التسميات والتصنيفات

الجمعة، 8 فبراير 2013

شجرة الزيتون البيئة والموطن الأصلي..

شجرة الزيتون البيئة والموطن الأصلي..

كتبهاسوسنة ، في 25 شباط 2012 الساعة: 21:53 م

ر

شجرة الزيتون البيئة والموطن الاصلي

شجرة الزيتون ( Olea Tree) من الأشجار المعمرة التابعة للفصيلة الزيتونية ( Family :Oleaceae) وهي شجرة دائمة الخضرة ومعمرة يصل إرتفاعها أحيانا" إلى 15 متراً ، أوراقها بسيطة معنقه سهمية متقابلة ذات لون أخضر داكن ( زيتوني ) ، وعادة تزهر الشجرة ثم تثمر بعد أربع الى خمس سنوات وتستمر في إعطاء ثمارها أكثر من ألف عام ، وثمرة الزيتون من الثمار الغضة وتكون الثمرة في البداية خضراء داكنة ثم تتحول إلى سمراء بعد نضجها . تحتاج شجرة الزيتون إلى مناخ معتدل فى فصل الشتاء وجاف فى الصيف ، وإلى كمية كبيرة من الأمطار في فصلي الخريف والربيع ، وهي ظروف مناخية لا تتوفر إلا فى محيط البحر المتوسط لذلك فهذه المنطقة تعتبر من أكثر المناطق ملائمة لنموها . يعيش أشجار الزيتون حياة طويلة، حيث يُعتقد بأن متوسط حياتها قد تمتد من 300 إلى 600 سنة، أو حتى أكثر من ذلك. تُقّدر أعداد أشجار الزيتون الموجودة اليوم فوق سطح الأرض بحوالي 800 مليون شجرة ، تنتمي إلى 400 صنف مختلف من أشجار الزيتون المزروعة في أنحاء العالم .
البيئة والموطن الاصلي
يقّر العلماء والباحثين بأن شجر الزيتون قد استوطن في البداية أراضي سوريا الكبرى قبل ستة آلاف سنة تقريباً ويعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط هو موطنها الأصلي ألا ان بعض المصادر التأريخية تعتبر أن الظهور الأول لشجرة الزيتون كان في سوريا وبالذات في مدينة أيبلا التأريخية القديمة ، حيث نشأت مملكة أيبلا عند ضواحي مدينة حلب السورية . والتي سيطرت في أوج عظمتها على كلٍ من شمال سوريا ولبنان وأجزاء من بلاد ما بين الرافدين الشمالية . وقد وُجد العديد من الوثائق في أرشيف مدينة أيبلا القديمة وتصف الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والتي تعود ملكيتها للملك والملكة ، وقد اثبت ان حضارة إبيلا أول من عرفت زيت الزيتون ، وقدمت السائل الذهبي لآلهتها .
و أعتبر سكان حوض المتوسط شجرة الزيتون شجرة مقدسة لآلاف السنين . قدّمت شجرة الزيتون عبر التاريخ بعض الخدمات للعديد من الديانات والثقافات ، وهي تعتبر رمزاً للسلام والحياة والخصوبة .
وفي وقت لاحق نسب المصريون القدماء الفضل بتعلم الإنسان لزراعة الزيتون والحكمة للآلهة إيزيس .
وقد عُثر على عبوات تحتوي على زيت الزيتون بين القبور المصرية خلال العمليات الحديثة للكشف عن الحفريات الأثرية لهذه القبور.. أما في اليونان القديمة فقد استخدم الرياضيون الأوائل زيت الزيتون لتدليك أجسامهم . أول شعلة أولمبية كانت في الأصل عبارةً عن غصن زيتون مشتعل .
و كان الرومان أول من نشر زراعة هذه الشجـرة في كل شبه الجزيـرة الإبيرية ، وقد أخذ الأسبان معهم هذه الشجرة أثناء اكتشافهم لأمريكا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين . ويوجد في اسبانيا حالياً اكثر من 215 مليون شجرة ، و تتبوأ إسبانيا المركز الأول في العالم في إنتاج وتصدير زيت الزيتون . واعتباراً من القرن الحادي عشر قبل الميلاد أي في عام 1030 دخل الزيتون إلى أسبانيا، ولأول مرة بواسطة الفينيقيين وعبر البحر آنذاك ، وأنتقلت زراعة الزيتون في القرن السادس قبل الميلاد إلى شواطئ متوسطية عديدة عبر الشواطئ الليبية و التونسية و ساهم الرومان في نشرها في حوض المتوسط و أعتبروها سلاحاً في أيديهم كعامل استقرار للسكان ، أما العرب المسلمون فقد كان لهم دوراً هاماً في نشر و تطوير هذه الزراعة حيث نقلوا أصنافاً عديدة من الزيتون إلى ضفاف المتوسط الأوربية و خاصةً إلى أسبانيا حتى أن كلمات الزيت و الزيتون في اللغة الأسبانية مأخوذة عن العربية في تلك الفترة .
انتقلت بعد ذلك زراعة الزيتون إلى أمريكا مع المكتشفين الإسبان ، و ابتداءً من عام 1560 بدأت بالظهور في أمريكا الجنوبية 

 
شجرة الزيتون تذكر إسرائيل بأنهم نبة مشوهة ميتة

أسرائيل تشن حربها وهجومها على هذه الشجرة المباركة في كل ساعة وكل حين صباح ومساء
لأن
شجرة الزيتون تذكر اليهود بأنإسرائيل: نبتة مشوّهة.. شبه ميّتة .
ذابلة مصفرة .مصيرها الحاوية ومكب النفايات

شجرة الزيتون تذكرك وتذكر الصهاينة أن

فلسطين: أغنيتك الخالدة التي لا تموت مهما سيطر الإيقاع الغربي على مقامات الغناء العربي
فلسطين: المسجد الأقصى الذي تعادل الصلاة فيه خمسمائة صلاة.. ألم تحلم بالصلاة هناك؟.. ألم تراودك نفسك بهذا الحلم الجميل؟
فلسطين: الذاكرة.. ومن ينسها فقد أصابه «خرف» في الشرف والانتماء
فلسطين: عشرات الآلاف من الشهداء..

ومئات الآلاف الذين ينتظرون دورهم
فلسطين: خندقنا الأول -الذي لم يسقط حتى الآن- وما يزال يقاتل عدونا الواحد.
فلسطين: صلاة تعادل خمسمائة صلاة


وأن فلسطين هي شجرة الزيتون / وان شجرة الزيتون هي فلسطين بأكملها وبكل معالمها وتفاصيلها

وستبقى هذه الشجرة قائمة على ارضها
طالما أن هنالك عجوزا تشعل نار تنّورها لتطعم أولادها الخبز والمقاومة.
وطالما أن هنالك امرأة تقدم ثلاثة شهداء من أولادها وتنجب بدلا منهم سبعة.
وطالما أن هنالك كهلا طاعنا بالسن والحزن ، ما يزال يحتفظ بمفتاح بيته القديم
وطالما أن هنالك رجلا وامرأة يصرّان كل أسبوع أن يصليا الجمعة في المسجد الأقصى
ستظل فلسطين الثابتة.. وستذهب إسرائيل الطارئة


هي قصة امرأة و شجرة و فصل من الأمومة الموجعة تجلت على أرض فلسطين، المرأة كما الشجرة شهادتان على عصر الرماد، و الشجرة كما المرأة روحان ترفضان الاقتلاع..
بأي حق تريدون أن تقتلعوها ؟؟
بأي مشيئة تزهقون روحها التي طوبنا لها العشق المقدس فتوجناها رمزا على جراحنا فكانت رائحة الكرامة فينا و عنوان الوجود؟؟
ستقلعونها وتحرقونها…. وانتم لا تعلمون إنها روح منا ….. هي بقيمة أبنائنا نعشقها كما نعشقهم ونحضنها ونرعاها كما حملناهم في أحشائنا وسهرنا على تربيتهم العمر كله
فلتشهروا البنادق و ليعزف الرصاص جوقة الموت المرعبة فلن تخيفونا
لن نتنازل عنها فترابنا كرامتنا .
سنحضنها و سنفسح لأغصانها فرصة التشبث بصدورنا لنموت بجانبها وتروي دماؤنا جذورها التي تشرش فينا كما في التراب، وحتى و إن نبشتم الأرض لاستئصال الجذور فإن دماءنا ستروي ألف شجرة أخرى، لتبقى سنديانة الكرامة عنوان وجودنا وشهادة بقائنا على هذه الأرض التي لن تموت وان متنا ….
هي ” ام غالب ” امراة فلسطنيية تفوح منها رائحة الوطن وتجسد ملامحها - المتعبة - معاناة شعب باكمله تمسك بارضه وتحمل ضريبة الدم عن طيب خاطر.
لم تكن تعلم ام غالب ان عين الكاميرا ستلتقط لها صورة وهي تدافع بعفوية وبدافع ارتباطها بالأرض عن زيتونتها التي تعني لها الحياة تدافع عنها بعد أن قرر جنود الاحتلال حرق أشجار الزيتون في أرضها واقتلاعها من جذورها فأبت أن تستسلم لهم .
ورردت ” الله اكبر ان اردتم اقتلاعها وحرقها فاحرقوني معها واقتلوني انها ارضي وشجرتي ” فاحتضنتها وهي تبكي بحرقة لترى - كما أخبرتنا - دموع في عيون احد الجنود .
لعلها دمعة استطاعت في لحظة ما أمام شموخ هذه المرأة وصورتها وهي تتشبث بشجرة الزيتون ان تسقط البندقية التي لطالما أحرقت قلوب أمهات وشردت ملايين الأسر بلا رحمة ولا اعتراف بحق الوطن والكرامة
أم غالب جاءت لعمان لتكرمها مؤسسة الكرامة الأربعاء الماضي في فندق الفور سيزون في حفل يليق بهذه المراة بجائزة أطلقت عليها اسمها ( محفوظة ) - سنديانة الكرامة - دخلت قاعة الاحتفال بثوبها الفلسطيني لتحظى بتصفيق الحاضرين ووقوفهم احتراما لها ولموقفها المشبع بالكرامة وبحب الوطن بدأت كلماتها التي لم تدونها في ورقة ولم تتدرب عليها مرات ومرات قبل أن تقراها على مسمع الحضور فبدت عفوية مثل تراب الوطن و رائحة الخبز الطازج.
فشكرت الأردن أولا وجلالة الملك عبدالله الثاني الذي كان دائما داعما للشعب الفلسطيني منوهة بمواقفه الشجاعة والتي منها استضافتها حيث تمكنت من الحضور للأردن لتتسلم جائزتها التي بادرت إليها مؤسسة كرامة لتؤكد بان الكرامة لا تحتاج سوى الإيمان بقضية ما وبرمز ما قد يكلفنا حياتنا لكنه يستحق ذلك.
قالت ام غالب - محفوظة - في حفل تكريمها ” شجرة الزيتون قيمتها كقيمة أبنائي .
ربيناها كما نربي أبنائنا فتحنا عيوننا عليها وعلى قيمتها نزرعها طوال حياتنا فهي الأرض و الوطن فعندما شاهدنا جنود الاحتلال وهم يريدون قطع أشجارها بعد أن صادروا ( أغنامي ) التي هي أيضا كانت مصدر رزقنا لم أتمالك نفسي وقلتم لها .
الله اكبر ماذا تبقى لنا سوى هذه الشجرة اقتلوني قبل ان تقتلعوها واحتضنتها وانا لا ارى الا هي وبقيت اتمسك باغصانها حتى شعرت ان يدي واغصانها اصبحوا كيانا واحدا وكنت مستعدة ان اموت قبل ان اشهد لحظة اقتلاعها وهي الحياة بالنسبة لي ” .
تسلمت محفوظة الجائزة التي سميت باسمها وهي أول المستلمات للجائزة كونها كافحت طوال حياتها وحاربت دون كلل لتوفر لعائلتها و لمجتمعها حياة أفضل .
وهي تجسد صورة مشرفة لنساء يتعرضن يوميا للعنف ومحاولات سلب كرامتهن واقتلاعهن من ما تربيين عليه طوال حياتهن من عشق الأرض التي تعتبر مصدر حياة ورزق لملايين الأسر التي تعيش تحت وطأة الاحتلال وقهره .
محفوظة - 65 - عاما هي المراة الأولى التي تتسلم هذه الجائزة التي تبعا للقائمين على مؤسسة كرامة ستصبح جائزة سنوية تقام كل عام في دولة عربية مختلفة يتم من خلالها تكريم عدد من النساء اللواتي ليس بالضرورة ان يكن مشهورات وانما نساءا عاديات لكنهن يواجهن تحديات مختلفة ويناضلن من اجل البقاء على مختلف الاصعدة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية .
أم غالب” امرأة عادية امتحنت الدنيا صمودها لأعوام طويلة ولكن الكاميرات التي رافقت الجرافات إلى قرية سالم في نابلس لتصور اقتلاع أشجار الزيتون تمهيدا لمصادرة الأراضي نقلت ”أم غالب” إلى ذروة الحدث وجعلتها تتحول إلى رمز لصمود المرأة الفلسطينية التي نذرت حياتها للأرض بكل تجلياتها و معانيها.
محفوظة” كانت المرأة الرمز في عمان التي ما فتئت تفتح أحضانها للقادمين بصمودهم و أحزانهم النبيلة، و في عمان تعالت الصيحات مع ”محفوظة” لترفض المساومة و تؤكد حق المقاومة.
محفوظة” عبرت عن تمسكها بشجرة الزيتون رافضة الخضوع والاستلام و أقسمت بأنها لن تتنازل عن هذه الشجرة المباركة ولو افتدتها بحياتها، لم تتصنع و لم تمثل فما الذي يمكنه أن يدفع مثل هذه المرأة لتحدي الحديد و النار و احتضان شجرتها مشهرة تحديها إلى آخر الشوط حتى لو اقتلعتهما الآليات سويا، فحياتها أمام بنادق جنود الاحتلال قد لا تكون ذات قيمة لكنها في نظر من يؤمنون بالإنسان كقيمة مطلقة تعني أسمى معاني الحياة و الوجود



 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.