التسميات والتصنيفات

الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

الناي الحزين*

 

الناي الحزين*

 ستبقى نجمة حزينة لا تفرح

ولاتعرف طعم السعادة

حتى لو زارها الفرح وسكن أحداقها

 يا من تخليت عن نبضها رغم مواجعها

لا تقترب منها كالموج الهائج لتعبث ببقايا ذاكرتها

 وتبعثرها  وتنثرها على رمل الشواطئ العقيم..

فليلنا الطويل يعشق ضفائر النجوم ومساهرة القمر

حتى السحر ويعشق إسدال ستائر الليل

 على أكتاف تلك النجمة الحزينة

التي تخلى عنها الجميع

 لمواجعها وحزنها ..

بعد أن كان الجميع يرسلون لها الخطابا خلف الخطابا

والسؤال تلو السؤال للاستفسار عن ألمها وتنهيدة ليلها .

بات الجميع يسألون من خلف قلوبهم عن سر سعادتها

 ونظرة الحزن ودمع عينيها الذي لا يفارقها ..

 أه يا دمع القلب الذي ينتظر جوابا من الغريب والقريب

وكل من علم بوجع فؤادها وخدران أنامل نبضها ..

كنا نهمهم للنجوم في السماء حينما تحملنا الأطيار

وتحلق بنا في الأفاق والفضاء لأبعد مدى..

 أن كل شيء من أجلهم يهون ويتلاشى

 ويصبح دون قيمة مهما يكن من النفائس

والغالي والثمين ..

 حبست أنفاسها أكثر من مرة من أجلك

وجففت منابع دمعها من أجل روحك

حتى لا تتحسر وقواك تخور ..

فإلى أين تريد الرحيل

دون أن تودعها أو تشعرها

 بأنك لم تعد كسابق عهدها بك..

 وانك مللت من نبضها البطئ

فالأه وتنهيدة القلب أخذت منها مآخذها

 وعاتبتها مر العتاب

 وأظلمت شمس يومها

 وبات نهارها كالليل البهيم

 دون ضياء ولا قمر منير ..

وآسفاه لم نكن نعلم أن بعضهم

 يعتبرنا كقدم طاولة

او قدم كرسي من جماد لا يعي

 ولا يعلم معنى الدموع

  والألم والخذلان وارتداء الأقنعة ..

بعد أن كنا لكم يوما مطرا يحي القلوب ..

وشمسا تدفئ القلوب..

وعينا تشاهدون بها جمال الكون.

ونبضا يحيي الروح والأنفاس.. 

وبحرا مليئا بالدرر والنفائس ..

لا يثور ولا يهيج إلا للحب والمودة

ويرسوا على شواطئ المحبة

كسفينة الخالدين والعاشقين ...

وآسفاه  منذ فترة كل شيء فيم اختلف

 وبات كأنكم لم تعلمون عنا شيئا

 ولم تولد ون في حياتنا

ولم تخااطوننا بعد.

وكأنه لم يكن  لبحركم الواسع  مد وجزر

  وثورة وهيجان نتقبلها ونصفح ونتسامح

ونعود للحياة سعداء ...

يبدوا لم يكن لك سفينة لأحلامك وأمانيك ترسوا

كلما يحلوا لها على  شواطئ بحرك الواسع

العميق الملئ بالدرر والكنوز ..

اهملتها حتى تبعثر نبضها وتاهت نظرتها

 وتناثرات أحلامها حتى باتت أعماقها

 جزيرة جافة لا ينمو فيها شوق ولا حنين ..

كخارطة تاهت وتبعثرت  وتهدمت

كل حدودها العجيبة ...

أحرقت قلبها وبددت نبضها

 حتى باتت رمادا تذروه الرياح...

سلاما لقلوب كانت تعرف معنى الود وتحترمه

سلاما لقلوب كانت تحترم رأيك وتأخذ به

سلاما لقلوب عرفت معنى قيمتك

 وأنت على سرير الألم والعذاب

وما زالت تهتم برأيك

 وتعتبره قمة الرأي السديد ..

سلاما سلاما لكل القلوب

التي تجبر خاطرك

ولا تكسره..

يسرى محمد الرفاعي

سوسنة بنت المهجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.