لم نعد نستغرب عنجهيتهم
وقسوتهم لأهدابك
ولم نستغرب حرقهم
لبنيانك وتغيير معالمك..
يا وطني باتت مضرجة بالدماء كل أرجاءك
تصرخ من قسوتهم
وهمجيتهم كل ذرات كيانك ..
ليتهم يسمعون نقيق ضفادعك ونعيق غربانك
فلم نعد نستغرب لماذا
زحفوا كالجرذان لروابيك ..
ولم يسلم من أذاهم وهمجيتهم
أرضك ولا سماءك
كالجراد إلتهموا إخضرار سهولك وتسلقوا جبالك..
لم نعد نستغرب كيف
سطوا على قمح رجولتك
ولا كيف أغتصبوا الورد
في حدائق حرائرك...
لم نعد نستغرب من
همجيتهم لآنك ربيع زيتونك
والبسمة على ثغرأطفال
الحجارة في حياضك..
و النسمة العليلة لفجرك
والنورلمسرى أنبياءك
لآنك التراث والحضارة
ومنبع الأصالة لجيرانك..
لآنك مصنع
الفخروالرجولة والشهامة لعربانك
لآنك أجمل الأوطان
المخضبة بدماء شهدائك ..
يا لقسوة تلك العربان
حين تعاونوا على إجتثاثك
يا لجفائهم حين أحرقوا شقائق النعمان في
روابيك..
وحين أحرقوا بوحشية
حقائب المدرسة لأطفالك
وحين حاولوا منذ أزمان
كسروتركيع شيوخك ..
بلا عدد ولا حسبان بات سفك الدماء في أرجاءك
خسئوا. ستبقى الآعلى
والآبقى كالثريا في علاك..
ستبقى عصي على بني صهيون وبني جلدتك
وكل المتآمرين على
صمودك وإطفاء نورك ..
ياه يا وطني ماذا أقول
عن أفعالهم المخزية بحقك
كل شيء بات بأسماء
يهودية حتى مدنك وقراك ..
لقد هودوا بنيانك
وعبثوا بتراثك وغيروا تاريخك
ونهبوا أثارالكنعانيين
وغيروا جل معالم حضارتك ..
لم نستغرب يا وطني
وحشيتهم وعصيانهم لبيانك..
حين أعلنوا أنهم
يريدون تحريرأقصاك من أعداءك..
وهم من يتآمرعلى أجراس
كنائسك ومآذن مقدساتك
فسال دمع زهرة
المدائن بحرقة لتغسل عاربني جلدتك
الشاعرة والأديبة /
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
