من أشعار الحكمة للشافعي
ر
أحب الصالحين ولست منهم لـعـلي أن أنــال بـهم شـفاعةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمن أشعار الحكمة للشافعي
وأكره من تجارته المعاصي ولـو كنا سواء في البضاعة
* * *
يخاطبني السفيه بكل قبح فـأكـره أكــون لـه مـجيبا
يـزيد سـفاهة فـأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
* * *
شكوت إلى وكيع سؤ حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبـرني بــإن الـعـلم نـور ونــور الله لايـهـدى لـعاصي
* * *
عــلـي ثـيـاب لــو يـبـاع جـمـيعها بـفـلس لـكـان الـفلس مـنهن أكـثرا
وفـيـهن نـفس لـو تـقاس بـبعضها نـفوس الـورىكانت أجـل وأكـبرا
ومـاضـر الـسـيف إغــلاق غـمده إذا كان عضبا أين ماوجهته فرى
* * *
نـعيب زمـاننا والـعيب فـينا ومــال زمـاننا عـيب سـوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولـو نـطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويـأكل بـعضنا بعض عيانا
* * *
تموت الأسد في الغابات جوعا ولـحـم الـضـأن تـأكـله الـكلاب
وعـبـد قــد يـنـام عـلـى حـريـر وذو نــسـب مـفـارشه الـتـراب
* * *
الـدهـر يـومان ذا أمـن وذا خـطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أمـا تـرى الـبحر تعلو فوقه جيف وتـسـتـقـربإقصى قــاعـه الـــدرر
وفــي الـسـماء نـجوم لاعـداد لـها ولـيس يـكسف إلا الشمس والقمر
* * *
أخـي لن تنال العلم إلا بستة
سـأنبيك عـن تفصيلها ببيان
ذكـاء وحرص وإجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان
قـالو سـكت وقد خوصمت قلت لهم إن الــجـواب لــبـاب الــشـر مـفـتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرفا وفـيه أيضا لصون العرض إصلاح
أمـا ترى الأسد تخشى وهي صامتة والـكلب يـخسى لـعمري وهـو نـباح
* * *
وعـيـنـاك إن أبـــدت إلــيـك مــسـاؤا فـدعـها وقــل يـاعـين لـلـناس أعـيـن
فـــلا يـنـطـقن مــنـك الـلـسان بـسـؤة فــكـلـك ســــوءات ولـلـنـاس ألــسـن
وعاشر بمعروف وسامح من أعتدى ودافـــع ولــكـن بـالـتي هــي أحـسـن
حكم من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله
الإمام الشافعي علم من أعلام العربية الكبار وأستاذ من
أساتذتها العظام وقد روي أنه كان يحفظ عشرة آلاف بيت
من الشعر في جميع الأغراض لقبيلة هذيل وحدها
بإعرابها ومعانيها ...
أما شعره رضي الله عنه وإن كان قليلا في بابه فإنما يغلب
عليه طابع الحكمة والعلم والتجارب والنصيحة وبيان
الرأي والإقناع ..
وقد كان رحمه الله يضرب به المثل في التواضع والسخاء
والكرم والفقه والورع والعبادة حتى قال وهو مريض:
" وددت لو أن الخلق يعلمون علمي هذا ولم ينسب إلي
منه شيء أبدا "
مقتطف من مقدمة الكتاب
اخترت لكم من الديوان هذه الحكم والتي أتمنى أن تنال
استحسانكم...
تعريف الفقيه والرئيس والغني
إن الفقيه هو الفقيه بفعله ** ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ** ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله ** ليس الغني بملكه وبماله
مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحد** أرحت نفسي من هم العداواتِ
إني أحيي عدوي عند رؤيته** لأدفع الشر عني بالتحياتِ
وأظهر البشر للإنسان أبغضه **كما أن قد حشى قلبي محباتِ
الناس داء ودواء الناس قربهم** وفي اعتزالهم قطع المواداتِ
مرارة تحميل الجميل
لا تحملن لمن يمُن **من الأنام عليك مِنهْ
واختر لنفسك حظها **واصبر فإن الصبر جُنهْ
منن الرجال على القلوب** أشد من وقع الأسنهْ
للسفر خمس فوائد
تغربْ عن الأوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائدِ
تَفَرجُ هم واكتساب معيشة ** وعلمٌ وآدابٌ وصحبةَ ماجدِ
التماس العذر
اقبلْ معاذيرَ من يأتيك معتذراً** إن بر عندك فيما قال أو فَجَرَ
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره** وقد أجلكَ من يعصيك مستترا
بر : صدق
فجر: كذب
أجلك : عظمك واحترمك
آداب النصح
تعمدني بنصحك في انفرادي** وجنبْني النصيحة في الجماعهْ
فإن النصح بين الناس نوع** من التوبيخ لا أرضى استماعهْ
وإن خالفتني وعصيت قولي** فلا تجزعْ إذا لم تُعْطَ طاعهْ
الوفاء بالوعد
إذا قلت لشيء نعم فأتمهُ** فإن "نعم" دين على الحر واجبُ
وقول آخر
لا كلف الله نفسا فوق طاقتها **ولا تجود يد إلا بما تجدُ
فلا تَعِدْ عدةً إلا وفيتَ بها **احذر خلاف مقال للذي تَعِدُ
التسليم الخاص
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي** فخل الهم عني يا سعيدُ
ولا تُخْطِرْ هموم غد ببالي** فإن غدا له رزق جديدُ
أسلمُ إن أراد الله أمراً** فأتركُ ما أريدُ لما يريدُ
نكران الجميل
تعصى الإله وأنت تظهر حبه** هذا محال في القياس بديعُ
لو كان حبك صادقا لأطعته** إن المحب لمن يحب مطيعُ
في كل يوم يبتديك بنعمة** منه وأنت لشكر ذاك مضيعُ
كلما اشتدت فرجت
ولرب نازلة يضيقُ لها الفتى ** ذرعا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فُُرٍِِجتْ وكنت أظنها لا تفرجُ
تواضع العلماء
كلما أدبني الدهر **أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما** زادني علما بجهلي
من ديوان الشافعي
ارحل بنفسك من أرض تضام بها … ولا تكن من فراق الأهل في حرق فالعنبر الخام روث في موطنــه … وفي التغرب محمول على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره … في أرضه وهو مرمى على الطرق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره … فصار يحمل بين الجفن والحـدق
التوكل على الله :
توكلت في رزقي على الله خـالقي … وأيقنـت أن الله لا شك رازقي وما يك من رزقي فليـس يفوتني … ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه … ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة … وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
من عرف الدهر :
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ….. وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ….. وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق ….. وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه ….. تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى الدهر يومان :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ….. والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ….. وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها ….. وليس يكسف إلا الشمس والقمر
كيف تعاشر الناس وتعاملهم :
كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ….. وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله ….. واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ….. أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره ….. وتركت أعلاهم لقلة خيره
القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق :
إذا أصبحت عندي قوت يومي ….. فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي ….. فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا ….. فأترك ما أريد لما يريد
وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة :
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ….. في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ….. إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ….. بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ….. ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ….. تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ….. ويوم حشري بما أنزلت في عبس
وما يكون من رزقي فليس يفوتني **** ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله **** ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة **** وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
إن الفقيه هو الفقيه بفعله ***** ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه **** ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله **** ليس الغني بملكه وبماله
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا **** سبل المودة وعشت غير مكرم
لو عشت حرا من سلالة ماجد **** ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن به ولو بجداره **** إن كنت يا هذا لبيا فافهم
بموقف ذلي دون عزتك العظمى **** بمخفي سر لا أحيط به علما
بإطراق رأسي باعترافي بذلتي **** بمدي يدي استمطر الجود والرحمى
باسمائك الحسنى التي بعض وصفها **** لعزتها يستغرق النثر والنظما
بعهد قديم من ألست بربكم ***** بمن كان مجهولا فعرف بالأسما
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى **** محبا شرابا لا يضام ولا يظما
لا يكن ظنك إلا سيئا **** إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصة *** غير سوء الظن والقول الحسن
الدَّهْـرُ يَوْمَـانِ ذَا أَمْنٌ وَذَا خَـطَرُ
وَالعَيْشُ عَيْشَـانِ ذَا صَفْوُ وَذَا كَـدَرُ
أَمَا تَرَى البَحْرَ تَعْـلُو فَوْقَهُ جِيَـفٌ
وَتَسْتَقِـرُّ بِأَقْصَـى قَاعِـهِ الـدُّرَرُ
وَفِي السَّـمَاءِ نُـجُومٌ لا عِدَادَ لَهَـا
وَلَيْسَ يُكْسَفُ إِلاَّ الشَّمْسُ وَالقَمَـرُ
عُفّـوا تَعُفُّ نِسَـاؤكُمْ فِي المَحْرَمِ
وَتَجَنَّبُـوا مَـا لا يَلِيـقُ بِمُسْلِـمِ
إِنَّ الزِّنَـا دَيْـنٌ فَـإنْ أَقْرَضْتَـهُ
كَانَ الوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِـكِ فَاعْلَـمِ
لاَ تَـحْمِلَّـنَ لِـمَـنْ يَـمُنّ
مِـنَ الأَنَـامِ عَلَيْـكَ مِنَّــه
وَاخْتَـر لِـنَفْسِـكَ حَظَّهَــا
وَاصْبِـرْ فَـإِنَّ الصَبْـرَ جُنَّـه
مِنَنُ الرِّجَـالِ عَلَـى القُلُـوبِ
أَشَـدُّ مِـنْ وَقْـعِ الأَسِـنَّـه
إكرام النفس
قَنَعْـتُ بِالقُـوتِ مِنْ زَمَـانِـي
وَصُنْـتُ نَفْسِـي عَـنِ الهَـوَانِ
خَوفـاً مِـنَ النَّـاسِ أَنْ يَقُولُـوا
فَضْــلُ فُـلانِ عَلَـى فُـلانِ
مَـنْ كُنْـتُ عَـنْ مَالِـهِ غَنِيّـاً
فَـلاَ أُبَـالِـي إِذَا جَفَــانِـي
وَمَـنْ رآنِـي بِعَيــنِ نَقْـصٍ
رَأَيْتُــهُ بِـاللتِــي رَآنِــي
وَمَـنْ رَآنِــي بِعَيــنِ تَـمٍّ
رَأَيْتُــهُ كَـامِـلَ المَعَـانِـي
خبرا عني المنجم أني ******* كافر بالذي قضته الكواكب
عالما أن ما يكون وما كان ***** قضاء من لمهيمن واجب
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى وحظك موفور وعرضـــك صيــن
فلا ينطـلـــق منــك اللسان بسوءة فكلك سوءات و للناس ألسن
و عينــك إن أبـدت إليــك معـايبــا فصنها وقل ياعين للناس أعين
و عاشر بمعروف و سامح من اعتدى ودافع و لكن بالتي هي أحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.