حديث عابر مع غزة
حادثتها على الهاتف
فعلى صوتها بالنحيب
فسألتها ما بك
فقالت دون تردد
لم أجد متسعا لأفرح
فالأحزان مزقت ثيابي
وبت في العراء..
قلت لها إهدأئي قليلا
وفكري مليا في أمرأحزانك
فغدا لناظره قريب
ستنسي أحزانك
ويفرح قلبك من جديد..
وتعود البهجة لآطفالك
ويحملون حقائبهم
ودفاتر رسمهم
سيرسمون طائرة
وصاروخ ودبابة
ودماء تنزف
بغزارة شلال
وأشلاء تناثرت في السماء
سيرسمون وردة
وأكاليل جوري وإقحوان
سيرسمون بسمة
على شفاه الطفولة المهدورة
سيرسمون علم وراية خفاقة
فوق أقصانا وجبل المكبر والزيتون
سيفرح قلبك حينما تعلمي
أن كل شهدائك أحياء يرزقون
وكل أسراك خلف القضبان صابرون
سيوفون أجروهم من رب العالمين
سيفرح قلبك
حينما تشاهدي أطفالك
كيف رسموا لحودا كثيرة
في شقوق الأرض المستعرة
لهؤلاء الجنود القذرة
ستفرح عينك
وقلبك وأذنك
كلما شاهدتي
أو سمعتي
أطفالك يغنون للوطن
ويرددون نحن حماة الوطن
نحن أبناء أبي
الذي غرس فينا الأمل
وأحفاد جدي الأصيل
الذي بذرنا في حقول الياسمين
ستفرحي من أعماقك
حينما تعرفي أن أبناءك
رووا بدمائهم شجر الزيتون
فأزهر على ضفاف
قلوبهم شجر الغار
ستفرحي حين تعلمي
أنه ماتت في حدائق عروبتنا
أشجار النخوة وأزاهير الكرامة
وتعرت وجوه النشامة
وباتوا أطفالك هم
وجه العشيرة والنشامة
هم الصقور في سماء الوطن
وهم حماة الوطن من المتآمرين
د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.