أحترم لغتك ومجدها ولا تهمشها..
ليت الجميع يعلم أن لغتنا لها تأثير قوي على شخصيتنا فكلما أعتدنا
لغتنا ومارسناها في حياتنا اليومية أثر ذلك على جميع تعاملاتنا وثقافتنا وعقلنا
وخلقنا وديننا أنها صلة الوصل والرابط المقدس لربط ماضيك بحاضرك وتزيد من ثقافتك
وفهمك لأمورك الحياتية وتربطك وجدانيا وعقليا مع أفراد جيلك ومن صنعوا لك التاريخ
والحضارة العظيمة وزخرفوها بفهمهم للأمور فاللغة تربطك بكل ملامح وتفاصيل تاريخك
وحضارتك العريقة وأن قطعت هذا الترابط وهذه الصلة ستصبح كالمعلق من عرقوبة بين
جسور مكسورة في فضاء شاسع فلن تطال أرض ولا تقوى على التحليق في سماء ستتقاذفك
رياح أوهامك وافتخارك بلغة لا تمت لك بصلة ستفقد على أثرها ملامحك وأنتماءك
وعروبتك ..
لا تجعل من لغتك كالسلعة تباع وتشترى ولا تجعل اللغة الآخرى هي الميزة
والاصل في حياتك وتنقشها على جميع أشياءك وما يخصك وتتعامل بها كأنها الاصل ولغتك
هي اللغة الثانوية في حياتك وحياة أسرتك .. لا تسلخ نفسك من جذورها بقسسوة لا
تجعلها تسيطرعلى عقلك وفكرك وتملآ بها ذاكرتك وترسم من خلالها ذكرياتك مع أقرانك
وجيرانك في الحي لا تجعل تلك اللغة الغريبة عنك تسيطرعلى كل مقومات حياتك وكأنها
لغتك الآصل ، تذكر دائما أننا أمة لها تاريخ وحضارة ولغة يتمنى العالم أن يتقنها
ويتعلمها لجمالها وغزارتها بالمعاني والمصطلحات والتشبيهات، لغتنا كالبستان الآخضر
فيها جميع الالوان الراقية والبديعة فيها الكثير من العبير والشذى الذي يضفي على
الروح الراحة والسكينة والجمال.. لا تنسى أن من سبقوك أجتهدوا لفك رموزها وتفانوا
في حفظهاوتدوينها وقفزوا بها إلى القمة.. لغتك العربية قوية سامية تجعلك تسموا
وترتقي معها وتحلق في فضاء المعرفة والثقافة وتفتح لك أبواب المعرفة على مصراعيها
الكثير الكثير من علماء الغرب أتقنوها وفتحت لهم انوار المعرفة والثقافة أنها من
أقوى اللغات واصعبها وأجملها.. نحن من أضعفها وجعلها ثانوية على هامش باقي اللغات
حين هجرناها وصرخنا بأعالي الصوت أن تلك اللغات الغربية افضل وتعلمناها وعلمناها
لآولادنا وباتوا يصرخون بها حتى تصدعت جدران المنزل رافضة لها ..
ليس هناك مانع من تعلم لغات كثيرة وأتقانها لتكون لك جسورا للتواصل مع
العالم الآخر لفهم ثقافاته والآطلاع على حضارته وتاريخه ولكن دون المساس بلغتك أو
تهميشها فلغتك من أقوى اللغات واجملها افتخر بها وافتخر بعلماؤك الذين حفظوها لك
منذ عصور وحافظوا عليها وحصنوها من اي لغة غربية دخيلة عليها كما تحصن المرأة
فرجها من الآختلاط بالآنساب ..ولا تهجروها كهجرة الآوطان
احترم لغتك ليحترمك ويحترمها الآخرون أحترم لغتك ومجدها وساعد على
نشرها لتسوق منتجاتك افتخر بلغتك ليفتخر بها من يتعلمها من الغرب .. أحترم لغتك
لترتقي بأهلك ومجتمعك وإنشر لغتك لتصل إلى العالمية ومن خلالها عمم ثقافتك على
الآخرين وسيطرعلى فكرهم .. لا تجعل لغتك
تئن أنين المجروح .. قدسها فهي أصل الحضارة والتاريخ .. أحترم لغتك ومجدها ولا
تهمشها..يكفيك فخرا أنها لغة القرآن الكريم .. ..
الكاتبة / يسرى محمد الرفاعي
سوسنة
بنت المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.