تعالوا نتصالح ونتسامح قبل فوات الأوان
قال رسولنا الكريم افضل الصلوات عليه:
(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
تعالوا
تعالوا نتسامح ونمسح الغصة من قلوبنا لآننا أضعف من أن نحتفظ بين حنايا
قلوبنا واركان افئدتنا وطبقات ذاكرتنا بأدني موقف فيه إساءة أو ضعف أو صفعة
لآحدهم أو ضرر أضره بنا غيرنا. فنحن لسنا باشخاص ضعاف لنحاسب من حولنا على
أخطائهم وسفاسف الأمور.. ولسنا نحن من يتعدى على غيره بما ليس له أو عنده
في شيء.. وبالتأكيد لسنا راغبين على مواجهة من يظلموننا أويسيئون لأرواحنا
الضعيفة.. لآن الحب الذي يملآ قلوبنا ويعمر صدورنا ويقبع بين شراييننا
ويسير مع دمائنا هو اجمل وأمتع واروع من الأحساس بالألم ووخز الطعنات
والأساءات والجروح النازفة .
أحبتي إن
افئدتنا مليئة بالأحزان والهموم الكثيرات والمرارات العلقمية والجروح
النازفات أنها بحاجة إلى من يسحب منها بلطف جميع الشحنات التي تنغز قلوبنا
وتحركها بشكل سلبي ويجفف مكانها بهمسات شفيفات ويزرع عوضا عنها الحب
والصفاء والنقاء..
أحبتي
إنه في ايامنا هذه وحياتنا وعصرنا الغير عادي من جميع الجهاتليس في حياتنا
ما يستحق منا الحزن عليه أو أن نذرف عليه الدمعات ..وليس في حياتنا من
يستحق أن نغضب ارواحنا لآجله ونغرقها في بحرا الحزن والألم والعذاب ليل
ونهار ..
أحبتي
أفئدتنا الرقيقة الوفية البريئة لا يجب أن نشغلها ونقلقها بأمور تافهات
كالحقد والحسد والكراهية والتناوش من أجل حفنة دولارات، بل يجب أن نغسل
قلوبنا كما تغسل السماء بمزنها الأرض وتمسح اوساخها بماء الطهارة والحب
والتسامح والعفو والصدق والأمانه وأن نحب لمن حولنا كما نحب لآنفسنا ..
أحبتي
لنجرب ويجرب كل واحد فينا اسلحة الحب والتسامح لآنها اقوى الأسلحة الفتاكة
واحدها على الأطلاق في جذب القلوب إلى الطاعة والأيمان
وقتل الكراهية والشر في داخلنا ..
أحبتي
الكرام تعالوا لنتعلم التسامح كما علمنا به رسولنا الكريم فحياتنا قصيرة
والدنيا فانية أنها لا تساوي عند الله سبحانه وتعالى جناح بعوضة فكيف بنا
نتمسك بها ونعمل لها ، بل يجب علينا أن نجعلها بساتين وحقول نزرع فيها
أعمالنا لآخرتنا التي هي دارنا وجنات نعيم لآنفاسنا إنها دار الخلود
لقلوبنا..
فتقابل ارواحنا الأساءة بالعفو والمغفرة ونجعل افئدتنا وقلوبنا
خمائل وفضاء فسيح يتسع للجميع .
احبتي إذا لنتوجه إلى غرف التسامح والصفاء واالصفح عن الأخطاء والتصالح مع النفس قبل التصالح مع الأخرين قبل فوات الوقت والأوان ..
ودمتم سالمين
تحياتي
سوسنة
بنت المهجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.