تبخر أملي يا وطني
أعلمتك منذ الأزل يا وطني
قبل أن تتكالب علي أحزاني
وتغرقني في لجة همومي وأنين ليلي
لم يعد هناك ما يؤنس فؤادي في وحدتي
فلا صمتي ولا صخب صوتي
ولا ضجيج أطيار فجري تسعدني
ولا التسطير لغيرك يرضيني أو يفرحني
ولا شيء في حياتي
يجعل مبسم الزهر يبتسم كمبسمك يا وطني
طال أنتظاري لمقلتيك وتبخر أملي
فكل من رأني جالسة أخط رسائلي
يسألني بتهكم وإستغراب ويستعجل جوابي
لمن هذه الدموع المنهمرة على خدك
ولمن هذه الرسائل المتراكمة على مكتبك
هل تبكين على وطن تفارقينه منذ الأزل
أم على دنيا فانية لن تدم لآحد منا يا سيدتي
أم على حبيب غدر وبين الأفياء ضاعت ملامحه؟!
آه يا وطني ليتهم يعلمون
أن الأرض من شوقي إليك
باتت كالأشواق في صدري
تضطرب وتهرول كأفراس حقلي
وتتصارع كموج البحرعلى ضفافك يا وطني
أخبرهم يا وطني يا مهجتي
من أجل عشقك والتفكير بك في ليلي ونهاري
تراكمت فوق الخدود أزمنة طويلة
لها بدايات وليس لها نهاية
وعلى الجبين ارتسمت دروب متعرجة
خطها تعب وشقاء السنين وجفاء الغربة
وكلما حاولت أنتفض وأعود إليك من الهموم خالية
تنتفض في وجهي جميع الهموم والأحزان غير مبالية
فتنتابني موجة الأنين والآه فتثور في وجه العاصفة
ودائما أذكر نفسي بالزيتونة الراسخة
وأم الشهداء الصابرة وتلك المحتسبة
وأحصي على نفسي الكم الهائل
من المغتربين وتلك التنهيدة الساهدة
وأمهات الشهداء والأسرى وتلك المكلومة
لآخفف على فؤادي لواعج الدهر المؤلمة
الشاعرة د.يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.