التسميات والتصنيفات

الاثنين، 6 يونيو 2011

هناك تسكن حبيبتي على الشواطي البيضاء

هناك تسكن حبيبتي على الشواطي البيضاء

تقبع حبيبتي هناك على أرض الوطن كمنفية منذ زمن
وعلى بعد مآقي ومسار الدموع الجارية
في غربتي ومنفاي تربع وسكن وطني في أعماقي
وأحتل اركان كياني وذاتي
أحتل وسكن الوطن جميع مساحات الجسد المنفية والغريبة الديار
اصبحت أرقب بريدها بعيون صقر مفتوحة
في جميع الصباحات والمساءات المكلومة
أنتظر صوتها مع همسات العصافير والطيور المهاجرة
أسمع آهاتها وآنينها من بعيد ..
تلامسني دموعها وتحرق وجناتي ..
تلهبني سخونة حسراتها وآلامها
يوجعني يصفعني نزف جراحها المستمر
وعندما تتقطع السبل وجميع الأتصالات
يتسلل ويتسرب القلق والأرق وكوابيس الحنين
الى أعماق الفؤاد حد النواح والعويل
تـُقتل وتعدم حبيبتي هناك في اليوم ألاف المرات
تتقاسمها الفضائيات الإخبارية كوجبة عشاء دسمة
لم يتفق بنو جلدتنا وعروبتنا يوماً الا على قتل حبيبتنا
وتمزيقها بأظافر زمانهم ومخالبهم
فبإعدامها ووأد أنفاسها كلهم يتوحدون
ويصبحون في قفة وأحدة وبأيديهم يصفقون
يهللون ويفرحون مستبشرين خيرا كثيرا
وهم يرقصون على جثمانها
يرقصون رقصات غجرية ويتمايلون كالشياطين بين جفونها
يغنون وينعقون كالغربان السوداء على أشلاء أطفالها
ويشربون نخب أنتصارت هزيمتهم على اصوات استغاثتها
يا الله ..يا للهول يا للهول ..!!
كيف تنتصر أنسانيتنا بقتل نفسها وأعماقها ؟؟!!
كيف تنتصر أنسانيتنا عندما تعدم وتشنق نفسها صباح مساء
سأبحراليك ذات يوم ايتها الرائعة الجميلة
لأصبح على وجهك الصبوح
ايتها الطفلة البريئة التي تضج عفوية ونقاء
الغافية على شواطيئ البحر المتوسط
ونلتقي حيث موعدنا هناك منذ زمن بعيد
تحت ظلال شجرة يتيمة طال انتظارها للقائنا
لتشهد على لقاء حبنا وامتزاج ارواحنا
فقد تنبأ لهاالمنجم والعرافة
يوماً بأن هناك أحباب مهاجرين منذ سنين طويلة
سيجتمعوا بحب وحنان على همسات النجوم في مساءات غير طبيعية
تحت ظلالك الوارفة ويتمتعوا بنقاء نسماتك المنعشة
ليستمدوا منك الحياة بمعانيها واالصمود والأرادة التي لا تقهر
ويمدوك بالصبر والسلوان الجميل
ايتها الزيتونة الطاهرة الصامدة قاهرة الأعداء
انتظريني هناك حيث الموعد الابدي والخلود
لنعيد لغزة وبحرها الشواطيء والمرافيء
لنعيد لغزة ضفائرها وجدائلها الطويلة
لتكون من جديد عروسة لبحرنا وكل فلسطين
أرحل مع حروف أسمك الى عالم بلا حدود
أعلم أن الشعر فيك ولعيونك سحر سماوي
يجعلني انزع ثوب المتاعب وكل ترسبات السنين
التي نقرأ بها أبجديات الحب والحنين وجميع الأشواق
في مساءاتي أغفو على أنغام صوتك الرائع
وفي صباحاتي الوردية الندية
أستاذن من أحلامي الرائعة البديعة معك
لأستمع وأصغي الى همساتك الرقيقة وأستلذ أغترابه
وأحتسي فنجان قهوتي المعهود تحت ظلال أشجارك
تلاحقني وترمقني عيناك بنظرات غريبة لها معنى ومغزى
فأختبيء بين جفونك و رموشك تستقر عيناي فوق بريق عيناك
تتصافح متناقضاتي بين ترنيمات صوتك الحزين
أنفاسك اللاهثة هنا وهناك
وكلي محتار هل سنلتقي يوما
ونتجول بين بياراتك بحرية تامة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.