الخميس، 20 أغسطس 2020

يا شهيد الثورة والعروبة */في الذكرى الرابعة لرحيل شاعر المقاومة /سميح القاسم رحمه الله







يا شهيد الثورة والعروبة *
في الذكرى الرابعة  لرحيل شاعر المقاومة /سميح القاسم رحمه الله
يا شهيد الثورة ماذا سنكتب في ذكرى رحيلك ..يا من عطرت أنفاسنا بأصالتك وصمودك وشجاعتك  بكل ما أوتيت من قوة وشهامة..
ماذا سنكتب عن قصائدك التي بثت فينا روح المقاومة والعناد
 والصمود لنصرخ بقوة السلام في وجه العدو الغاشم ..
ماذا سنكتب عن مداد أقلامك الباكية كالعين التي تشاهد سيل الدماء والمجازر تبكي وتبكي بدل الدمع دماء على القتل والتهجير والدمار وسفك دماء الأبرياء ..
ماذا سنكتب عن حنجرة بحت من الصراخ في وجه العدو الغاشم
وصمودك خلف قضبان السجون وفي وجه جلادك حتى حفر القيد
 معصمك وأدمى أقلامك..يا لك من فارس لا يهاب الموت من أجل وطنك
حاولوا أكثر من مرة لجم روحك وقلمك عن قول الحقيقة  وبث روح الثورة والنضال في روح الشباب ..
أتراك ترى وتعلم ماذا يحصل بعد غيابك لقد طعنوا الثورة في مقتل
وطعنوا خاصرة جميع المناضلين من أجل ثرى الوطن
وطعنوا كل من قال لا لبني صهيون ولا للحتلال الغاشم
لا لتدنيس أقصانا وسفك دماء الأبرياء والحرائر ..
أتراك ترى وتعلم ماذا يحصل في غيابك من تطبيع  وخيانة
وتآمر مع بني صيون على دماء الشهداء وأقصانا وزيتوننا
أتراك لو كنت حيا تهرول كالفارس المغوار بين قلمك وأوراقك
 وتشاهد بعينك الخيانة والتطبيع  ماذا أنت بفاعل بهؤلاء الخون
 المتأمرين المطبعين مع بني صهيون بكل وقاحة ..
سيدي من تجرع الوطنية ورضع النخوة والشهامة مع حليب أمه
لا يقبل ولن يقبل بما يحصل الآن من تطبيع وتنازل بسهولة
عن الأقصى والثرى الطاهرالمروي بدماء الشهداء ..
لن يقبل بانتهاك حرمات المسجد الأقصى ولن يقبل أن تهان المرابطات في حياض الأقصى ..ولن يقبل بالتدمير والقتل والدمار الحاصل وما زال يحصل كل يوم .. بدماء باردة ..
سيدي ليتك تعلم أنه بموتك وغيابك عن هذه الأرض خسرنا الكثير الكثير
 وأنكسرت أضلاع مقاومتنا فأختل التوازن .. كنت شاعرا للمقاومة والنضال كنت شاعرا لكل ما يجري وترفضه  من خلف قضبان السجان..كان  النضال والمقاومة ضد الخون والعدو بدمك يسري كعشقك لهذه الأرض التي عشقها كل من ولد على ثراها وعشقها كل من شاهد صمود مآذن الأقصى في وجه رياح التطبيع ورياح العدو الخاشم  وزيتونها الصامد كيف يصرخ في وجه العدو الغاشم الذي إقتلع الشجر وطعن الطير والطفل وبعثر الحجارة . ويصرخ في وجهه قائلا هذه الأرض لنا وهذا الأقصى مسرى نبينا وهذا ظل التين والعنب في روابينا لنا وهذا الزعتر والإقحوان خلقت من أجل قلوبنا الطاهرة وتلك الطيور المحلقة في السماء تعشق سماءنا وتعشق ظلنا ..
سيدي يا عزيز هذه الأرض التي عشقتك كما عشقتها لا أحد ينكر أننا وأرضنا ومقدساتنا خسرناك كما خسرتك المقاومة في صفها
كما خسرنا توأم روحك المناضل والمقاوم محمود درويش شاعرالأرض والمقاومة ولكن أطمئن يا عزيزي فكلماتك وكلمات شاعرنا ما زالت معلقة في الأذن كالحلق تثير الحماس في القلوب وتدفع من حجارة الأرض للمقاومة وأن تكون طيعة في يد أطفالها الشجان  فكل يوم يولد عشرات الأطفال وبأيديهم بنادق  وكل يوم يولد طفل وفي يده كومة حجارة ..
فتأكد يا سميح "أننا باقون طالما بقي الزعتر والزيتون "..
رحمك الله يا فخر الأمة كلنا نفخر بك وبكتاباتك وأنجازاتك التي أثرت الساحة الأدبية على مدى عقود نفخر ونعتز بك وأنت فوق الأرض وتحت الأرض ..
الشاعرة والفنانةالتشكيلية د.يسرى الرفاعي
عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
عضو اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا الآتينية
عضو الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب
عضو المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني


الأربعاء، 19 أغسطس 2020

هزني الشوق إليك عماه/ في الذكرى الثانية لوفاة عمي رحمه الله





هزني الشوق إليك عماه

في الذكرى الثانية لوفاة عمي رحمه الله
 ___________________

هزني الشوق إليك عماه
 ولتلك الوشوشات والذكريات
هزني عهد عشناه سويا
على أرض عُمان الأصالة أم الخيرات
والأردن أرض النشامى والنشميات
هزني صخب البحر برفقتك
ورفقة الصحب الأخيار وتلك المساءات
هزني الحنين لنصحك يا أم علاء
 لا تحتسي القهوة كثيرا
ولا تسهري للفجر
 إنها من أكبر المضرات ..
كانت ابتسامتي
 لا تفارق محياي
 حين تزورني
 كنت أشعر أن الشمس تشرق من جبينك
 فتهدأ روحي وأشعر بالدفىء يسكنني
ليتك تعود عماه لترى
ماذا حل بتلك الأيام والأمسيات
وماذا حصل بالقلوب البائسات
كل شيء تغير ولم يبقى سوى
 بعض أثر لخطوات وصدى قهقهات
تارة تعلو في مسامعي
 وتارة تخبو كما الغيمات ..
آه يا عماه مررت بشريط ذاكرتي
 بالكثير من الشجون والذكريات
 فأنهمرت بحرقة العين بالدمعات
وأما تلك الزيتونة الخضراء
 والياسمينة الممتدة على البوابات
وشجرة الصنوبرالتي تسبح لربها كل الأوقات
والمشمشة جفت أغصانها وتهدلت أجفانها
حزنًا على الأيدي التي كانت تقلمها بلطف
وتبتسم لها كل الصباحات..
عماه كل شيء حولي يشكو الجفاء
 والفقر والعيون باكيات..
عماه بعدك لم يبقى شيء على حاله
كما عهدته من حنان ولطف ومسرات
بعدك اتسعت رقعة الدماء النازفة
 وهدم البيوت والمقدسات
 حتى سكنت أحشاء بيروت
وباتوا يطبعون علنا وليس من تحت الطاولات
بات الحزن والقهر كالأنهر في الروح سائرات..
آه يا عماه بتنا نعيش في زمن كورونا
حصد آلاف من أرواح الأبرياء
 وباعد بين المصلين والمساجد والعبادات
 والمنتظرين الرجوع للوطن
بعد طول غياب وحسرات ..
عماه بعدك كثرت الصفقات والانكسارت
 التي تدمي القلب وتشحب منها الروح والوجنات
ضميري وقلبي مثقلان بعروبتي التي باعت وطبعت
نم قرير العين أنت وأبي وكل الأموات
عالمكم أرحم وأجمل من عالمنا
الذي كثرت فيه الخيانات والمنغصرات
الف الف رحمة ونور لروحك عماه
الشاعرة د/ يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر