التسميات والتصنيفات

الأربعاء، 11 مايو 2011

العفو والتسامح



العفو والتسامح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام :
مهما صـفت النفـوس تجاه بعضهـا ومهما ازدادت لحظات الأنس والسعادة فلا بد أن
يتخلل ذلك الصفاء وتلك اللحظات الرائعة تشويش يعكره ولحظات صامته نحاول أن
نقتلها ..أو نتناساها قد نخطئ في حق صديـق .. حبيب قريب وقد يخطئ علينا الغير أو
يتعمد في الخطأ وهو يشعرأولا يشعر
ولكـن أين السماح من هذا الخلاف؟ ولماذا اسامح؟
أسامحه لأني أحبه بصدق، فمن أحبه أتمنى أن تستمرعلاقتي معه متناسيا تعامله الغريب
سوء تصرفه معي..
اسامح لأن قلبي أبيض ولا يلبث بعد فترة قصيرة من الخلاف
أن ينفث غبار غضبه مع هبات النسيان
متى اسامـح؟
اسامح إذا استحق ذلك الشخص والحبيب السماح واثبت لي باعتذاره ندمـه وتأسفـه
وليس عيبا أن نعتذر بل الاعتذارمن أجـل الأمور التي ترفع مقامات البشر
والشاعر يقول :
يستوجب العفو للفتى اذا اعترف ***وتاب عما قد جناه واقترف
أما إذا تعالت نفسه عن الاعتذار فسماحي هنا فضيلة اتميز بها واترفع عن معاتبته
وسوء تصرفه وقدرتي على السماح تختلف باختلاف الجرح الذي تعرضت له فبعض الجروح مثلا
قد تجعلني أتحامل في قلبي وارفض السماح لفترة طويلة ولكـن في الأخيـر أحس بطعـــم
التسامح وجمال معناه عندما يآلف بين قلوبنا ويمحي من ذاكرتنا مواقف كنا نتمنى
نسيانها فما أجمـل السماح حتى لو سبقـه العتب…
التسامح والعفو هي من أنبل الصفات على وجه الأرض
فما أحوجنا لها في هذه الأيام كثيراً مانرى المشاكل تشتعل بين المسلمين وكثيراً مانرى
خصاما وأحياناً قد يكون فراقاً بين صديقين
أو أخ وأخيه فأين هو التسامح الذي أوصانا به ربنا الكريم في كتابه
((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
-النور22-
وقوله: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ). فصلت34
ولتكن لنا أسوة حسنة في رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل-
على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء)
إنّ جرعة غيظ تتجرعها في سبيل الله- سبحانه وتعالى- لها ما لها عند الله -عز وجل- من
الأجر والرفعة.
ومن الأسباب التي تدفع أو تهدئ الغضب سعة الصدر وحسن الثقة؛ مما يحمل الإنسان على
العفو.وشرف النفس وعلو الهمة، بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا
المقام.
لا تنس فضل من جفاك فإذا كان اليوم أساء إليك فلابد أن يكون في يوم ما قد أحسن
إليك وقابل هذه بتلك ولا نتنظر بعين واحدة فلكل إنسان زلة قدم وكل بني آدم خطّأ
والكمال لله وحده سبحانه قابل الإساءة بالأحسان وادفع الغضب بالصبر وتذكر محاسن من
أساء إليك وقد قال الله عز وجل ، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة
كأنه ولي حميم )..
فإذا قدر الإنسان على أن ينتقم من خصمه؛ وغفر له وسامحه،(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ
لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)[الشورى:43].
إذا لابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة
عريضة، وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ.
وَلَا أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيم عَلَيهِم *** ولَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الْحِقْدَا
أخواني الكرام:
أعلم جيدا أن الكلام سهل وطيب وميسور ولا يكلف شيئًا، وأعتقد أن أي واحد يستطيع
أن يقول محاضرة خاصة في هذا الموضوع، لكن يتغير الحال بمجرد الوقوع في كربة تحتاج إلى
الصبر وسعة الصدر واللين فتفاجأ بأن بين القول والعمل بعد المشرقين.
إحتمال السفيه خير من التحلي بصورته والأغضاء عن الجاهل خير من مشاكلته ، إذا لا
تضع نفسك في مقابلة المخطيء أبدا ..
أخواني الكرام :
إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفر بكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة
من دماغك للتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسان الكثير من
المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقام منه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد!!!!
وهكذا يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله تعالى بالتسامح والعفو، حتى إن الله جعل العفو
نفقة نتصدق بها على غيرنا يقول تعالى:
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ البقرة: 219..
فما أجمل العفو وما أحبه لله ورسوله..
فالعفو كالماء يطفئ نار الخلاف والنزاع وما أروع العفو عن هفوات الناس، وغفران
أخطائهم، فهذا يعد حسنة حقيقية، فالله سبحانه كبير فى غفرانه، عظيم فى عفوه
وتسامحه.. أن التسامح والعفو أقوى من الثأر والإنتقام
فهل هناك أجمل من أن يتحول الأعداء إلى أحباب !!!
اصنع لك أثراً جميلاً في كل النفوس ،انسى الأحقاد والعدوات .. عش حياة هانئة ..إن
عاداك أحد .. فقدم له هدية.. إن لم يسلم عليك فابداء أنت بالسلام.. فخيركم من يبدا بالسلام …
فلنعفو أخوتي في الإسلام عن من أساء إلينا حتى ن**ب محبة الناس
ويرتاح بالنا ويعظم أجرنا بإذن الله ولنكن كما قال الشاعر
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعآ
يرمى بصخر فيلقى بأطيب الثمر
ودمتم ودامت مملكة الإحساس بخير وعافية في تسامح وود ووئام…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.