوع عنه لأنه
لا محل و لا موجب له ) .
لقد خلق الله الإنسان و لا حيلة له فى خلق
نفسه و يميته أيضا و لا حيلة له فى
موته ، لأن هذا قدر الله ، و ذاك قدر الله
أيضا ، و لا ينفصل قدر عن قدر ، و
إنما جعل الله الإيمان اختياريا .
ذلك لأن الله سبحانه و تعالى يحب أن يحبه
عبده ، و يقبل عليه مختارا غير مجبر
، و يتمنى الحق تبارك و تعالى أن
يحبه عبده ويتعلق به ، و هو قادر على
عصيانه ، و الابتعاد عن جادته .
الإنسان مخير و مسير ، أما كونه مخيرا
فلأن الله سبحانه أعطاه عقلا و سمعا و
بصرا و إرادة فهو يعرف بذلك الخير من
الشر ، و النافع من الضار و يختار ما
يناسبه ، و بذلك تعلقت به التكاليف
من الأمر و النهى ، و استحق الثواب
على طاعة الله ورسوله ، و العقاب على
معصية الله ورسوله .
و أما كونه مسيرا فلأنه لا يخرج
بأفعاله و أقواله عن قدر الله و مشيئته
، كما قال سبحانه :-
" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "
و قال سبحانه :- " لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ
يَسْتَقِيمَ " —— " وَ مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ
يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " —– و قال
سبحانه :- " هُوَ الَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ
وَ الْبَحْرِ " . و في الباب آيات كثيرة
و أحاديث صحيحة كلها تدل على ما
ذكرنا لمن تأمل الكتاب و السنة .
وبالله التوفيق . و صل الله على نبينا
محمد ، وآله و صحبه وسلم
—– لـ فضيلة الشيخ متولى الشعراوى
—– رحمه الله ^^
منقوووووووووووووول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.