بمناسبة
ذكرى وفاة ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفنان الفلسطيني(33عاما)
ولد الفنان ناجي
سليم العلي في قرية الشجرة الواقعة بين الناصرة وطبريا في الجليل الشمالي من
فلسطين عام 1938، وبسبب إرهاب العصابات الصهيونية اضطر للنزوح مع أسرته عام 1948
إلى جنوب صيدا في لبنان ( مخيم عين الحلوة) تحديدا ..
ناضل
وقاوم وثار في وجه الأحتلال الهمجي من خلال رسوماته التي قسمت ظهر الأحتلال الغاشم
فأرق النوم في جفنها..وجعلها دائمة البحث والتنقيب عن وسيلة للخلاص من صمت رسوماته
التي كانت بمثابة ألف رصاصة في الثانية في مقتل لها والخلاص من قلمه وريشته التي
تعبر بقوة عن سخط الشعوب المقهورة والمظلومة والمسلوبة الأرادة من قبل الغاصبين
والحكام الفاسدين ..
فكان
حنظلة في رسومات ناجي العلي شخصية تمثل كل طفل فلسطيني شرد من وطنه
وأرضه وشوارع قريته قهرا وقسرا حافي القدمين مقهورا حزينا لكن هذا الطفل
كان قويا تغلب على قهر الطبيعة والأيدي العابثة بالوطن كبر في أعماقنا وأحتفظ
بذكرياتنا في الوطن وما زال يعرف ويتعرف على كل شبر سارت عليه أقدامنا وكل جدار
مررنا بمحاذاته وكل شجرة حفرنا على عروقها ذكرى جميلة أوعابرة
..
ما
زالحنظلة يسكننا و يذكر ظل الزيتون وعبير الريحان والياسمين ما زال فينا من يذكر
ويتذكر بكاء تلك الطفلة التي لملموا أشلاء عائلتها من تحت الأنقاض ولم يبقى سواها
ليذكرماضيها بقسوة وهمجية الأحتلال الغاشم ..
وما
زال صوت الأقصى ينادي في أذنه حي على الصلاة حي على الفلاح..
والمزارع والراعي ينشد على صوت مزماره ما أجملك يا وطني ما أطهر ثراك المخضب بدماء الشهداء المسكية وما أنقى نسمات فجرك أنها ترد الروح إلى مطارحها.. أنها مجبولة بالحرية والسلام والمحبة ..
والمزارع والراعي ينشد على صوت مزماره ما أجملك يا وطني ما أطهر ثراك المخضب بدماء الشهداء المسكية وما أنقى نسمات فجرك أنها ترد الروح إلى مطارحها.. أنها مجبولة بالحرية والسلام والمحبة ..
وما زالت أجراس كنيسة المهد وتراتيل كنيسة القيامة تقرع كنغمة موسيقية على
مسامعه نحن باقون نحن أصحاب هذه الأرض .. حنظله في رسومات ناجي العلي طفل صغيرلكنه
ذكيا قويا لايريد أن يعرف ملامحه أحد إلا بعد أن تسترد كرامة العروبة وتعود الدماء
والنخوة لعروقهم وأوردتهم ويتحقق النصر بتحرير كل شبر من هذه الأرض التي يستحق
أهلها العيش عليها بحرية وتسامح ومحبة وسلام..
هجرنا
ونحن أقل من عمر حنظلة وما زلنا نذكر كل شبر من ثرانا وكل شجرة أستظلت بظلها
أنفاسنا وما زلنا نذكر صوت العصافير العاشقة حين تغرد قبل بزوغ الفجر تنادي أحبك
يا أقصانا أعشق كل شبر من ثراك يا فلسطين أعشق زرقة بحرك وصفاء سماءك ونقاء
النسمات حين تلفح خد الورد وتعبق في أنفاسنا بهدوء..
مات
ناجي وذكراه باقية حية في قلوبنا وحنظلة لم يكبر ولم يمت أنه باق مابقي
الزعتر والزيتون .. باق ولن يكبر إلى أن تسترد كرامة عروبتنا المهدورة ونسترد كل
شبر من الوطن الحبيب..سبحان الحي الذي لا يموت سبحانك ربي سلبونا حريتنا وحرمونا
من التمتع بجمال طبيعة الوطن ونسمات فجره.. سبحانك ربي
أنك القوي القهار اقهر من قهر قلوب أطفالنا وكمم فاه طيورنا وظلم فكرنا ودمر
حضارتنا ونهب خيراتنا وزور تاريخنا ودنس مسرى نبينا.. الرحمة لروح ناجي العلي
والحرية لأقصانا ..
الشاعرة
والفنانة التشكيلية
د.
يسرى الرفاعي
سوسنة
بنت المهجر