نفس مبعثرة وحروف حارقة
الحقيقة لا أعلم هل يجوز أن نهنئ أنفسنابالعيد
وعيوننا تشاهد أخواننا المسلمون في سوريا وبورمايذبحون ذبح النعاج وأضاحي العيد؟!
فاي فرحة واي عيد سنشعر به ونزيف وشلال الدماء لا يتوقف لحظة واحدة؟؟!!
اي فرحة واي عيد ونحن نشاهد عيون الأطفال تقلع من محاجرها بلا مبالاة وبدماء باردة؟!
اي فرحة واي عيد ونحن نشاهد الرجال يعلقون من عرقوبهم كالخراف في كل لحظة
اي فرحة واي عيد ونحن نشاهد أمهاتنا تسبى وتغتصب والعالم يشاهد بعيون وقحة ما يحدث ويجري ؟؟!!
هذه الأيام تتكرر مشاهد كثيرة في حياتنا وإن تغيرت الوجوه والملامح ، يتكرر الحقد والقسوة والأبادة ومص الدماء وسفكها بروح باردة كالصقيع وإن تباعد الزمن والتوقيت ، في ايامنا يكثر المنافقون والمنتفعون والمتسلقون وعلى حساب من على حساب المستضعفين منا نحن المسلمين .. فزمن التتر أحتاج المسلمون والمستضعفين إلى قادة ومشايخ حكماء وعلماء ناصحين ليقودهم وينصرونهم ويذودوا عنهم الأذى والسفك والقتل والدمار ويحكموهم بالعدل .واليوم بلادنا وخصوصا سوريا يلزمها واحد أمثال المظفر قطز لينهض بها ويخرجها من سفك دماء ابريائها يلزمها علماء حكماء ومشايخ صالحين لآن قيمتهم تبرز في الأزمات والصعوبات . مأساة أحبتنا وأهلنا في سوريا هي مسؤوليةجميع المسلمين ، أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، بالدعاء والأغاثة والعون والتسلح وبكل ما أتيت من قوة ، لآنه لا يجوز قتل النفس بغير حق وجهارا في نهار رمضان وغير رمضان ..أحبتي على قدر ايماننا تكون مواساتنا ومؤازرتنا فإن ضعف إيماننا ضعفت مواساتنا فاين أنتم من مواساة رسولنا الكريم ، كان رسولنا الكريم أعظم الناس حرصا على مواساة اصحابة لقد واساهم في بردهم وحرهم وجوعهم وجميع أزماتهم ..
أخواني أخواتي لماذا لا نكون حزمة واحدة عصبة واحدة في وجه عدونا لقد أجتمع على أخواننا في سوريا قسوة العدو والجوع وجميع الجوار.. فأهل النفاق والباطل يقفون صفا واحدا كأسنان المشط ضد اهل الحق، ضد المسلمين والأطفال الأبرياء ،
الستم أولى بهذه المؤازرة وهذا الولاء لهؤلاء المستضعفين ؟!
أصبح الياسمين والفل والمنثورالدمشقي أسما نفخر فيه ونلصقه مع حروف الوطن لأننا نفخر به ونقدره ونعزه كالوطن الأم ، فاضعه في كفة العشق وحب الوطن،أصبح يخيل لي أنه وجه واحد لعشق واحد ؟؟!! ولكن زماننا جمع بين جنباته الرطوبة والعفونة والياسمين يعيش في اصعب الأجواء واحلكها ويجعل المكان شهيا طاهرا نقيا بعطره والوانه النقية البيضاء الناصعة .. ولكن منذ ايام وشهور ومنذ أن سحقت سوريا واطفالها كرهت الياسمين والفل والمنثور والوانهم البيضاء الناصعة اصبحت أعانق الرطوبة واضمها بين صدري وعمقي ، وأخاف من بني البشر( بني الأنسان ). لأنه من شيمهم الغدر والخيانة والحقد والقسوة والظلم.. والقسوة على لاقلوب البريئة الضعيفة ..
أصبحت ارتعب من وجودهم في حياتي ودنيتي لأنهم أصبحوا قاب بشر أو حيوان.. فاصبحت أعانق وأقبل الرطوبة بحب وشراهة ..
للأسف اصبحت ابكي في أعماقي وكتاباتي جريحة دامعة الحروف مبعثرة متناثرة في جميع الأرجاء. فلا أحد يريد أن يسمعك ولا يساعدك ولا يأخذ بيدك وكأنك لست بشر من لحم ودم .. اصبحت ابكي الصمت أريد أن اصرخ في الزمن والأيام ولكن أعرف وأعي جيدا لا يريد أحدا أن يقف دقيقة ويصغي لما نشاهده ونسمعه ولا تريد القلوب الاقوى لملمة القلوب الجريحة رتق جراحها النازفة
الطفولة تصرخ وتنتحب والبراءة تصرخ وتناجي، والطيور في السماء صمتت عن التغريد والأشجار تحاتت أوراقها قبل الأوان شاخت وهرمت وشابت من هول ما رأت وشاهدت من قسوة البشر وتحجر قلوبهم على بعضهم.. باتت العلاقات بين البشر اشبة بعلاقات الحيوان مع الحيوان أعزكم الله وأجلكم قدرا
ترفض أنفاسي وأعماقي رفضا قاطعا أن تكون من ضمن أعداد القطيع الذي يتنفس ويستنشق ثاني أوكسيد الياس والأحباط وتكسير الأجنحة وغمر النفوس بوحل الأنكسار كما تفعلها نفوس وأرواح من هم حولي وحولك . أنهم كثيرووووووون ..
لقد هجرت من وطني فلسطين وأنا بعمر الزهور أذكر كيف كنت العب بحجارتها واقطف ورودها والعب بحاراتها ،ولكني عشت في سوريا الحبيبة سوريا الحرة زمان طويل ونهلت من نبعاتها وأكلت من خيراتها وتجولت بين حاراتها وتنسمت هوائها ،وهي الآن تدمر أمام عيوني بايدي السفاح الملعون لقد اشتقت إليها أشتياقي لطفلي وأشتياقي لوطني وأكثر، أشتاق لدمشق وأحيائها وحي المهاجرين والغوطة ونبع بردى وسوق الحميدية والمسجد الأموي ولكل زقاق فيها.. إن قلبي ينزف لما يحدث لها ما زال لنا فيها أحبة واخوة تحت الحصار والدمار قابعون ربنا ينصرهم ويحررهم من ايدي الظالم الجبارالسفاح وزبانيته..
من حولي يستغربون كيف مازلت أقف في وجه الأعاصير والبراكين الثائرة وامواج البحار الهائجة..
بعضهم يتعجب كيف لا أخاف من لحظات الأستسلام والضعف القاسية المريرة ؟؟!!
أحبتي أقولها لكم صراحة أني أحب تلك اللحظات التي مررت بها وأحترمها واضمها لصدري بكل حب ونقاء ولا أخافها ابدا أنها تذكرني أنني ما زلت بشرا من روح ودم وكيان .. تشعرني بعد ضمها وحضنها لقلبي أنني كبرت ألاف الأعوام وأنه نبتت لي أجنحة كبيرة تساعدني على الطيران وتمنحني قوة عجيبة في جسدي وتمردا وعصيانا على كل ما هو مخالف لشريعتنا وأمور حياتنا المستقيمة..
اشعر أحبتي أني أصبحت كعنق يتدلى منه الوطن في كل حلم من أحلام الطفولة الضائعة .. في زمن اصبحت تذبح فيه الروح المتعطشة للحرية والكرامة .. أحبتي ذبحت غزة وغيرها من المدن والقرى تحت أعين الأمة بأكملها ؟؟ وذبحت ليبيا وذبحت اليمن والآن تذبح سوريا الشهباء .. ومازال البعض يعتقد أن فقدان الوطن والمقدسات والأقصى حكر على الفلسطينين وحدهم ؟؟ ولا دخل لمن حولهم بتلك الديار ولا المقدسات ؟؟!!
أنه موت الضمائر الأنسانية في أمتنا وحكامها وربما بعض شعوبها ؟؟ وأصبحت لا تملك سوى الصراخ والعويل في ليل مظلم مغلق الأبواب وفنجان قهوة الصباح مسكوب على الأعتاب، صراخها لن يجدي ولن يفك الرقاب ولن يفيد حتى أشلاء أطفالنا الأبرياء..
الشعوب ثارت على ساستها وحكامها ورؤسائهم الفاسدين ورفضت أمور كثيرة ووقفت كطوابير العيش والسكر والأرز في بعض الدول ولكن ماذاجنت وماذا حققت سوى فتات بعض الأمور
( وكأننا كنا وكانوا بحاجة لكل ذلك) ..
أنهم ما زالوا ينامون في سرائر العواهر والسيقان الممشوقة والخواصر النحيفة .. للأأسف ما زال بعض الحكام متمسكين بحديد ونار كراسيهم وسلطتهم التي هي اشبة بتجارة لا تبور .. وبعض الشعوب لا يملك سوى الصراخ وحرق بخور الكلام في الهواء .. وبعض المشايخ بات يعيش بين فتاوي النفساء والم المحيض والمقنعين باللحى صباح ومساء..
والحكام ما زالوا يرتعون ويتنفسون هواء الوطن بحرية وكرامة
ويضمون في أحضانهم مليارات الدولارات .. وبين الفينة والفينة يفتدون كبشا وذبحا عظيم من بني جلدتهم ومن بين افراد شعوبهم المغلوب على أمرهم ..
أحبتي ما يجري ويحدث هذه الأيام الصعبة المرة على ارض حبيبتنا سوريا ما هو إلا إبادة جماعية وحرب طائفية ، ومؤامرة محاكة من جميع الأطراف، قتل وإستباحة لكل ما يسير على تراب الوطن الذبيح لا يستثنى منها طفل رضيع ولا أمرأة عجوز ولا شجرة تسبح خالقها ولا حجر يقف في الطريق قذائف جماعية تسكب على رؤوس مدن حمص وحلب وجميع الأحياء السكنية في ريف دمشق وغيره من المدن العريقة والتي يشهد لها التاريخ..
وملايين السوريين والأهل هناك محاصرين داخل منازلهم وتحت الأنقاض يئنون ويستنجدون وليس من مغيث سوى الله والأيدي الضعيفة التي لا تقوى على شيء ، إن ما يحدث قتل لآنفس بريئة قتل للطفولة وقتل للأنسانية ..أنه قتل وتدمير وتجويع وترهيب لأنفس ليس لها ذنب سوى أنها تطالب بحريتها وحقها الشرعي في الوجود قتل كل شيء حي قتل كل من قال لا إله إلا الله تدميرعشوائي لمساكن ومساجد يذكر فيها إسم الله ..
يا للهول يا للهوماذا يحدث وماذا يجري ..جثث تتساقط وقلوب تئن وتذبح بلا أدنى سبب والضمائر ماتت وسكتت ولجمت، وإذأ سؤلت باي ذنب قتلت وأزهقت تلك الأرواح التي تجمعت في شوار البلد وجميع الأحياء مشكلة تلال وجبال وأنهار من الدماء تسيل لقد ارتوت المزروعات ونبتت حقول القمح بدماء الشهداء والأطفال الأبرياء..
باللهول يا للهول في اي زمن نحن نعيش ؟
اي زمان مرأغبر هذا ؟ وأي غزاة وطغاة أؤلئك السفاحون؟ هل عاد زمن هولاكو في بلاد المسلمين ؟أم عادت وتكررت ماساة التتر في بلادنا نحن المسلمين على ايدي مسلمين على ايدي من يشهدون ويقرون بالتوحيد.. ( أنها حرب طائفية .. أنهم منافقون )..
والله لعيني تدمع وتنهمر شلالات من الحزن والأسى والقهر مما يحصل ويدور على ارضك يا شهباء، على ارضك يا سوريا الخضراء .. اين قرارات المجالس والهيئات والمنظمات اين تفعيلها وتشكيلها أم هي أحبار على أوراق ؟!
اليس بمقدور تلك الهيئات والمنظمات من وضع حد لما يحدث من سفك وتدمير للأبرياء ..أليس بمقدورهم وضع حد لهؤلاء المجرمين القتلة مصاصي الدماء وكسر ايديهم وأجبارهم على تخطي كل ما يقومون به ، ولكني اقول أنه موت الضمائر الحرة موت القلوب وتعفنها ..أني أتساءل أما زال العالم بأسرة نائم وغارق في أحلامة أ. إنها حرب إبادية .. فالوصع في سوريا اصبح يتخطى الوصف والتوصيف فلم أجد كلمات في قواميس اللغة تصف ما يجري سوى ( هولاكو عاد وايام التتر عادت في بلاد المسلمين )..
أشعر بيني وبين أنفاسي أني ولدت وفي عيوني دمعات متأهبة لبكاء مرير وأنتحاب وطن بأكمله بل الوطن العربي بأكمله.. الفرح والسعادة فيه مذبوحة .. وطن مشتعل بالدم المهدور منذ زمن .. وطن مضرج بالدماء بالأستعماروالأحتلال الوحشي الهمجي .. وطن مضرج بالأحباط واليأس والأحزان والهموم..
أشعر أني ما زلت تلك الطفلة البريئة التي تختبئ خلف اشجار التين والزيتون والبلوط السامقة .. تنظر بعيون زائغة تبحث عن وطن في زوايا الوطن ؟؟ صدقوني اصبحت أعتلي صهوة مسرح حياتنا وألتقي تلك الطفلة بداخلي وأعيشها بقهر وعذاب .. أعيشها بالم وحرقة أعيشها بوطن مضرج بافراح وسعادة كاذبة وأحيانا أترجل كفارس لأعود معها إلى وطن مضرج بخذلان وأحتلال لا ينتهي ودماء كشلالا ت تشرين وكانون ..
لله دركم يا أبنائنا يأابطال الثورة الأبيةلقد نجحتم في جعل ريشة الرسامين والفنانين تنقشكم وتلونكم أجمل من لوحات بيكاسو لقد نجحتم في تخليد اسمائكم وتسطيركم باقلام اشهر الأدباء ..لقد خرجتم لفتح بركان ثورتكم وحناجركم في وجه أبو الهول ذاك الصنم الأصم بشار الأسد وكل أعوانه الخون..
لله دركم خرجتم وانتم موقنين أن النصر حليفكم وأن الله معكم
لله دركم يا أحفاد يوسف العظمة
وابطال ميسلون وشهدائها الأبرار
رحم الله أدبائك يا دمشق وكل من نهل من ماءك وأكل من طعامك
لقد كانت الشام درة للجميع ومنارة للجميع وملهمة الجميع
خسف الله الأرض بالطاغية وزبانيته الملاعين ودمرهم تدميراشاملا لعل الحياة والنبض تعود في عروق وشرايين دمشق وحلب الشهباء لعل الحياة والنسمات العليلة تعود لنهرها الشهير نهر بردى فتدورالسواقي ونواعير
حماة وتخضر أعماق القلوب .
من جديد ويزهر الربيع العربي كما أزهر بباقي البلدان
ولكني اقولها رغم تهجير الألاف من البشر وشلالات الدماء النازفة ورغم الجراح العميقة في النفوس ،ثقتنا بالله لن تتزعزع فنصره أكيد وغير مكذوب إنه نصير المظلومين ونصير الصابرين على البلاء ..إن الله يمهل ولا يهمل واصبحت ايام العقاب قريبة لكل خائن وكل سفاح وكل متأمر في سوريا ما هي إلا ايام قلائل ويسقط كما سقط غيره ..
تحية إكبار وأجلال لأاخواننا في سوريا على صبرهم وتمسكم وثباتهم على الحق ..
إللهم عجل بالفرج من عندك ليفرح المؤمنون بنصرك لهم
اللهم انصر عبادك المؤمنين في كل مكان
إللهم أنصر دينك وسنة نبيك
اللهم أنصر وارحم المستضعفين من عبادك في سوريا وكل مكان من ظلم وقسوة بني البشر المتجبرين ..
اللهم ارحم المستضعفين في سوريا وفلسطين وبورما وكل مكان به قسوة وظلم، وكن لهم عونا ونصيرا
اللهم أنزع ملكك من جبابرتهم المعتدين، وأجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والأكرام..
الحقيقة لا أعلم هل يجوز أن نهنئ أنفسنابالعيد
وعيوننا تشاهد أخواننا المسلمون في سوريا وبورمايذبحون ذبح النعاج وأضاحي العيد؟!
فاي فرحة واي عيد سنشعر به ونزيف وشلال الدماء لا يتوقف لحظة واحدة؟؟!!
اي فرحة واي عيد ونحن نشاهد عيون الأطفال تقلع من محاجرها بلا مبالاة وبدماء باردة؟!
اي فرحة واي عيد ونحن نشاهد الرجال يعلقون من عرقوبهم كالخراف في كل لحظة
اي فرحة واي عيد ونحن نشاهد أمهاتنا تسبى وتغتصب والعالم يشاهد بعيون وقحة ما يحدث ويجري ؟؟!!
هذه الأيام تتكرر مشاهد كثيرة في حياتنا وإن تغيرت الوجوه والملامح ، يتكرر الحقد والقسوة والأبادة ومص الدماء وسفكها بروح باردة كالصقيع وإن تباعد الزمن والتوقيت ، في ايامنا يكثر المنافقون والمنتفعون والمتسلقون وعلى حساب من على حساب المستضعفين منا نحن المسلمين .. فزمن التتر أحتاج المسلمون والمستضعفين إلى قادة ومشايخ حكماء وعلماء ناصحين ليقودهم وينصرونهم ويذودوا عنهم الأذى والسفك والقتل والدمار ويحكموهم بالعدل .واليوم بلادنا وخصوصا سوريا يلزمها واحد أمثال المظفر قطز لينهض بها ويخرجها من سفك دماء ابريائها يلزمها علماء حكماء ومشايخ صالحين لآن قيمتهم تبرز في الأزمات والصعوبات . مأساة أحبتنا وأهلنا في سوريا هي مسؤوليةجميع المسلمين ، أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، بالدعاء والأغاثة والعون والتسلح وبكل ما أتيت من قوة ، لآنه لا يجوز قتل النفس بغير حق وجهارا في نهار رمضان وغير رمضان ..أحبتي على قدر ايماننا تكون مواساتنا ومؤازرتنا فإن ضعف إيماننا ضعفت مواساتنا فاين أنتم من مواساة رسولنا الكريم ، كان رسولنا الكريم أعظم الناس حرصا على مواساة اصحابة لقد واساهم في بردهم وحرهم وجوعهم وجميع أزماتهم ..
أخواني أخواتي لماذا لا نكون حزمة واحدة عصبة واحدة في وجه عدونا لقد أجتمع على أخواننا في سوريا قسوة العدو والجوع وجميع الجوار.. فأهل النفاق والباطل يقفون صفا واحدا كأسنان المشط ضد اهل الحق، ضد المسلمين والأطفال الأبرياء ،
الستم أولى بهذه المؤازرة وهذا الولاء لهؤلاء المستضعفين ؟!
أصبح الياسمين والفل والمنثورالدمشقي أسما نفخر فيه ونلصقه مع حروف الوطن لأننا نفخر به ونقدره ونعزه كالوطن الأم ، فاضعه في كفة العشق وحب الوطن،أصبح يخيل لي أنه وجه واحد لعشق واحد ؟؟!! ولكن زماننا جمع بين جنباته الرطوبة والعفونة والياسمين يعيش في اصعب الأجواء واحلكها ويجعل المكان شهيا طاهرا نقيا بعطره والوانه النقية البيضاء الناصعة .. ولكن منذ ايام وشهور ومنذ أن سحقت سوريا واطفالها كرهت الياسمين والفل والمنثور والوانهم البيضاء الناصعة اصبحت أعانق الرطوبة واضمها بين صدري وعمقي ، وأخاف من بني البشر( بني الأنسان ). لأنه من شيمهم الغدر والخيانة والحقد والقسوة والظلم.. والقسوة على لاقلوب البريئة الضعيفة ..
أصبحت ارتعب من وجودهم في حياتي ودنيتي لأنهم أصبحوا قاب بشر أو حيوان.. فاصبحت أعانق وأقبل الرطوبة بحب وشراهة ..
للأسف اصبحت ابكي في أعماقي وكتاباتي جريحة دامعة الحروف مبعثرة متناثرة في جميع الأرجاء. فلا أحد يريد أن يسمعك ولا يساعدك ولا يأخذ بيدك وكأنك لست بشر من لحم ودم .. اصبحت ابكي الصمت أريد أن اصرخ في الزمن والأيام ولكن أعرف وأعي جيدا لا يريد أحدا أن يقف دقيقة ويصغي لما نشاهده ونسمعه ولا تريد القلوب الاقوى لملمة القلوب الجريحة رتق جراحها النازفة
الطفولة تصرخ وتنتحب والبراءة تصرخ وتناجي، والطيور في السماء صمتت عن التغريد والأشجار تحاتت أوراقها قبل الأوان شاخت وهرمت وشابت من هول ما رأت وشاهدت من قسوة البشر وتحجر قلوبهم على بعضهم.. باتت العلاقات بين البشر اشبة بعلاقات الحيوان مع الحيوان أعزكم الله وأجلكم قدرا
ترفض أنفاسي وأعماقي رفضا قاطعا أن تكون من ضمن أعداد القطيع الذي يتنفس ويستنشق ثاني أوكسيد الياس والأحباط وتكسير الأجنحة وغمر النفوس بوحل الأنكسار كما تفعلها نفوس وأرواح من هم حولي وحولك . أنهم كثيرووووووون ..
لقد هجرت من وطني فلسطين وأنا بعمر الزهور أذكر كيف كنت العب بحجارتها واقطف ورودها والعب بحاراتها ،ولكني عشت في سوريا الحبيبة سوريا الحرة زمان طويل ونهلت من نبعاتها وأكلت من خيراتها وتجولت بين حاراتها وتنسمت هوائها ،وهي الآن تدمر أمام عيوني بايدي السفاح الملعون لقد اشتقت إليها أشتياقي لطفلي وأشتياقي لوطني وأكثر، أشتاق لدمشق وأحيائها وحي المهاجرين والغوطة ونبع بردى وسوق الحميدية والمسجد الأموي ولكل زقاق فيها.. إن قلبي ينزف لما يحدث لها ما زال لنا فيها أحبة واخوة تحت الحصار والدمار قابعون ربنا ينصرهم ويحررهم من ايدي الظالم الجبارالسفاح وزبانيته..
من حولي يستغربون كيف مازلت أقف في وجه الأعاصير والبراكين الثائرة وامواج البحار الهائجة..
بعضهم يتعجب كيف لا أخاف من لحظات الأستسلام والضعف القاسية المريرة ؟؟!!
أحبتي أقولها لكم صراحة أني أحب تلك اللحظات التي مررت بها وأحترمها واضمها لصدري بكل حب ونقاء ولا أخافها ابدا أنها تذكرني أنني ما زلت بشرا من روح ودم وكيان .. تشعرني بعد ضمها وحضنها لقلبي أنني كبرت ألاف الأعوام وأنه نبتت لي أجنحة كبيرة تساعدني على الطيران وتمنحني قوة عجيبة في جسدي وتمردا وعصيانا على كل ما هو مخالف لشريعتنا وأمور حياتنا المستقيمة..
اشعر أحبتي أني أصبحت كعنق يتدلى منه الوطن في كل حلم من أحلام الطفولة الضائعة .. في زمن اصبحت تذبح فيه الروح المتعطشة للحرية والكرامة .. أحبتي ذبحت غزة وغيرها من المدن والقرى تحت أعين الأمة بأكملها ؟؟ وذبحت ليبيا وذبحت اليمن والآن تذبح سوريا الشهباء .. ومازال البعض يعتقد أن فقدان الوطن والمقدسات والأقصى حكر على الفلسطينين وحدهم ؟؟ ولا دخل لمن حولهم بتلك الديار ولا المقدسات ؟؟!!
أنه موت الضمائر الأنسانية في أمتنا وحكامها وربما بعض شعوبها ؟؟ وأصبحت لا تملك سوى الصراخ والعويل في ليل مظلم مغلق الأبواب وفنجان قهوة الصباح مسكوب على الأعتاب، صراخها لن يجدي ولن يفك الرقاب ولن يفيد حتى أشلاء أطفالنا الأبرياء..
الشعوب ثارت على ساستها وحكامها ورؤسائهم الفاسدين ورفضت أمور كثيرة ووقفت كطوابير العيش والسكر والأرز في بعض الدول ولكن ماذاجنت وماذا حققت سوى فتات بعض الأمور
( وكأننا كنا وكانوا بحاجة لكل ذلك) ..
أنهم ما زالوا ينامون في سرائر العواهر والسيقان الممشوقة والخواصر النحيفة .. للأأسف ما زال بعض الحكام متمسكين بحديد ونار كراسيهم وسلطتهم التي هي اشبة بتجارة لا تبور .. وبعض الشعوب لا يملك سوى الصراخ وحرق بخور الكلام في الهواء .. وبعض المشايخ بات يعيش بين فتاوي النفساء والم المحيض والمقنعين باللحى صباح ومساء..
والحكام ما زالوا يرتعون ويتنفسون هواء الوطن بحرية وكرامة
ويضمون في أحضانهم مليارات الدولارات .. وبين الفينة والفينة يفتدون كبشا وذبحا عظيم من بني جلدتهم ومن بين افراد شعوبهم المغلوب على أمرهم ..
أحبتي ما يجري ويحدث هذه الأيام الصعبة المرة على ارض حبيبتنا سوريا ما هو إلا إبادة جماعية وحرب طائفية ، ومؤامرة محاكة من جميع الأطراف، قتل وإستباحة لكل ما يسير على تراب الوطن الذبيح لا يستثنى منها طفل رضيع ولا أمرأة عجوز ولا شجرة تسبح خالقها ولا حجر يقف في الطريق قذائف جماعية تسكب على رؤوس مدن حمص وحلب وجميع الأحياء السكنية في ريف دمشق وغيره من المدن العريقة والتي يشهد لها التاريخ..
وملايين السوريين والأهل هناك محاصرين داخل منازلهم وتحت الأنقاض يئنون ويستنجدون وليس من مغيث سوى الله والأيدي الضعيفة التي لا تقوى على شيء ، إن ما يحدث قتل لآنفس بريئة قتل للطفولة وقتل للأنسانية ..أنه قتل وتدمير وتجويع وترهيب لأنفس ليس لها ذنب سوى أنها تطالب بحريتها وحقها الشرعي في الوجود قتل كل شيء حي قتل كل من قال لا إله إلا الله تدميرعشوائي لمساكن ومساجد يذكر فيها إسم الله ..
يا للهول يا للهوماذا يحدث وماذا يجري ..جثث تتساقط وقلوب تئن وتذبح بلا أدنى سبب والضمائر ماتت وسكتت ولجمت، وإذأ سؤلت باي ذنب قتلت وأزهقت تلك الأرواح التي تجمعت في شوار البلد وجميع الأحياء مشكلة تلال وجبال وأنهار من الدماء تسيل لقد ارتوت المزروعات ونبتت حقول القمح بدماء الشهداء والأطفال الأبرياء..
باللهول يا للهول في اي زمن نحن نعيش ؟
اي زمان مرأغبر هذا ؟ وأي غزاة وطغاة أؤلئك السفاحون؟ هل عاد زمن هولاكو في بلاد المسلمين ؟أم عادت وتكررت ماساة التتر في بلادنا نحن المسلمين على ايدي مسلمين على ايدي من يشهدون ويقرون بالتوحيد.. ( أنها حرب طائفية .. أنهم منافقون )..
والله لعيني تدمع وتنهمر شلالات من الحزن والأسى والقهر مما يحصل ويدور على ارضك يا شهباء، على ارضك يا سوريا الخضراء .. اين قرارات المجالس والهيئات والمنظمات اين تفعيلها وتشكيلها أم هي أحبار على أوراق ؟!
اليس بمقدور تلك الهيئات والمنظمات من وضع حد لما يحدث من سفك وتدمير للأبرياء ..أليس بمقدورهم وضع حد لهؤلاء المجرمين القتلة مصاصي الدماء وكسر ايديهم وأجبارهم على تخطي كل ما يقومون به ، ولكني اقول أنه موت الضمائر الحرة موت القلوب وتعفنها ..أني أتساءل أما زال العالم بأسرة نائم وغارق في أحلامة أ. إنها حرب إبادية .. فالوصع في سوريا اصبح يتخطى الوصف والتوصيف فلم أجد كلمات في قواميس اللغة تصف ما يجري سوى ( هولاكو عاد وايام التتر عادت في بلاد المسلمين )..
أشعر بيني وبين أنفاسي أني ولدت وفي عيوني دمعات متأهبة لبكاء مرير وأنتحاب وطن بأكمله بل الوطن العربي بأكمله.. الفرح والسعادة فيه مذبوحة .. وطن مشتعل بالدم المهدور منذ زمن .. وطن مضرج بالدماء بالأستعماروالأحتلال الوحشي الهمجي .. وطن مضرج بالأحباط واليأس والأحزان والهموم..
أشعر أني ما زلت تلك الطفلة البريئة التي تختبئ خلف اشجار التين والزيتون والبلوط السامقة .. تنظر بعيون زائغة تبحث عن وطن في زوايا الوطن ؟؟ صدقوني اصبحت أعتلي صهوة مسرح حياتنا وألتقي تلك الطفلة بداخلي وأعيشها بقهر وعذاب .. أعيشها بالم وحرقة أعيشها بوطن مضرج بافراح وسعادة كاذبة وأحيانا أترجل كفارس لأعود معها إلى وطن مضرج بخذلان وأحتلال لا ينتهي ودماء كشلالا ت تشرين وكانون ..
لله دركم يا أبنائنا يأابطال الثورة الأبيةلقد نجحتم في جعل ريشة الرسامين والفنانين تنقشكم وتلونكم أجمل من لوحات بيكاسو لقد نجحتم في تخليد اسمائكم وتسطيركم باقلام اشهر الأدباء ..لقد خرجتم لفتح بركان ثورتكم وحناجركم في وجه أبو الهول ذاك الصنم الأصم بشار الأسد وكل أعوانه الخون..
لله دركم خرجتم وانتم موقنين أن النصر حليفكم وأن الله معكم
لله دركم يا أحفاد يوسف العظمة
وابطال ميسلون وشهدائها الأبرار
رحم الله أدبائك يا دمشق وكل من نهل من ماءك وأكل من طعامك
لقد كانت الشام درة للجميع ومنارة للجميع وملهمة الجميع
خسف الله الأرض بالطاغية وزبانيته الملاعين ودمرهم تدميراشاملا لعل الحياة والنبض تعود في عروق وشرايين دمشق وحلب الشهباء لعل الحياة والنسمات العليلة تعود لنهرها الشهير نهر بردى فتدورالسواقي ونواعير
حماة وتخضر أعماق القلوب .
من جديد ويزهر الربيع العربي كما أزهر بباقي البلدان
ولكني اقولها رغم تهجير الألاف من البشر وشلالات الدماء النازفة ورغم الجراح العميقة في النفوس ،ثقتنا بالله لن تتزعزع فنصره أكيد وغير مكذوب إنه نصير المظلومين ونصير الصابرين على البلاء ..إن الله يمهل ولا يهمل واصبحت ايام العقاب قريبة لكل خائن وكل سفاح وكل متأمر في سوريا ما هي إلا ايام قلائل ويسقط كما سقط غيره ..
تحية إكبار وأجلال لأاخواننا في سوريا على صبرهم وتمسكم وثباتهم على الحق ..
إللهم عجل بالفرج من عندك ليفرح المؤمنون بنصرك لهم
اللهم انصر عبادك المؤمنين في كل مكان
إللهم أنصر دينك وسنة نبيك
اللهم أنصر وارحم المستضعفين من عبادك في سوريا وكل مكان من ظلم وقسوة بني البشر المتجبرين ..
اللهم ارحم المستضعفين في سوريا وفلسطين وبورما وكل مكان به قسوة وظلم، وكن لهم عونا ونصيرا
اللهم أنزع ملكك من جبابرتهم المعتدين، وأجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والأكرام..
يسرى
سوسنة بنت المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.